سعوديون يهربون من زوجاتهم.. والسبب!

4 صور

حين تدخل إلى أي من مقاهي الرياض، التي ليست بعيدة كثيراً عن المدينة نفسها، ستجد غرفاً تصلح للإقامة الكاملة، فهي مكيفة وتحتوي على تلفاز به كل القنوات الفضائية خصوصاً الكروية، إضافة إلى أثاث يصلح حتى للنوم، حيث يلجأ إليها الأزواج الهاربون من زوجاتهم؛ لقضاء الوقت مع الأصدقاء والتدخين ومشاهدة مباريات كرة القدم، خصوصاً الدوري الإسباني والإنجليزي، وربما ينام أحدهم في الغرفة، ورغم أن أسعار الإيجار تتراوح ما بين 800 و1000 ريـال، إلا أنه من الصعب وجود غرف شاغرة.


«سيِّدتي» زارت عدداً من مقاهي الرياض، ودخلت هذه الغرف، وسألت الأزواج والشباب عن سر الهروب، وأخذت آراء الزوجات في هذا الهروب، والتفاصيل في هذا التحقيق...

أنانية الأزواج
«الظاهرة تحمل سلبيات في الوقت الذي تحمل فيه إيجابيات أيضاً، وقد تكون تعبيراً عن الهروب من مشكلات»، بهذه الكلمات عبَّرت خبيرة التجميل «صدفة أحمد» عن رأيها في ظاهرة لجوء الأزواج إلى الغرف المستأجرة في المقاهي والاستراحات أيضاً، وأضافت: «لجوء بعض الأزواج إلى الغرف المستأجرة في المقاهي والاستراحات يعدّ هروباً من مسؤوليات الأسرة، ولتقليل حجم المشاكل بينهم وبين زوجاتهم وتهدئة الوضع، وليس بالضرورة أن يكون الأمر هروباً».

تختلف معها في الرأي تماماً حورية بكر، «ربة منزل»، بقولها: «غياب الزوج عن بيته باستمرار ليس له معنى، إلا أنه يفضل وجوده خارجه بعيداً عن زوجته وأولاده، وهذا الزوج عليه أن يتحمل عاقبة ما قدمت يداه، فويلٌ للزوج إذا اعتادت زوجته على غيابه؛ إذ سيتم ترسيخ الفجوة النفسية بينه وبينها وبينه وبين أولاده».

دفاع الأزواج
«تعود عدد من أصدقائي على الذهاب إلى المقهى بحواسيبهم المحمولة (لاب توب) منذ أيام الجامعة، وتلتها أيام زواجهم، وذلك لممارسة العمل بهدوء، فكثير من الناس الآن يعملون عن طريق الإنترنت، ولا يجدون هذا الهدوء في بيوتهم، فيتجهون إلى استئجار غرفة في أحد المقاهي القريبة، حيث يجدون من يخدمهم وهم يعملون، وقد يكون كل ذلك تبريرات، أنا لا أعرف».. بهذه الكلمات بدأ حمود الوادي «إعلامي» كلامه لـ«سيِّدتي» عن أسباب هروب الأزواج إلى المقاهي والاستراحات، وأضاف: «تُكثر العديد من الزوجات من طلباتهن بمجرد رؤية أزواجهن، وكثرة الطلبات تشعر الزوج بالملل من الحياة كلها، فبعد يوم عمل طويل يريد أن يرتاح في بيته يفاجأ بطلبات زوجته، وربما تسبقه هذه الطلبات في رسالة نصية ترد إلى هاتفه قبل أن يخرج من عمله فيكظم غيظه؛ للكن رغم هذا أنصح الأزواج بالتقليل من هذه الظاهرة التي تسببت في الكثير من المشاكل التي لا حصر لها، وقد تسبب الطلاق وخراب البيوت، وأقول للزوج: إذا كنت تحب البقاء مع أصدقائك لفترات طويلة، فزوجتك لها عليك حق أكبر من حق أصدقائك».
ويتفق معه في الرأي سلطان الشامري، الذي قال: «هناك خلل كبير في العلاقات الأسرية حالياً، ولا أعرف السبب، فالكثير من الأزواج والزوجات يفتقدون مشاعر التفاهم التي من المفترض أن تكون حاضرة، فيلجأ الطرفان إلى الهروب من مواجهة هذه المشكلة».

مواجهة المشكلات بالابتعاد!
يقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة القصيم، الدكتور عبدالعزيز المشيقح: «يلجأ الكثير من الأزواج إلى مواجهة مشكلاتهم الأسرية في البعد عن الأسرة، ويرون أن هذا هو الحل الأمثل؛ حين يقضون وقتاً طويلاً في الغرف المستأجرة أو الاستراحات، والحقيقة الانتقال إلى الصحبة مطلب، لكنه ليس كما يقوم به بعض أرباب الأسر من المبالغة في ذلك، ويكون في المقابل تحميل الزوجة أحمالاً فوق طاقتها، فليس من مسؤوليتها المراقبة والمتابعة والقيام بمسؤوليات الأب»، مضيفاً: «إن بُعد الأب عن المنزل حين يرى أن هناك مشاكل أو قضايا لا يستطيع أن يحلها يعدّ ضعفاً وليس قوة، وهذا الهروب يفاقم المشكلات، وهو عبارة عن مسكنات، والنتيجة كارثية، والبعد عن المنزل يفاقم المشكلة، كما أن هناك مشكلات أخلاقية قد تنعكس على خروج الأب، فالأسرة بوجه خاص تحيط بها الكثير من المؤثرات، والأم تشعر بالبعد وفقدان الحنان العاطفي من الزوج، وهنا تسهل عملية الطلاق؛ لأن الزوج يصبح وجوده كعدمه، والقضية ليست البعد عن المشاكل، بل هو بداية المشاكل الكبيرة، خصوصاً في المجتمع الخليجي حينما تكون المقاهي والاستراحات جاذبة كما هي الآن، لذلك أنصح الرجل بأن يعالج أي مشكلة بعدم الهروب، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».


5 نصائح لاستعادة الأزواج الهاربين
ينصح استشاريو العلاقات الأسرة الزوجات بخمس نصائح لاستعادة الزوج الهارب إلى عش الزوجية، تتمثل فيما يلي:
1- التقليل من الطلبات المادية المرهقة التي تنفر الرجل.
2- التفاهم والنزول عند رغباته في قضاء وقت فراغه؛ كمشاركته في مشاهدة مباراة لكرة القدم.
3- الاستماع إليه والتقليل من الثرثرة وحكاية التفاصيل التي يمل منها أغلب الأزواج.
4- احتواؤه، فالزوجة تمثل للرجل البديل العاطفي لمشاعر الأمومة، وعلى الزوجة احتواؤه عاطفياً ونفسياً.
5- الاهتمام بآرائه، والأهم الابتعاد عن العصبية عند مواجهة أي مشكلة، واللجوء إلى النقاش الهادئ.