mena-gmtdmp

تعافي الشركات بعد الأزمات: كيف يتحول السقوط إلى فرصة؟

عندما تكون الأزمات فرصة للإنطلاق - الصورة من freepik
عندما تكون الأزمات فرصة للانطلاق - الصورة من freepik

في عالم يهتز اقتصادياً، باتت الأزمات التي تواجهها الشركات الناشئة متكررة ومتتالية، فالمشهد العالمي يعاني من اضطرابات سلاسل الإمداد، تقلبات الأسواق، أزمات صحية، مخاطر سيبرانية، وضغوط مناخية واجتماعية.
أغلب الشركات تتعافى وتعود إلى سوق العمل مرة أخرى، وربما تصبح أكثر استقراراً، ولكن السؤال الأبرز بعد الأزمات: كيف يتم التعافي؟.
في هذا الصدد قدم خبراء ريادة الأعمال مفهوم المؤسسات المرنة، التي لا تتعافى فحسب، إنما تتقدم للأمام.

 

خمس سمات للشركات التي تتعافى أسرع

تدريب فريق العمل على الابتكار يساهم في حل الأزمات- المصدر freepik


تلخص شركة Deloitte البريطانية (إحدى أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم) ملامح المرونة في خمسة عناصر يمكن قراءتها كخريطة طريق للتعافي:

الاستعداد المسبق

الاستعداد للأزمة قبل وقوعها، وهنا يصف الخبراء الشركات الناجحة بأن لديها تخطيطاً مسبقاً لسيناريوهات متعددة، قصيرة وطويلة المدى. وبحسب تقرير نشر في المصدر السابق، فإن أكثر من 85% من المدراء التنفيذيين الذين قالوا إن شركاتهم نجحت في مواجهة الأزمات سواء قصيرة أو طويلة المدى، لديهم قدر عالٍ من المرونة والقابلية للتكيف من خلال الاستعداد المسبق باستراتيجيات متعددة.

المرونة والتكيف

القدرة على التكيف وجعل المرونة سمة لجميع العاملين قبل مواجهة أي أزمة، عبر التدريب وإعادة التأهيل وإعادة توزيع العاملين أو المرونة في العمل، هذه السمة أساسية لتسريع التعافي. ويلفت الخبراء إلى أن قرابة ثلاثة أرباع الشركات التي نجحت في التعافي من الأزمات، كانت قد اختبرت طرقاً متعددة لنشر ثقافة المرونة والتكيف بين العاملين، وظهر ذلك واضحاً عند المقارنة بتجارب شركات لا تتمتع بهذه المميزات، ولذلك سقطت في اختبار أول أزمة.

التعاون

الشركات التي نجحت في كسر العزلة بين الإدارات، هي تلك التي اتخذت قرارات سريعة عند مواجهة الأزمات، وتقليل المخاطر ودفع الابتكار لمرحلة جديدة. ولأن هذا التعاون يخلق حلولاً متكاملة تساعد ليس في التعافي فحسب، بل في بناء مرحلة جديدة.

الثقة

بناء الثقة مع الموظفين والعملاء وأصحاب المصلحة، على كافة المستويات سواء المباشر أو الرقمي، هذا يجعل الأزمة وطأتها أخف. ويشير خبراء ريادة الأعمال إلى أن الثقة تعطي الأولوية للسلامة، والصحة النفسية والمعنويات، وأمن البيانات.

المسؤولية

المسؤولية عند مواجهة الأزمات تعني أن الشركة لا تولي الأهمية الأكبر للأرباح فقط، بينما 87% من الشركات التي نجحت في التعافي، تمكنوا من تحقيق التوازن بين احتياجات العملاء وسرعة استجابة الشركة، والتحول عند التعرض لاضطرابات كبيرة مقارنة بالشركات التي لم توازن جيداً.

 

تعافي الشركات يعتمد على نظام مستدام

عند التعرض لأزمة يجب تغيير الخطة- المصدر freepik


قدمت شركة McKinsey (وهي شركة استشارات إدارية أمريكية) وصفة أخرى لتعافي الشركات التي واجهت أزمات، وتعتمد على نظام مستدام وليس استراتيجية مؤقتة لحل أزمة. وبحسب الشركة فإن هذا النظام يعتمد على مفاهيم:

  • عقلية شاملة تعطي أهمية للمرونة.
  • الأمان النفسي.
  • قيادة قابلة للتكيف.
  • ثقافة متماسكة.

وتقترح ماكينزي تعزيز قدرات المرونة على أربعة مستويات متزامنة:

مؤسسة تتمتع بالرشاقة

يصف خبراء ماكينزي هذا المستوى بالرشيق، ويشمل قرارات أسرع، موزعة، مدعومة بالبيانات، مع قبول نتائج جيدة تسمح بالتعلم والتجربة والتعديل.

تمكين فرق العمل

جزء من التعافي يعتمد على تمكين فرق العمل للمشاركة في اتخاذ القرارات والتحرك بمزيد من الحرية، ويتم ذلك من خلال الاستعانة بفرق صغيرة متعددة التخصصات قريبة من العميل، لديها مساحة من النتائج وحدود واضحة للمساءلة، مع حلقات مراجعة لتغيير المسار سريعاً.

قادة قابلون للتكيف

التكيف لابد أن يبدأ من القادة ثم ينتقل لفرق العمل، وهنا ينصح خبراء ماكينزي بضرورة أن القادة لابد ألا يكتفوا برد الفعل، بل سيستخلصون الدروس وينقلون تجربتهم لفرق العمل؛ لتتحلى بنفس القدرة على التغيير، وهنا يجب أن يعترفوا بأنهم لا يملكون كل الإجابات، ويستمعون بانتظام للعاملين.

الاستثمار في المواهب والابتكار

التعافي يتطلب بيئة منتجة وقادرة على تقديم حلول مبتكرة، فهذا الاتجاه لا يسرع التعافي فحسب، بينما يفتح المجال أمام بدايات جديدة، فقد يحول الابتكار أزمة الشركة إلى فرصة.

 

كيف تحوّل الشركات الأزمة إلى نقطة انطلاق؟

تعافي الشركات بعد الأزمات - الصورة من freepik


هذه أبرز النقاط لتتحول الأزمة التي تمر بها الشركة إلى فرصة جديدة للاْنطلاق المثمر:

  • تحويل التخطيط إلى عادة ووضع سيناريوهات متعددة، تجعل الشركة في حالة جاهيزية إذا واجهت أزمة.
  • إغلاق فجوة القرار وتحديد منْ يقرر ماذا، وإنشاء آلية قرار سريعة للأيام الحرجة.
  • الاستثمار في مرونة الناس قبل التكنولوجيا من خلال تدريب وإعادة تأهيل ومرونة العمل، لأن قابلية التكيف ليست مهارة إضافية بل شرط بقاء.
  • كسر العزلة بين الإدارات لحل المشكلات الكبرى بدلاً من استهلاك الوقت في فض النزاعات بين الإدارات.
  • جعل الثقة سياسة تشغيل من خلال وضع السلامة، والدعم النفسي، وحماية البيانات أولوية تُترجم مباشرة إلى قدرة على الصمود والتعافي.

قد يعجبكم أيضاً أيهما أفضل لبدء رحلة ريادة الأعمال: شراء شركة أم تأسيس واحدة؟