mena-gmtdmp

عدد أفراد الأسرة ومتابعة الشاشات من أسباب تأخر كلام طفلك... وإليك التفاصيل

صورة لطفل يلعب مع طفل آخر
اللمس والحركة واللعب الجماعي يحفز الطفل على الكلام
"أنا مثل كل أم لا زلت أنتظر ذلك الصوت الصغير الذي يخرج بتلعثم من فم طفلي ليهتز قلبي فرحاً، لكن طفلي تجاوز العام والنصف ولم يبدأ الكلام بعد! هل هناك علامات خطر أقلق منها؟". هنا يوضح الدكتور ممتاز المصري أستاذ طب نفس الطفل، أن هذه الشكوى ليست غريبة، فاللغة ليست مجرد نطق كلمات للتواصل، بل هي جسر يربط الطفل بالعالم من حوله، وهي المؤشر الذي يطمئن الأم على تطور طفلها العقلي والاجتماعي.
ولهذا لابد من تعرف كل أم إلى مراحل تطور اللغة عند الطفل، وإدراك أن عدد أطفال الأسرة يؤخر نطق الطفل مبكراً ، وكذلك الجلوس الطويل الصامت أمام الشاشات بجانب أسباب أخرى، مع الوعي بأهمية إدراك الأخطاء التي تقع فيها الأمهات والابتعاد عنها، وطرق العلاج والتعامل.

أولاً: متى يبدأ الطفل بالكلام؟

عدد أفراد الأسرة يؤخر كلام الطفل الجديد
الأطفال يختلفون في سرعاتهم، لكن هناك مراحل أساسية:
  • من الولادة إلى 6 أشهر، يبدأ الطفل بالمناغاة، وإصدار أصوات غير مفهومة.
  • من 6 إلى 9 أشهر يظهر "بابابا" أو "ماماما"، مجرد تكرار للأصوات.
  • من 9 إلى 12 شهراً، يبدأ الطفل بمحاولة تقليد كلمات بسيطة.
  • من 12 إلى 18 شهراً، يتكلم أولى كلماته الحقيقية (ماما، بابا، ماء، لا).
  • من 18 إلى 24 شهراً، يبدأ بتركيب جمل قصيرة من كلمتين.
  • بعد السنتين، ينطلق في تكوين حصيلة لغوية أسرع.
  • إذن لا تتعجلي، ولكن يمكنك دعم طفلك ليستمتع برحلة الكلمات مبكراً.
لماذا يختلف الأطفال في سرعة الكلام؟
بعض الأطفال يتكلمون في عمر السنة، وآخرون قد ينتظرون حتى العام الثاني. الأسباب كثيرة منها:
  1. العوامل الوراثية.. إذا تكلم الأب أو الأم متأخراً، قد يتأخر الطفل قليلاً، وهناك عامل النوع؛ بعض الدراسات تشير إلى أن البنات أسرع في الكلام من الأولاد.
  2. عدد الأطفال في الأسرة.. يعد أيضاً من العوامل المؤثرة؛ حيث تجدين الطفل الثاني أو الثالث قد يتأخر في الكلام، لأنه يجد من يتكلم بدلاً منه، وربما لأنهم لا يعطونه الفرصة أو الوقت للكلام.
  3. البيئة.. الطفل الذي يعيش وسط تواصل وحوار نشط يتكلم أسرع من طفل يجلس أمام الشاشات، بجانب عامل الصحة العامة؛ من مشاكل السمع أو ضعف الانتباه، مما قد يؤثر بشكل مباشر على تأخر الكلام.

