عشيقة الرئيس الفرنسي السّابقة ترشّه بماء النّار انتقاماً

11 صور

لم تعرف فرنسا أبدا لهفة على شراء كتاب مثلما هو حاصل الآن بعد صدور كتاب "شكرا على هذه اللحظة" لمؤلفته فاليري تريرفلر، عشيقة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، فقد نفدت الطبعة الأولى منه (200 ألف نسخة) بعد يومين فقط من توزيعه في مكتبات باريس وحدها، وحقّقت المبيعات في ظرف وجيز رقماً قياسيّاً لم يحقّقه أيّ كتاب آخر أبداً مهما كان نوعه أو فحواه، ما دفع المطبعة لإصدار الطبعة الثانية.

والمؤكد أنّ المؤلفة فاليري تريرفلر ستجمع من مبيعات كتابها ثروة طائلة، فالكتاب مثير وقد كتبته العشيقة المجروحة بـ "ماء النار"، وأفشت فيه أسرار علاقتها الغراميّة بالرئيس هولاند بنيّة الانتقام منه وتحطيمه و تلويثه والمسّ بسمعته وطعنه بلا رحمة أو شفقة. كما تعمّدت فضح ملابسات وخفايا انفصالهما بعد اكتشافها عن طريق الصّحافة خيانته لها مع الممثلة جولي غالييه، فجاء الكتاب بما احتواه من أسرار شخصيّة واعترافات بمثابة "القنبلة" التي زلزلت الرئيس وهزّت أركان قصر الإليزيه وأقامت فرنسا وأقعدتها.


العاصفة
a) تسترجع فاليري بعض الأحداث التي عاشتها مع عشيقها الرئيس، وتصف مثلاً ساعة سمعت في الإذاعة خبر التحقيق المصوّر الذي نشرته مجلّة "كلوزر" (المتخصّصة في أخبار النجوم وفضائهم)، عن تردّده متنكّراً في الليل ممتطياً دراجة ناريّة على شقة عشيقته الجديدة الممثلة الحسناء جولي غالييه.كانت فاليري ساعة إذاعة الخبر مع عشيقها الرئيس في غرفة النوم. تقول: "انهرت ولم أكن قادرة على سماع تفاصيل الخبر، وأسرعت إلى بيت الاستحمام، وأخذت كيساً بلاستيكياً يحتوي على حبوب النوم. تبعني فرانسوا وحاول انتزاع الكيس مني، وإذاك أسرعت جريا ً إلى غرفة النوم فأمسك بالكيس إلى أن تمزق، وتناثرت الحبات التي فيه على الأرض وعلى السرير، واستطعت جمعها، وابتلعت البعض منها. أريد أن أنام .لا أريد أن أحيا وأعيش الساعات المقبلة .لم تكن لي القوة على المقاومة. أريد أن أهرب. وفقدت وعيي وأغمي عليّ".


b) مضيفة بعد الفضيحة: "كان يمطرني برسائله القصيرة ليقول لي إنه في حاجة لي، وكل رسالة تتضمّن دعوة منه لي لتناول العشاء معه جازماً بأنه يريد أن يسترجعني مهما كان الثمن.. إن كلّ رسائله تتحدّث عن الحب مؤكداً لي أنني كل شيء في حياته".


c) تؤكّد فاليري في كتابها أنّها لازمت الصمت في البداية ولمّا ردّت عليه ازدادت عاطفته تأجّجاً وحنينه قوّة – حسب قولها - إلى درجة أنه أرسل لها 29 رسالة في يوم واحد. وتتساءل: "هل كان صادقاً فيما أٍرسله؟ ام أنّه كبرياء رجل لا يتقبل ولا يتحمّل الخسارة.. خسارة امرأة؟".
ولا تتردّد فاليري في وصف عشيقها الرئيس بـ "الجلّاد"، عندما أكثر من رسائله القصيرة إليها طالباً الصفح (على حدّ قولها).
تقول: "كنت في السيّارة عندما أرسل لي قائلاً: (إني أطلب منك العفو لأنّي أحبّك). انهمرت دموعي: هل هو صادق أم أنّه نوع من الجبن؟".


