كيف تحصلين على جلسة "مساج عاطفي"؟

بعد يوم شاق وجهد مضنٍ وعمل مرهق يشعر الإنسان بتصلّب عضلي وضعف في قوته فيهرع إلى حمام ساخن ليزيل ما عليه من تعب، ثم يقوم بجلسة مساج واسترخاء تُفقده الوعي لفترة ليستعيد بعدها نشاطه حينما تكون دورته الدموية قد تحركت، حينها يصبح في حالة نفسية وجسدية جيدة تساعده على استمرارية عطائه، كذلك هي مشاعرنا مع مرور الوقت وتزايد المشاكل وكثرة الأعباء يحدث لها "تصلّب قلبي"، وضعف في القوة العاطفة، وتخثّر في الدورة الحيوية، لذلك نحتاج دوماً إلى جلسات مساج عاطفي لتعود تلك المشاعر إلى طبيعتها الدافئة وعطائها الجميل، وهذا ما ينصحنا به المستشار الاجتماعي والأسري عبد الرحمن القراش في السطور التالية:

يبدأ القراش حديثه قائلاً: "يختلف الناس في تجديد عواطفهم من بيئة إلى أخرى سواء الرجل أو المرأة وإن كان الرجل أكثر جرأةً وبحثاً عما يستثير ويجدد عواطفه ويجعلها متّقدة؛ لأن الأنثى بطبيعتها الخجل والخوف خصوصاً إن كان تجديد العاطفة يأتي بطرق ملتوية"، مشيراً إلى أن التجديد يقسم إلى قسمين:

القسم الأول: الطرق الملتوية
تحتاج هذه الطرق إلى تفكير شيطاني، والتسكع في الأسواق والمعاكسات، كذلك الصداقة الإلكترونية أو الهاتفية، وأصدقاء السوء المشجعين على الخطأ، إضافة إلى إدمان الأفلام الإباحية، وكل العوامل السابقة هي نتيجة حتمية لما يسمى بـ"الجفاف العاطفي"، ولكنها في نفس الوقت تساعد على التغيير بشكل خاطئ وعواقبها وخيمة عند اكتشافها.

القسم الثاني: الطرق السليمة
تحتاج هذه الطرق إلى الصدق والحب النقي مع الشريك، والحوار وتقبل الرأي واحترامه، إضافة إلى السفر بين وقت وآخر، والمفاجآت السارة والهدايا، كذلك الاحتضان والتقبيل المستمر، والدعم والمشاركة في الطموح، وتقوية الروابط الدينية، وجميع هذه العوامل كفيلة بالتغيير والتجديد، ولكن بشرط الصدق وحب الشريك.

ويضيف القراش: "البعض سيقول: قمت بكل شيء ولم أجد تجاوباً من الطرف الآخر، ونقول له: أنت في الطريق السليم، والتغيير يحتاج إلى أهم عنصر، وهو الصبر والوقت والاستمرار، فالاستعجال لا يؤتي بثمار جيدة، كما يحتاج الأمر إلى التفتيش عما يرغب به الطرف الآخر واكتشاف احتياجاته التي تصل من خلالها إلى غايتك، فالحب الحقيقي هو النور الذي يجمع بين قلب الرجل وقلب المرأة ليصنع منهما تحالفاً ناعماً ينعكس على تصرفاتهما".