ثانياً: طرق تساعد طفلك على الكلام مبكراً

أم تتحدث مع طفلها وتغني له
تحدثي معه منذ اليوم الأول، ولا تنتظري أن يفهم الكلمات، فصوتك مألوف له منذ كان جنيناً؛ قولي له: "صباح الخير يا حبيبي"، "الجو جميل"، "ماما تحبك"، فالتكرار مفتاح التعلم.
غني له الأناشيد البسيطة، الأغاني ذات الإيقاع تساعد على ربط الكلمة باللحن، جربي: "نام يا حبيبي" أو "بسم الله نبدأ يومنا".
استخدمي تعابير الوجه، ابتسمي، افتحي فمك عند الكلام، أشيري بيدك، الطفل يقلد أكثر مما يسمع فقط، وقللي من وقت الشاشة؛ اللاب توب والجوال والشاشات بعامة، فهي لا تُعلم الكلام بل تؤخره.. لا شاشات قبل سنتين.
اقرئي لطفلك القصص المصورة؛ الصور والكلمات تعزز الحصيلة اللغوية حتى لو لم يفهم، واجعلي القراءة عادة يومية قبل النوم.
اسأليه أسئلة بسيطة، وبدلاً من "عايز تشرب؟" قولي: "تشرب لبن"، حتى لو أشار بيده، هو يتعلم أن الكلمات لها دور.
امدحي أي محاولة للنطق؛ عندما يقول "ما" بدلاً من "ماما" ابتسمي، التشجيع يفتح الطريق للمزيد.
اجلسي على مستوى نظره، التواصل البصري يعزز الانتباه للكلمات، وكرري الكلمات الأساسية يومياً: "أكل"، "شرب"، "نوم"، "كرة"، "بابا".
اربطي الكلمة بالفعل (أعطيه ماء وأنتِ تقولين "ماء")، واجعلي اللعب وسيلة للتعليم.. قولي: "عربية، امشي يا عربية"، الطفل يتعلم باللعب أسرع من التعليم المباشر.

ثالثاً: متى تقلقين من تأخر الكلام؟

هناك علامات لعدم استجابة الطفل للكلمات
هناك فروق طبيعية، لكن يجب مراجعة الطبيب إذا:
  • لم يناغِ الطفل حتى عمر 6 أشهر.
  • لم يقل أي كلمة حتى عمر سنة ونصف.
  • لا يقلد الأصوات أو الإيماءات.
  • لا يستجيب لاسمه أو للأوامر البسيطة.
  • فقد مهارة كان قد تعلمها.
الفحص المبكر للسمع واللغة ينقذ الموقف.
طرق علمية لتحفيز الكلام:
الرضاعة الطبيعية، تؤكد الدراسات أن الأطفال الذين رضعوا طبيعياً لفترات أطول لديهم حصيلة لغوية أكبر.
التفاعل الاجتماعي، نعم الطفل الذي يشارك في لعب جماعي يتعلم كلمات أكثر.
التكرار على لسان آخرين؛ فعندما يسمع الكلمة نفسها من أشخاص مختلفين، يرسخها أسرع.
اللمس والحركة؛ فالطفل الذي يمارس الزحف واللعب الحركي ينشط دماغه، مما يساعد على تطور اللغة.

رابعاً: تجارب واقعية من الأمهات

أحكي مع طفلي في كل الأوقات

الأم سارة -31 سنة-: بدأت أحكي لابني قصصاً من عمر 6 أشهر، ونطق بعد سنة و3 أشهر وقال أول جملة.
الأم منى -28 سنة-: ابني أتم سنتين ولم ينطق، اكتشفت أن السبب أني تركته أمام شاشة لمشاهدة الكارتون لساعات طويلة.
الأم هويدا - 35 سنة-: التواصل البصري كان المفتاح، أتكلم مع ابنتي وأنظر في عينيها، حسيت أنها تلتقط بسرعة.
أخطاء شائعة تؤخر كلام الطفل:
  • استخدام لغة "البيبي" طول الوقت، الأفضل قول الكلمة الحقيقية.
  • التسرع في القلق، بعض الأطفال طبيعي أن يتأخروا قليلاً.
  • المقارنة مع الآخرين، كل طفل له إيقاعه الخاص.
  • الإفراط في الشاشات، حيث تحرم الطفل من التفاعل الحي.
  • عدم الإصغاء للطفل، حين يحاول التعبير فلا يجد استجابة.
  • لا تكثري من استخدام تطبيقات التكنولوجيا؛ فهي وسيلة -بعد عمر سنتين- وليست بديلاً عن صوت الأم.
  • هيئي بيئة غنية باللغة في المنزل، واجعلي المنزل مكاناً مليئاً بالكلمات.
  • لاصقي أسماء الأشياء (كرسي – باب – كوب).
  • تحدثي أثناء الأعمال اليومية: نطبخ رز، نخرج، نتفسح.
  • شجعي الأشقاء على الحديث مع الرضيع.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.