مليون "بركة أمي" يذهب لأم مصابة بالسرطان

15 صور
في أمسية مفعمة بروح العطاء عن الأمهات وتضحياتهن، تم الإعلان عن الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى لأفضل قصة عن الأم، من خلال مبادرة "بركة أمي"، حيث أسدل الستار عليها بحضور عدد من رجال الأعمال والإعلام وسيدات المجتمع، وذلك في مبنى برج دلة بجدة، وقد أعلنت مجموعة "دله البركة" السعودية عن أسماء الفائزين الثلاث بالمبادرة، التي بلغ مجموع جوائزها مليون ونصف المليون ريـال.
جاء الإعلان عن أسماء الفائزين في مبادرة "بركة أمي" من خلال لجنة التحكيم المكوّنة من الإعلامي تركي الدخيل، ود. علي المالكي، والإعلامية منى أبو سليمان، حيث اختارت اللجنة ثلاثة قصص لتكون الأفضل من بين مئات القصص التي شاركت في التنافس على محبة الأم ومدى تضحياتها، وقد حصلت على الجائزة الكبرى وقدرها مليون ريـال حُسُن سيف شايع القحطاني من قرية تثليث، والتي تحدّثت في قصتها المؤثرة عن تضحيات أمها، التي رعت أبنائها الستة في الصحراء، وذرفت أدمعاً كثيرة لتسقيهم وتطعمهم خبزاً حلالاً وحبة دواء من لحظة تنفسوا الحياة، من دون مساعدة أو عون، حتى كبروا. أصيبت بالسرطان، فصبرت ولم يمنعها مرضها من أن تكون سحابة مطر تشمل ابنها المعاق بالرعاية والظل وبكل تضحية وتفان.

كفاح وتضحية
أما الجائزة الثانية وقيمتها ثلاثمائة ألف ريـال فقد فازت بها أسرار شوقي عبد الله من جدة عن قصة كفاح وتضحية أم لسبعة أبناء حتى يعيشوا حياة تليق بهم. هنا التضحية رسالة تأديتها واجبٌ لا يمنعه وجعٌ ولا عوزٌ ولا جوع ولا ضيق المكان. فقد اضطرت لتعيش مع أطفالها السبعة في غرفة صغيرة، وعانت من شظف العيش، وباتت تصنع الطعام والحلويات وتبيعها ليواصل أبناؤها دراستهم. فيما حصلت قصة إيمان صايل الثبيتي العتيبي من مدينة الرياض على المركز الثالث، وقيمتها 200 ألف ريـال عن قصتها التي تتحدّث فيها عن أم أصيبت بالفشل الكلوي وهي في السادسة عشرة من عمرها، ولم تكن تحسب أن الألم سيمتد ليصل إلى إصابة أولادها الثلاثة بالمرض ذاته، فقسّمت وقتها بين ألمها ورعاية أبناءٍ مرضى.
ثلاث قصص من عدّة آلاف رأت لجنة التحكيم أنها تستحق جميعها الفوز لأنها تعبر عن تضحيات لا محدودة قدّمتها وتقدمها الأمهات. وعقب الإعلان عن أسماء الفائزين قام أعضاء لجنة التحكيم بالاتصال هاتفياً بالفائزين الثلاثة وتهنأتهم بالفوز. نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة "دله البركة" ياسر يماني قال في كلمته بعد أن رحب بالحضور وشكر كل من أسهم في نجاح هذه المبادرة: " إن اختيار ثلاثة قصص هو فوز لكل المشتركين حيث أن كل أم تستحق الكثير".

مراحل متتالية
قام بتقديم فقرات الحفل الوجهة التلفزيوني الرياضي وليد الفراج، الذي ذكر أن مبادرة "بركة أمي" استمرت لمدة 77 يوماً، وهي مدّة تعدّ بمثابة إنجاز لتتحقّق هذه المبادرة بعد أن مرّت بعدّة مراحل متتالية، بدءاً من عملية الفرز التي تكوّنت من مجموعة شباب وشابات لمتابعة البحث عن القصص ذات المصداقية، والتي تقوم على تجارب وتضحيات الأم، وليس من نسج الخيال. وكذلك رفض القصص التي يتمّ نقلها أو اقتباسها، أو من خلال قراءة سابقة. وقد تمّت زيارة أصحاب القصص المؤثرة للتأكد من مصداقية وواقعية قصصهم، حتى وإن كان ذلك يتطلّب من فريق البحث الذهاب لمناطق وقرى نائية.

