عريس في اليد

عريس في اليد

 

 

سيدتي بلغت الثامنة والعشرين ولم يتقدم لخطبتي سوى شخص أظهر لي الاهتمام والود، أنا جامعية وهو غير متعلم، أسرتي محافظة وشعرت من البداية بأننا غير متكافئين، ولكني ساندته وشجعته، وفي أثناء الخطبة فقد وظيفته، وظهرت مشاكل كثيرة من أسرته، وبدأ أهلي في تشجيعي على فسخ الخطبة، كنت متمسكة به إلى أن اكتشفت أنه يلهو مع الفتيات في الهاتف، فواجهته وعاهدني على الإخلاص، وأقسم على القرآن بأنه لن يعود للعبث الصبياني، وبعد ستة أشهر اكتشفت أنه لم يُقلع عن سلوكه؛ فقررت أن أفسخ الخطبة.

بعد ذلك تقدم أحد أقاربي لخطبتي وكنت بلغت الثلاثين، الخاطب خلُوق ولكن عمله غير مستقر، كما أنه غير متعلم، أهلي يشجعونني على القبول خوفًا من أن يفوتني قطار الزواج. ولكني لا أريد أن أكرر الخطأ، ولا أريد أن يغضب مني أهلي، أترقب ردك في القريب وأشكرك مسبقا.

ابنتك سعدى

 

 

عزيزتي العاقل لا يقع في الخطأ نفسه مرتين، أنت جامعية وتدركين أن التكافؤ شرط أساسي لنجاح الزواج، لقد طلبت نصيحتي وعليَّ أن أصارحك بوجهة نظري، حين يختار رجل لم ينل حظًّا من التعليم زوجة جامعية يكشف عن أحد أمرين، فإما أنه لا يتعامل مع الواقع بشكل ذكي أو أنه يختار زوجة تفوقه علمًا لأمر في نفسه، فالزوج له حق القوامة وإذا شعر بأن زوجته تفوقه ذكاء أو علمًا يبذل جهدًا مضاعفًا لتأكيد قوامته، وفي مثل تلك الظروف تشعر الزوجة بأنه لا يقدِّرها حق قدرها وتنشأ بينهما المتاعب، تعليمك يؤهلك لفهم هذا الاحتمال، ولذلك لا أنصحك بالوقوع في الخطأ مرتين. الزواج رزق ولا يمكن أن يتعجل الإنسان رزقه، ولا يجوز أن تتزوج المرأة بمنطق عريس في اليد خير من عشرة على الشجرة، لو لم يكن الخاطب كفؤا لا تتزوجيه، انتظري أن يأتيك خاطب مناسب، وأكثري من الدعاء أن يحقق لك الله الأمل.

 

 

الأم مدرسة

 

سيدتي أنا فتاة في الخامسة والعشرين، توفيت أمي منذ عشر سنوات، عشت مع والدي وإخوتي، أنا الصغرى، وقد عذَّبني موت أمي كثيرًا، كانت أمي هي عماد حياتي وقد أحسنت تربيتنا، إلا أنها كانت تُخفي عن أبي زلات إخوتي الذكور، بعد وفاتها اكتشفت أن أبي متسلط وصعب المزاج ولا يرضيه أي شيء، تزوجت أخواتي وأصبح أبي يشكو من كل شيء، وفي إحدى المرات اكتشفت زلاته وواجهته بها فأنكر، وليتني ما فعلت فقد وجد إخوتي في ذلك مبررًا للاستمرار في الزلل أيضا، وقد ندمت ومرضت ولكن الحياة استمرت، واستمر استهتار أخوتي إلى الدرجة التي جعلت أبي يطردهم من المنزل، لقد اتهموني بسوء النيات وحمَّلوني نتائج أخطائهم، وحتى أبي تزوج ولم يستمر زواجه، أشعر بأن المستقبل قاتم، وأن حياتي لا معنى لها، لا أرى بارقة أمل، أريد حلاًّ يُريحني.

 

الحزينة غدير

 

عزيزتي موت الأم صدمة كبيرة في حياة كل الأفراد، ولكن الحياة تستمر وتظل مشوارًا يُعلمنا الكثير، ربما كان الخطأ الأكبر هو مواجهة والدك بزلاته، فتلك المواجهة أفقدته الكثير من الهيبة التي يتمتع بها الأب، ومن خلالها يُمارس سلطة إيجابية على أولاده، ولكنك شعرت بالخطأ وندمت عليه، وهذا هو ما يطلبه منا الله سبحانه، أن نعترف بالخطأ ونقلع عنه، لستِ مسئولة عن استهتار إخوتك ولا عن فشل زواج أبيك، لست مسئولة عن الأسرة بكامل أفرادها، فأنت الابنة الصغرى، ومن واجب أخواتك المتزوجات أن يُساهمن في رعاية الوالد ورعايتك أيضًا، النصيحة التي يمكن أن أقدمها لك هي أن تُكثري من الدعاء أن يسوق الله لك زوجًا كريمًا يفصلك عن ذكريات الماضي الأليم، وحين تُصبحين جزءًا من أسرة جديدة سوف تتبدل نظرتك إلى الحياة، ولا شك أن تجاربك سوف تُعينك على إدارة أسرتك الصغيرة، وتجعل منك أمًّا حكيمة وزوجة محبة، كما كانت والدتك رحمها الله، وتذكَّري أن حب الأم لا يعني التستر على هفوات الأبناء، فالتربية السليمة تتطلب النصح والإرشاد والردع عند الضرورة.

 

 

ردود

 

الوادي 2008

كافة المشاكل التي تصلني تصلني بسرية تامة، وتحول على بريدي الخاص الذي لا يفتحه سواي، كل الرسائل حقيقية والعهدة على المرسل، وكل الحلول تأخذ الواقع بعين الاعتبار، ولا خاب من استشار.

 

أريج أ

لا أصدق أنك بعد ثلاث سنوات من التواصل لم تعرفي اسمه وعنوان مكتبه، في الواقع لم تعرفي سوى رقم هاتف محمول يمكن أن يبدله صاحبه في لمح البصر، ليس أمامك سوى الانتظار، ولو وصل ما انقطع بينكما فلابد من حسم الأمر، إما بالتفاهم على الارتباط أو على فك هذا الاشتباك الذي لا يمكن أن يلبي احتياجاتك النفسية والاجتماعية