mena-gmtdmp

مصمّمة الأزياء الكويتية هَيَا الحوطي

إفتتحت مؤخراً «بوتيك» في بيروت لأنها تعتبرها عاصمة الموضة والأناقة والثقافة والحضارة، ولأنها تشدّد على أن تكون انطلاقتها من بلد عربي كونها مصمّمة كويتية تؤمن بأن هناك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع بين لبنان والكويت. هذا ما أكّدته هَيَا الحوتي في حديثها إلى «سيدتي»، وقد تمنّت أن تدخل إلى كل بيت من خلال التصاميم المميّزة التي تقدّمها والتي تحمل الهوية الشرقية، ولكن بشكل عصري وحديث. معها كان هذا الحوار:

- هل احترفت مجال تصميم الأزياء نتيجة لخلفية فنية أم هي مجرد هواية؟

كنت صغيرة في السن عندما بدأت أصمّم الملابس للدمية، وكنت أحب كثيراً الرسم والألوان لاسيما وأن والدي يرسم ووالدتي كانت تصمّم لنا ملابسنا لأنها لم تكن تحب أن تشتري لنا ملابس جاهزة من الأسواق. عشت ضمن جوّ فيه الكثير من الألوان والفن والإبداع، وكان من الطبيعي أن أتأثّر بذلك كله. وعندما كنت في المرحلة الثانوية، كنت أقصد الخيّاط حتى ينفّذ لي التصاميم التي أصنعها بنفسي، ولا زلت حتى يومنا هذا لا أرتدي أي قطعة ثياب كما هي، بل دائماً أضفي عليها بعض التعديلات، أي أضع فيها لمسة خاصة، من نفسيتي وشخصيتي.

 

بصمة أنيقة

- هل لعب الأهل دوراً إيجابياً أم سلبياً في قرارك؟

في بداية الأمر، لم يشجّعني أهلي بحجة أنهم يخافون عليّ كثيراً، فأنا فتاة وحيدة بين 4 أشقاء. ومن الطبيعي أن يخاف الأهل من هذه التجربة، فمهنة تصميم الأزياء صعبة، وبحاجة إلى تعب وجهد ومتابعة وسفر لحضور عروض الأزياء العالمية.. ولكنهم اليوم فخورون بي جداً، وأعتبرهم الداعم الأول والأخير لي في كل عرض وفي كل خطوة أخطوها نحو الأمام.

- منذ 6 سنوات حتى يومنا هذا، هل تمكّنت هَيَا الحوطي من ترك بصمة في عالم الأزياء الواسع؟

بكل تأكيد، أنا أعمل منذ 6 سنوات دون راحة ودون توقّف، وأحياناً أوصل ساعات النهار بساعات الليل،

لا وقت للراحة ولا للنوم . والأمر لا ينطبق عليّ فقط، بل على فريق العمل الموجود معي سواء في الكويت أو في لبنان بلدي الثاني.

هذا العمل المتواصل والمستمر لا بدّ من أن يثمر نجاحاً، وأنا أعيش هذا النجاح من خلال مشاركتي في عدّة عروض عالمية أمثال أسبوع الموضة في نيويورك عام 2007 و2008. ولذلك، أعتبر أنني تركت بصمة شفّافة في هذا العالم من خلال التصاميم التي أقدّمها.

 

رسالة إبداعية

- سبق وذكرت أنك شاركت بعدّة عروض للأزياء في أبو ظبي ونيويورك، وآخرها كان افتتاح «بوتيك» يحمل إسمك في بيروت، لماذا اخترت بيروت تحديداً؟

لم أفتتح هذا «البوتيك» عبثاً، بل أنا مدركة أن خطواتي ثابتة لأنني لا أهدف أبداً إلى الربح المادي والتجاري من وراء هذه المهنة، بل هناك رسالة إبداعية أطمح إلى إيصالها إلى كل سيدة، عربية كانت أم أجنبية. أنا أول مصمّمة خليجية تفتتح «بوتيك» لها في بيروت، عاصمة الموضة والأناقة والحضارة والثقافة.

لقد أردت أن تكون انطلاقتي نحو الدول الأوروبية من خلال بيروت التي لا تقلّ أهمية بنظري عن باريس، والمجتمع اللبناني رحّب كثيراً بالفكرة، شعباً ومصمّمين.

