برشلونة.. معزوفة الجبال ومياه البحر الزمردية

43 صور

أن تتحدث عن مدينة بحجم برشلونة، في عدد محدود من الكلمات، من الصعوبة بمكان، وبالتأكيد سيكون كل شيء ناقصاً.. من هنا فإننا في هذا المقام، لن نتورط ونخوض في التفاصيل، بل ستقتصر جولتنا على جزء مما زرناه أثناء رحلتنا إلى تلك المدينة الشهيرة، التي دعينا إليها من قبل شركة Value Retail التي تقدم فرصة فريدة للتسوق عبر تجربة Chic Outlet Shopping.

وصولنا إلى برشلونة، ثاني أكبر المدن الإسبانية، كان أسرع من المتوقع، بفضل المتعة التي عشناها في درجة رجال الأعمال على متن طائرة الإمارات العملاقة الفاخرة، ومع بزوغ خيوط الصباح الأولى، كانت المدينة المزنرة بخضرة الجبال التي تغسل سفوحها مياه البحر المتوسط الزمردية، تبدو وكأنها تستفيق من حلم جميل، لتقص حكاية الأميرة النائمة وحبيبها المنتظر.
في الطريق إلى فندق "ماندارين أورينتال"، الذي يقع في أهم شوارع وسط المدينة، كانت العين لاتمل الحركة في الاتجاهات كافة لتنعم بذاك الجمال المعماري والشوارع الراقية والأبنية التاريخية والبيوت المزينة بالورود.

برشلونة القديمة
بعد استراحة سريعة في الفندق، انطلقنا مع "إيتا فابريغاز" مديرة العلاقات العامة في La Roca Village لتناول الغداء في مطعم على شاطىء البحر يقدم الوجبات التقليدية، ثم التقينا دليلتنا السياحية، في جولة قادتنا إلى المدينة القديمة بأزقتها الضيقة الرائعة وبيوتها المتلاصقة، وآثارها القديمة من مختلف العصور، وصولاً إلى متحف الفني المهم الذي يضم أعمالاً لأشهر الفنانين العالميين مثل بيكاسو، وميرو، ودالي، وصولاً إلى كاتدرائية برشلونة المذهلة، وبعدها إلى كنيسة العائلة المقدسة وهي أكثر الأماكن التي يقصدها الزوار من شتى أنحاء العالم وذلك لجمال منظرها ولارتفاعها الشاهق وكثرة المجسمات والتماثيل الحجرية؛ والتي صممها المعماري العالمي أنطونيو غاودي (1852 - 1926).
وبعد جولة في المدينة الحديثة زرنا خلالها القرية الأولمبية التي استضافت أولمبياد 1992، عدنا إلى الفندق لنتهيأ لعشاء راق في مطعم "بلانك" التابع للفندق بصحبة "إيتا"، حيث قدم لنا الشيف ألذ الأطباق الشرقية والغربية.
La Roca Village
صباح اليوم التالي، قصدنا قرية التسوق La Roca Village، والتي تقع على بعد 40 دقيقة بالسيارة، وهناك شاهدنا ذاك التصميم الكتالوني البديع للقرية الزاخرة بالورود والأشجار النضرة، والتي تضم 100 محل متنوع لأشهر الماركات العالمية، إضافة للمطاعنم والمقاهي الراقية، ومناطق للعب الأطفال.. وبذلك لا توفر القرية أسعاراً مغرية للزوار بحيث تصل الخصومات فيها إلى 50%، بل تؤمن لهم قضاء يوم ممتع من الرفاهية والراحة والوقت الذي لا ينسى.
بعد غداء لذيذ في الهواء الطلق في أحد مطاعم القرية بصحبة مديرة التسويق، بدأنا جولة التسوق.. وهنا كانت الحيرة، فكل ما تراه جميل وفاتن، فلمن تريد أن تأخذ هذه القطعة؟ ولمن الأخرى؟.. وماذا ستشتري لنفسك؟ أسئلة ترافقك في كل محل تدخله.. فتظن أنك سوف تشتري كل ما تقع عليه عيناك.. ولكنك تتكّل وتشتري ما تستطيع حمله لنفسك ولأقرب الناس إليك، فالحقيبة لن تتسع لما تشتهي مطلقاً.

ليلة المطر المفاجىء
بعد العودة كان لا بد من مساج احترافي خضعنا له في الفندق فأزال تعب المشوار والمشي بين محلات القرية لأكثر من ثلاث ساعات، لتنقلنا السيارة إلى قمة أحد جبال برشلونة تحت رذاذ مطر خفيف مفاجىء أضاف على ليل المدينة سحراً خاصاً، وأحضر معه وجه الحبيبة القصية من وراء البحار، حيت توجهنا إلى مطعم بإطلالة بانورامية على مشهد بديع للمدينة فتناولنا عشاءنا، برفقة ريكاردو لوبيز نائب مدير البيع بالتجزئة في القرية، مستمتعين بمشهد لا ينسى.