وأعلن الفراج عن مجموعة من الأرقام التي تؤكّد مدى تفاعل المجتمع مع هذه المبادرة، ومن ذلك أن (26900) معجب على الـ "فيس بوك"، و12200 متابع لحساب المبادرة على "تويتر"، ومليون وتسعمائة الف مشاهدة على قناة المبادرة في الـ "يوتيوب"، و400 ألف زائر لموقع دلة البركة.

الأم هي الركيزة الأساسية
من جانبه بين الدكتور علي المالكي أهمية بر الوالدين وأثنى على كل من كتب عن تضحيات أمه وذكر ماضيها الجميل معه ومع أخوته. وأكّد على أن الأم فعلاً هي الركيزة الأساسية في كل بيت، فهي المعلم والمربي والأب في بعض الأحيان. وقال إن قيمة الأم غالية ومعززة، وهذا ما توضّحه الكثير من الآيات القرانية التي تؤكّد على مكانة الأم. ويكفيها أن الله عز وجل جعل الجنة تحت قدمي الأمهات. وأستطرد قائلاً: "هناك مجموعة من القصص أجهشت بالبكاء حين قرأتها، لأنها تحمل واقعية ومصداقية عالية جداً، ووجدت نفس الأمر ينطبق على زميليّ في لجنة التحكيم منى أبو سليمان وتركي الدخيل. ويجب أن تتسلّح الأم بالثقافة العالية لمواجهة الأخطار التي باتت محدقة بأبنائها، وتزايدت في عصر التواصل الاجتماعي". كما قدّم الشيخ شكره لمجموعة "دله البركة" على مثل هذه المبادرات التي تفيد المجتمع وتدخل تحت مسؤولية المجتمع".

قصص مؤثرة
وأكد الإعلامي تركي الدخيل على أن مثل هذه المبادرات تسهم في لفت نظر الجميع لشيء مهم قد يكون غائبا عنّا، ومن هنا نقول لا تنسى أمك بدعوة وكلمة حسنة. وعلّق على المبادرة بقوله: "إن لدينا الكثير من السلبيات، لتكون هذه المبادرة كاتجاه إيجابي جديد يحفّزنا على تغيير الصورة السائدة من السلبيات، فهذه ميّزة لتلك المبادرة، وبكل فخر نتعاطى اليوم مع هذه البادرة الإيجابية. إن السيدات أقدر على معرفة مدى تضحية الأم، وهو الأمر يفتقد إليه الجنس الذكوري".
وتحدثت الإعلامية والناشطة الاجتماعية منى أبو سليمان عن الثلاثين قصة التي وصلت للجنة التحكيم وقرأتها فقالت: "القصص مؤثرة، وبالفعل أحسسنا بأن الأم تضحي بكل شيء يقف ضد تعليم أو تربية الأبناء، لأن كل أم تريد أن يكون أبناؤها أفضل منها، ومن غيرها، ولا تريد أن يعانوا كما عانت. نحن الآن ننتقل من خلال هذه المبادرة من عملية الكلام عن تكريم الأم إلى الفعل، وفي ظل وسائل التواصل الاجتماعي أرى أن هناك الآن صعوبة في تربية الأبناء عن السابق، فاليوم أصبح دور الأم أكبر لتنشئة جيل واع وذي تربية عالية، في ظلّ هذه الوسائل المتطورة، التي باتت تتدخّل في تربية النشء أحياناً".

لقطات من الأمسية

* عبر الجميع من أعضاء لجنة عن سعادتهم بالمشاركة في اللجنة، وقال السيخ د. علي المالكي إنه رغم السكن المريح لأعضاء اللجنة المطل على البحر في أحد الفنادق الفاخرة بجدة، إلا أنهم عاشوا معاناة غاية في الصعوبة أثناء قراءتهم لعدد من القصص المؤثرة .
* أعلن خلال الأمسية أنه تقرر أن تكون هذه المبادرة سنوية.
* اعترض د. علي القرني على تركي الدخيل حين قال الأخير إنه لا يوجد أفضلية للرجل على المرأة، ورد عليه د. المالكي بأن رجال قوامون على النساء.
* إحدى الصحافيات بادرت برواية معاناة أسرة وأم من الزوج وقتله لأبنائه، وحصوله على أحقيته بتربية بناته، وعندما أنهت هذه القصة قال مذيع الحفل الفراج إنها قصة كئيبة، وبادر د. علي المالكي بقوله إن سيرفع هذه القصة إلى المقام، وأكد بعض القائمين على المبادرة أنهم سيبحثون في موضوع هذه الأم.