غيرة امرأة
فاليري كما تظهر في كتابها امرأة قتلتها الغيرة من عشيقة الرئيس الجديدة، فكلّ كلمة في كتابها (320 صفحة) وكل جملة تعكس الغيرة المدمّرة التّي أعمتها. تقول: "تخيّلته بين أحضانها، ماذا عساه يجد فيها ما ليس فيّ؟ ماذا قال لها عنّي؟ من بدأ باستمالة الآخر في بداية علاقتهما: هو أم هي؟ من قام بالخطوة الأولى؟".


ورغم أن الكتاب لا يحتوي أسرار الدولة الكبرى، أو يمس بالأمن القومي لها، ولم يكشف عن خفايا وكواليس سياسية لها صلة بسياسة فرنسا في الداخل أو في الخارج، لكنه كتاب يكشف الجانب الآخر من الرئيس ويعريه أمام الناس أجمعين، فهي تقول عنه إنه رجل بارد وسيىء أحياناً، وتقدّم عنه صورة سلبية فهو متعالٍ ومنافق وكذاب، وتستشهد بأحداث ومواقف لتأييد أحكامها القاسية وحتّى الطرائف التّي حصلت لها معه انتقتها بعناية ووظّفتها للإساءة إليه والانتقام منه وتحطيمه وفضحه وتلطيخ صورته أمام الرأي العام والشعب الفرنسي والعالم.


وقد أطلقت العشيقة المجروحة على الرئيس رصاصات قاتلة كقولها إنّه عيّرها ذات مرّة بعائلتها المتواضعة لتجزم بأنها أيقنت أنه يكره ويحتقر الفقراء. وبالنسبة لرئيس ينتمي إلى اليسار، و مناضل في الحزب الاشتراكي، فإن هذا القول ينزع عنه كل مصداقية، وهو الذي يكرر في خطبه أنه مناصر في سياسته كلها للفقراء والمحرومين والعاطلين، فهذه الجملة القاتلة بأنه يحتقر الفقراء أرادت بها مس الرجل في الصميم لإحراجه وإظهاره كاذباً ومنافقاً وفاشلاً أمام الرأي العام. وهي تقول إنه سخر منها – وهو بين الجد والهزل- لأنها جاءت من وسط فقير، ثم تطلق حكماً عاماً بأنه يحب الأغنياء ويحتقر الفقراء وضعفاء الحال.. مؤكدة: "كل ما أكتبه حقيقة ولأنني عانيت من الكذب فإني لن أقول إلا الصدق". وتذكر أن هولاند يحب الفخامة ومظاهر الأبّهة في كلّ شيء، ولا يريد ارتياد إلا المطاعم الراقية والفنادق الغاليّة. وهذه الصورة التي قدمتها عنه تناقض تماماً الصورة التي من أجلها انتخبه الفرنسيون رئيساً، فهم اختاروه لإحساسهم بأنه رجل متواضع وشعبي وقريب من ضعفاء الحال. وأوردت فاليري أحداثاً كثيرة واستشهدت بها لتطعنه طعنات قاتلة وتطلق عليه أحكاماً قاسية مسيئة وجارحة بل ومهينة. لقد أرادت الانتقام والتشفي منه وفضحه وتحطيمه سياسيّا وإنسانيّا، أردات كتابها أن يكون كالضربة القاضية وقد نجحت.


رصاصة الرحمة
خرج هذا الكتاب للناس في وقت انحدرت فيها شعبية الرئيس، وفي ظرف عصيب بالنسبة للرئيس، الذي يواجه انتقادات وصلت حدّ مطالبته بالاستقالة لفشله في حل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمرّ بها فرنسا، و جاءت ضربة عشيقته فاليري تريرفلر، كـ "رصاصة الرحمة" لتجهز عليه سياسياً بلا شفقة، فهي تعلم علم اليقين أنّ فحوى الكتاب سيحرجه ويؤلمه ويؤذيه، وهي تدرك أن المعلومات الشخصيّة التي تعمّدت الكشف عنها في كتابها ستلطّخ سمعة الرجل وتعرّيه وستدمّره وتقضي على مستقبله السياسي، ولكن رغبتها في التشفي من رجل خانها و"ضحك عليها" واستبدلها بامرأة أخرى كانت هي الأقوى.

طالعوا بقية تفاصيل القضية في عدد "سيدتي" 1750.