إصابة المراهقين بـ"الهبات الساخنة" تُعد ظاهرة غير معتادة، وتستوجب الانتباه؛ لأنها غالباً ما تكون إشارة صامتة لوجود حالة طبية تحتاج إلى تشخيص دقيق.
فالهبات الساخنةهي شعور مفاجئ بالحرارة الشديدة، يجتاح الجزء العلوي من الجسم (الوجه، الرقبة، الصدر). كيميائياً، يحدث ذلك بسبب اضطراب في منطقة "ما تحت المهاد" بالدماغ، وهي المسؤول الأول عن تنظيم حرارة جسم الطفل، فعندما يضطرب مستوى الهرمونات، يرسل الدماغ إشارات خاطئة بأن الجسم "ساخن جداً"، فيبدأ الجسم بإفراز العرق الغزير لتبريد هذه الحرارة الوهمية، وإليكِ وفقاً لموقع "هيلث لاين" الأسباب الكامنة وراء الهبات الساخنة لدى المراهقين وأهم أعراضها.
الأسباب الكامنة وراء الهبات الساخنة لدى المراهقين

تتعدد المسببات وتتراوح ما بين الضغوط النفسية والاضطرابات:
- اضطرابات القلق والهلع: تبدأ غالباً بين سن 15 و19 عاماً. نوبات الخوف الشديد تسبب ردود فعل جسدية مثل ضيق التنفس، ضربات القلب المتسارعة، والهبات الساخنة.
- فرط نشاط الغدة الدرقية: زيادة إفراز هرمونات الغدة تسرع عمليات الأيض، مما يؤدي لعدم تحمل الحرارة، التعرق المفرط، واضطرابات النوم.
- قصور المبيض المبكر (POI): حالة تصيب الفتيات نتيجة نقص هرمون الاستروجين (بسبب عوامل وراثية أو علاجات كيميائية سابقة)، وتؤدي لظهور أعراض تشبه انقطاع الطمث.
- التغيرات الهرمونية في البلوغ: رغم ندرتها، قد تحدث نتيجة عدم توازن مؤقت في الجهاز العصبي المركزي خلال رحلة النضج.
- مؤشرات صحية خطيرة: في حالات نادرة جداً، قد يكون التعرق الليلي المستمر (الهبات الليلية) مرتبطاً بأعراض أولية لبعض الأورام مثل سرطان الغدد الليمفاوية، خاصة إذا ترافق مع فقدان الوزن والحمى.
ربما تودين التعرف إلى ما هي علامات المراهقة الصعبة؟ وكيف تساعدين ابنك؟
أعراض الهبات الساخنة عند المراهقين
لا تقتصر الهبات الساخنة على الحرارة فقط، بل يصاحبها غالباً:
- احمرار ملحوظ في الوجه والرقبة.
- تعرق مفاجئ وغزير في النصف العلوي من الجسم.
- إحساس بالقشعريرة فور انتهاء الشعور بالحرارة.
- تسارع في دقات القلب وشعور مفاجئ بالتوتر.
علاجات الهبات الساخنة عند المراهقين ونصائح لتخفيف حدتها

يعتمد العلاج كلياً على السبب الرئيسي بعد استشارة الطبيب:
- علاج السلوك المعرفي (CBT): في حالات القلق والرهاب لتدريب المراهق على التحكم في نوبات الذعر.
- العلاج التعويضي بالهرمونات: خاص بالفتيات اللواتي يعانين من قصور المبيض المبكر لتعويض نقص الاستروجين.
- الأدوية المنظمة للغدة: للسيطرة على فرط نشاط الغدة الدرقية.
- تعديل النظام الغذائي: تقليل الكافيين، وتجنب الأطعمة الحارة والمواد الحافظة (الكبريتات) التي تحفز الحرارة.
- تقنيات الاسترخاء: تدريب المراهق على التنفس العميق، اليوجا، أو التأمل لتهدئة الجهاز العصبي.
- اختيار الملابس: الاعتماد على الأقمشة القطنية الطبيعية والخفيفة التي تسمح بمرور الهواء.
- النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في توازن الهرمونات والصحة العامة، ويجب أن تجنبي تماماً إعطاء المراهق أي علاجات عشبية أو هرمونية دون استشارة طبية. إذا كانت الهبات متكررة وغير مبررة، فإن زيارة الطبيب هي الخطوة الأولى والضرورية لضمان سلامته.
رغم أن الهبات الساخنة بحد ذاتها مزعجة؛ إلا أن هناك علامات تحذيرية إذا رافقت هذه الهبات، فإنها تشير إلى وجود مشكلة صحية، تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً ولا يجب تجاهلها.
علامات خطيرة للهبات الساخنة عند المراهقين
- فقدان الوزن غير المبرر: إذا كان المراهق يفقد وزنه بشكل ملحوظ دون اتباع حمية أو زيادة رياضة.
- الحمى المستمرة أو المتكررة: وجود ارتفاع في درجة حرارة الجسم (سخونة) غير مرتبطة بنزلة برد.
- تضخم الغدد الليمفاوية: وجود تورم أو كتل صغيرة تحت الإبط، في الرقبة، أو في منطقة الفخذ.
- التعب الشديد والخمول: إرهاق مستمر يمنع المراهق من ممارسة أنشطته اليومية المعتادة.
- تعرق ليلي غزير : تبلل ملابس النوم أو شراشف السرير بالكامل وبشكل متكرر.
- ألم في العظام أو المفاصل: خاصة إذا كان هذا الألم يزداد سوءاً في الليل.
- جحوظ العينين: إذا لاحظتِ بروزاً غير طبيعي في عيني المراهق.
- رعشة في اليدين: اهتزاز ملحوظ في الأصابع عند محاولة الإمساك بشيء.
- اضطراب شديد في الدورة الشهرية: انقطاعها تماماً لشهور طويلة أو عدم انتظامها الحاد عند الفتيات (قبل سن الـ 40).
- تضخم في منطقة الرقبة: قد يشير إلى تضخم في الغدة الدرقية.
- نوبات هلع حادة: الشعور بالاختناق، ألم في الصدر، والخوف الشديد من الموت.
- تغيرات حادة في المزاج: عدوانية مفاجئة أو قلق يعطل الحياة الاجتماعية والدراسية.
- خفقان القلب المستمر: الشعور بضربات قلب سريعة جداً أو قوية حتى في وقت الراحة.
- دوخة شديدة أو إغماء: إذا تسببت الهبة الساخنة في فقدان التوازن أو الوعي.
إذا لاحظتِ (هبات ساخنة + فقدان وزن + تعرق ليلي)، يجب التوجه فوراً للطبيب لإجراء تحاليل دم شاملة وفحص للغدد الليمفاوية، لاستبعاد حالات مثل فرط نشاط الدرقية أو بعض أنواع الأورام (مثل الليمفوما) التي تكون هذه أعراضها الأولية.
تعرفي إلى المزيد حول 4 خطوات لتعديل السلوك النفسي والاجتماعي لطفلك المراهق
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.






