امنحي علاقتك بزوجك "قبلة حياة" بعد الـ40

2 صور

يرجع بعض علماء النفس أسباب الفتور بين الأزواج بعد سن الأربعين إلى انصهار الأدوار واختلاطها والشعور بالكيان الواحد، وعلى الرغم من أنه بالفعل شيء رائع وشعور جميل بالأمان والاستقرار، إلا أنه في الوقت نفسه أكبر قاتل ومدمر لاستمرار الحب وجعل العلاقة متجددة دائماً وكأنكما في مقتبل عمركما وحياتكما.

المستشارة الأسرية سمر عبدالوهاب تخبرنا بما يفتر العلاقة وما ينعشها بعد سن الأربعين في الموضوع الآتي:

بداية تخبرنا سمر بأن من أهم أسباب هذا الفتور ووصول الكثير من العلاقات الزوجية إلى حافة الانهيار هو برود العلاقة الجنسية وفقدان الاهتمام والإحساس بأهميتها في حياة أي زوجين، فهي من الشروط الأساسية لنجاح واستمرار العلاقة بين الأزواج، إضافة إلى قلة الثقة بالنفس من كلا الطرفين خصوصاً المرأة، ويعزى ذلك إلى انقطاع الطمث لدى معظم النساء في سن الأربعين ورعبهن المبالغ فيه من بلوغهن سن اليأس، ولكن لابد لكِ سيدتي أن تدركي جيداً أن مفهوم سن اليأس مفهوم خاطئ ومعتقد سيء، ولكن المسمى الحقيقي أنه سن النضوج والتوازن النفسي، فالقول إن النساء ناقصات عقل ودين يرجع إلى مرور النساء بفترة الحيض وما يصاحبها من تغير في الحالة المزاجية واختلال في بعض الهرمونات لدى المرأة، وانقطاع الطمث لدى الكثير من النساء في هذه المرحلة العمرية ليس شيئاً سيئاً بخلاف آراء بعض النساء الخاطئة، ولكنه على العكس تماماً، فهنا تصبح النساء كاملات غير ناقصات، وبالأخص على المستوى الفكري والتوازن النفسي والعصبي؛ لأنها تخلصت من فترة اختلاف هرمونات جسدها، وتقلب الحالة المزاجية المصاحبة للطمث، وهناك بعض الطرق التي تساعدك على تجديد العلاقة بينك وبين شريكك من جديد، وأهمها:

· الثقة بالنفس وبروح الشباب التي بداخلك، والتي تمكنك من فعل كل شيء.

· الثقة بجمال روحك قبل جمال الشكل، فالجسد ما هو إلا واجهة ومرآة للروح، فكل إناء ينضح بما فيه، وعلى قدر ثقتك بنفسك وبجمالك الداخلي سيكون تعاملك مع زوجك على أكمل وجه، وستجدين الطرق المناسبة لتجديد الحب والعلاقة بينكما.

وتقدم عبد الوهاب بعض النصائح لإنعاش العلاقة الزوجية في هذه الفترة، منها:

1. تعرفي إلى اهتمامات شريكك من جديد وكأنك تتعرفين إليه للمرة الأولى؛ لأن مع تغير السن وتقدمه تتغير الاهتمامات والهوايات، فحاولي أن تتشاركي معه بها.

2. لا تنشغلي عنه، وأظهري له دائماً مدى أهميته الشديدة في حياتك، فهو عمود المنزل حتى وإن كنت أنت عمود المنزل وهو زوج غير مسؤول بالقدر الكافي مثلك، واجعليه يشعر بأهميته في حياتك ثم في حياة أولادك، فهذا الأمر من شأنه تجديد مشاعر الحب والامتنان بوجودك في حياته وتدعيمك له من جديد.

3. إذا كان زوجك من النوع الاجتماعي من الممكن أن تبحثي له عن أقرب الأصدقاء لقلبه من أيام دراسته والأصدقاء المقربين منكما وتجميعهم في حفل عشاء يوم الإجازة، فمن المؤكد أن هذا التصرف سيظهر له مدى اهتمامك بالبحث عن كل ما يدخل السعادة على قلبه.

4. ابحثي عن المغامرة وروحها وشبابها مع زوجك في كل شيء حتى وإن كان زوجك لا يحب المغامرة والتصرفات المجنونة والرحلات، فمن الممكن أن التغيرات التي يمر بها في فترة منتصف العمر تجعله أكثر حيوية ونشاطاً وحباً للحياة، فتشاركي ذلك معه، وإن لم تظهر عليه تلك الأحاسيس الغريبة فحاولي أن تأخذيه لهذه الأحاسيس حتى تشعره بشيء مختلف وجديد معك وحتى لا تأتي من تشعره بذلك قبلك، فهناك نساء ينجذبن للرجال فقط لنضجهم وخبراتهم الحياتية في هذا السن.

5. اعلمي أن الحكم والمواعظ ومحاولة انتقاده حتى وإن أخطأ آخر ما يبحث عنه معك، بل على العكس اجعلي صدرك واسعاً ورحباً معه واحتويه بأخطائه، ففي هذا العمر تحديداً يحتاجك الرجل حبيبة وعاشقة ومجنونة وصديقة أكثر من كونك زوجة وأماً لأولاده.

6. وأخيراً يجب أن تدركي أن كلاً منكما يمر بما يسمى بأزمة منتصف العمر، فهي مرحلة انتقالية يمر بها كل منكما كفترة الانتقال من المراهقة إلى الشباب، ثم إلى النضج بما فيها من تغيرات فسيولوجية ونفسية وحياتية أيضاً، فلتتقدمي في العمر أنتِ وزوجك سوياً، فالقادم من حياتكما أجمل، ومن الآن وصاعداً تعلما معاً معاودة الاستمتاع بحياتكما بفرح وسعادة كما بدأتماها معاً.