قصة فاندا بيغناتو تشبه الفيلم السينمائي، فهي برازيلية أصبحت السيدة الأولى في بلاد السلفادور بأميركا اللاتينية، أثر قصة حب جمعتها بالرجل، الذي سيصبح رئيساً للسلفادور، أصغر بلد في أميركا اللاتينية، والذي لا يتجاوز عدد سكانه ستة ملايين و200 ألف نسمة.
حب من أول نظرة
بدأت القصة عندما عملت فاندا بيغناتو مديرة لمركز تعليمي وثقافي للبرازيل في السلفادور، وصادف أن شاركت ذات مرة في برنامج بالقناة 12 بالسلفادور، والتقت صدفة بالنجم التليفزيوني موريشيو فوناز، الذي كان صحافياً لامعاً بقسم الأخبار، وفي الآن نفسه كان يعمل مراسلاً لشبكة الـ«سي- إن- إن» الأميركية.
حصل ذلك منذ أعوام مضت، ومنذ اللحظة الأولى حصل استلطاف بينهما، وانتهت العلاقة بزواج سعيد، وهو الزواج الثالث لموريشيو فوناز.
سيّدة أولى
أجمل فصل في القصّة كان يوم 15 مارس «آذار» 2009عندما تم انتخاب فوناز رئيساً جديداً للسلفادور، فالنجم التليفزيوني، وهو يساري على غرار رئيس فنزويلا الراحل شافيز، انتخبه الشعب رئيساً جديداً للسلفادور لمدة خمس سنوات، وأصبحت زوجته البرازيلية السيدة الأولى في البلاد.
زيجات سابقة
لم تكن فاندا المرأة الأولى في حياة الرئيس، فقد سبق له أن تزوج وله خمسة أبناء من زيجات سابقة، وابنه البكر الكسندرو تم قتله وهو في التاسعة والعشرين من عمره بباريس، التي كان يدرس فيها فن التصوير، منذ ثلاث سنوات، والمتهم بقتله شاب مغربي مهاجر حكم عليه بالسجن لمدة 16 عاماً، وقد حصلت مناوشة في الطريق العام بين الشاب المغدور ومجموعة من المغاربة، بعضهم كان في حالة سكر، ويبدو أن أحدهم ضربه دون قصد فقتله، لكن الشاب توفي بسبب الإصابة، وقد حضر الرئيس المحاكمة، وبكى تأثراً، وهو يعطي شهادته.
زيارة خاصة
بعد أربعة أيام فقط من انتخاب الرئيس السلفادوري سافر إلى مدينة «ساو باولو» البرازيلية برفقة زوجته، في زيارة خاصة إلى حماه وحماته، وهما يعيشان بحي فقير، وهو نفس الحي الذي عاشت به السيدة الأولى حتى سن الـ27 عاماً، وقد سافر الزوجان للاطمئنان على ابنتهما التي عمرها 17 شهراً، والتي بقيت عند جديها للأم أكثر من شهرين؛ بعيداً عن أجواء الحملة الانتخابية للرئيس السلفادوري؛ علماً بأن السيدة الأولى أصبحت أمّاً، وهي في الخامسة والأربعين.
وداعاً للسياسة
اللافت أن فاندا، وهي محامية، كانت متزوجة من رجل آخر من السلفادور أيضاً، وقد طُلقت منه قبل اقترانها بالرجل، الذي لم يدر بخلدها يوماً وقتها أنه سيصبح رئيساً للبلاد بعد 15 عاماً من اقترانه بها.
ويوم أول يونيو (حزيران) 2014 تولى رئيس جديد حكم السلفادور، وهو نائب موريشيو فوناز، وينتميان إلى نفس العائلة السياسيّة؛ ولأن زوج فوندا لم يرغب في ولاية جديدة؛ فإنه سينصرف هو وزوجته إلى حياة الراحة والاستجمام بين السلفادور والبرازيل؛ لاستعادة ذكريات أيام اللقاءات الأولى التي جمعت بين قلبيهما في قصة حب استثنائية.