- هذا يعني أن المصمّمة الخليجية تمكّنت من أن تثبت وجودها وتصاميمها في هذه الزحمة التي يشهدها عالم مصمّمي الأزياء؟

السيدة الخليجية لم تعد محصورة في المنزل لتربّي أولادها فقط، بل باتت نصف المجتمع، وقد دخلت الى البرلمان الكويتي مؤخراً 4 سيدات. الحياة تغيّرت ونظرة المجتمع تبدّلت، وهذا الأمر جاء طبعاً لصالح المرأة ولصالح طموحها وتطوّرها، خاصة وأنها عنصر قادر على العطاء. وأكبر دليل على كلامي هذا، مشاركتي في تصميم الأزياء في أبو ظبي عام 2009 بوجود عدد من المصمّمين والمصمّمات الخليجيين، وحصولي على جائزة أوسكار الأناقة.

 

ألف ليلة وليلة

- ما هو العنوان الذي تحمله مجموعتك الأخيرة؟

لكل مجموعة أقدّمها عنوان خاص بها، وينسجم معها، إن كان لناحية القماش، الألوان، ديكور العرض...

هناك فكرة واحدة تجمع بين كل الفساتين، فتأتي المجموعة متجانسة مع بعضها البعض.

المجموعة الأخيرة التي عرضتها حملت عنوان «ألف ليلة وليلة»، وأنا أسعى أن يكون كل عرض من عروضي مختلفاً ومغايراً عن الذي سبقه، لذلك أبتعد كثيراً عن التكرار، وأحرص على التجدّد.

- ما هي الأقمشة والألوان المفضّلة لديك؟

القماش المفضّل لديّ هو «الدانتيل» لأنه يضفي لمسة مميّزة على الفستان، كما أنه قماش فخم وأنيق. بالإضافة إلى الموسلين والتفتا والحرير.

أما بالنسبة للألوان، فأنا أفضّلها جميعاً ما عدا الأسود لأنه يوحي بالحزن، وعندما أستخدم الأسود أدمج معه لوناً آخر مثل الفضي أو الذهبي أو الأبيض.

- من الملاحظ أنك تميلين نحو اللون الذهبي، لماذا؟

الذهبي لون أنيق ورائع، وهو ليس محصوراً فقط بمناسبة أو موسم، فهو بالنسبة إلي مثل الأسود والأحمر اللذين يوحيان بالحياة والتجدّد.

 

عروس الصيف

- كيف تصفين عروسك؟

عروسي دائماً ملكة الحفل ومحطّ الأنظار، واثقة من جمالها ومن نفسها. ولذلك، أفضّل «الاوفوايت» على اللون الأبيض لها. أجلس معها عدّة جلسات حتى أتعرّف عليها عن كثب ويكون التصميم مناسباً لشخصيتها.

لكل فستان زفاف لمسة خاصة به، وأنا بشكل عام لا أكرّر التصميم، بل أصمّم قطعة واحدة منه لأنني أحافظ على خصوصية السيدة التي تشتريه.

- من يعجبكِ من المصمّمين العالميين العرب والأجانب؟

من المصمّمين العالميين العرب إيلي صعب، فهو شخصية مميّزة في التصميم ولها مكانتها في عالم الأناقة, أما من المصمّمين الأجانب، فجون غاليانو ذو الشخصية والأفكار المبدعة.

- ماذا تقولين عن مجموعة الشتاء المقبلة، لناحية الألوان والأقمشة؟

مجموعة الشتاء 2009 – 2010 ستكون مفاجأة لكل الناس، فالأفكار جاهزة ويتمّ تطبيقها، ومن الممكن أن يتمّ عرضها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. كما إنها ستعرض في مطلع العام الجديد في إحدى العواصم الأوروبية بهدف الإنتشار أكثر وأكثر.

- من هي السيدة العالمية والعربية التي تحبّين أن ترتدي من تصاميمك؟

أعمل حالياً على إنهاء وتجهيز تصميم خاص بالسيدة الأميركية، زوجة الرئيس الأميركي باراك أوباما،  وسأهديها التصميم لأنها شخصية أنيقة، ذوّاقة وتحب الألوان، لاسيما وأن بشرتها سمراء. أما السيدة العربية التي أحب أن ترتدي من تصاميمي، فهي الملكة رانيا العبدالله، حيث إن جسمها رشيق وهي ملكة أنيقة وقديرة.