أطفال يغرمون بـ«جون سينا» و«أندرتيكر» حتى الموت

2 صور

في صالة استقبال الطوارئ في أحد مستشفيات غزة الحكومية، كانت تجلس «أم أحمد»، وهي سيدة ثلاثينية، تبكي في انهيار تام؛ بسبب إصابة طفلها البالغ من العمر عشر سنوات في عنقه؛ عندما كان يحاول تقليد إحدى حركات المصارع الشهير «جون سينا»، وهو أمر يمكن حصوله في البلاد العربية، تتابعه «سيدتي وطفلك» في أحد المستشفيات.


حلقات المصارعة هذه، يتم بثها على قنوات خاصة مثل قناة «المصارع» و«الحلبة» كما يتم بثها في يومي الأحد والخميس على قناة عربية أخرى، والتي أصبح يتابعها الكبار والصغار، وتعج المقاهي والكافيتريات بالرواد من جميع الأعمار الذين يفدون لمتابعتها عبر شاشات عرض ضخمة.
طفل آخر أصيب بارتجاج في المخ؛ بعد أن قام شقيقه بضرب رأسه بحافة الدرج، مقلداً حركة شهيرة للمصارع «جون سينا»، فيما قام طالب في المرحلة الثانوية بكسر الفقرات العنقية لزميله في المدرسة؛ بعد أن قام شجار بينهما، وعمد أحدهما إلى تقليد حركة من حركات المصارعة العنيفة التي يراها يومياً على التلفاز، وأيضاً الألعاب الإلكترونية التي يقوم بتحميلها ورفعها من الإنترنت، أو يمارسها من خلال لعبة «البلاي ستيشن» التي غزت كل مجتمعاتنا العربية.


عمر سعيد، وهو طفل في الثامنة من عمره، التقته «سيدتي وطفلك»، عبّر عن إعجابه بحلقات المصارعة التي يتابعها لبطليه المفضلين «جون سينا وأندرتيكر»، وقال إنهما يعتبران مثلاً أعلى لكل طفل يتمنى أن يمتلك القوة أمام الآخرين.
أما محمود مغني، فقد أصر على شراء بدلة مصارعة لبطله المحبب، وتلقى هدية عيد ميلاده «تي شيرت» مطبوعاً عليه صورة البطل «أندرتيكر»، وعلى ذلك فهو يعتبر أن المصارعة هي رياضته المفضلة، والتي يتابعها باستمرار، ويقلد حركات المصارعين مع أصدقائه.

ما يتوجب عليك
بدوره لفت الأخصائي الاجتماعي «محمد محسن» إلى أن متابعة الألعاب العنيفة للأطفال تعتبر ظاهرة خطيرة تهدد تكوينهم النفسي، وتحثهم على العنف، وعليهم أن يتوجهوا لمتابعة البرامج والقنوات المخصصة لهم، مشيراً إلى أن معظم حوادث الطوارئ في المستشفيات، والتي تقع للأطفال، سببها الأول هو تقليد أبطال المصارعة.


وقدم محمد محسن النصائح الآتية لأولياء الأمور؛ لمعالجة إدمان أطفالهم على حلقات المصارعة، وهي:


•ساعدوهم على ممارسة رياضة مفيدة تناسب أعمارهم.
• ابحثوا عن قنوات تلفزيونية مخصصة للأطفال، وليست قنوات المصارعة، وشاركوا أولادكم في متابعتها.
•ابحثوا عن القدوة الحسنة في سير العظماء الذين غيروا مجرى التاريخ؛ مثل أديسون الذي اخترع المصباح الكهربي وغيره، وحببوا الأطفال فيهم، وفي سيرة حياتهم.


• اغرسوا القيم الدينية في نفوس الأبناء، وبأن المسلم لا يضر أخاه المسلم.
• وجهوا أبناءكم نحو ألعاب عقلية تنمي ذكاءهم، وتزيد من تفاعلهم مع ما حولهم، بعكس المصارعة التي تجمد تفكيرهم.
•لا تختاروا ملابس وأدوات للأطفال تحمل صوراً لأبطال المصارعة؛ حتى لا تعززوا لديهم ثقافة العنف بالتفاخر بهم.