إليسا: لا علاقة بيني وبين وائل كفوري وصوت فضل شاكر كلّه إحساس

كانت الفنانة إليسا في نهاية حفلها في مسرح قرطاج، في منتهى الفرح والسعادة بنجاحها وتفاعل الجمهور الغفير معها. فقد تأكّد لها أن الأربعة عشر ألف متفرّج الذين اقتطعوا تذاكرهم المرتفعة الثمن، تجاوبوا معها، بل إن عدداً كبيراً منهم - وحتى بعد انتهاء الحفلة- انتظروا مرورها أمامهم لتحيتها والإقتراب منها. «سيدتي» حضرت المهرجان وعادت بهذه الأجواء:  

 


لأوّل

مرّة تشارك الفنانة إليسا في مهرجان قرطاج الدولي في حفلة خاصة بها، فقد غنّت عام 2004  في حفلة مشتركة مع فارس كرم، كما غنّت سابقاً في مهرجانات مدن تونسية كثيرة أخرى. ولاحظ بعض من حضر حفلتها  في مدينة المنستير الساحلية أنها غنّت بطريقة «البلاي باك»، وقد غضبت إليسا عندما أثيرت هذه المسألة في الندوة الصحفية التي عقدتها قبل يوم من موعد حفلتها في قرطاج،  وأجابت بحدّة مؤكّدة أنها لم تغن أبداً بطريقة «البلاي باك» إلا في العام الأول لبداية مسيرتها الفنية، وعلّلت ذلك بقلّة الإمكانيات المادية التي لا تسمح لها بالإنفاق والصرف ـ وقتذاك ـ على فرقة موسيقية خاصة بها.

عند انتهاء حفلتها في قرطاج، بقي الشكّ لدى بعض الحاضرين بأنها ربما تكون قد أدّت بعض أغانيها بأسلوب «البلاي باك»، ولكن أكثر الحاضرين تأكّد لهم أن إليسا غنّت «لايف»(مباشرة). وكان بوبكر بن فرج مدير مهرجان قرطاج أجاب في ندوة صحفية سابقة، رداً على سؤال حول إمكانية غناء إليسا بأسلوب «البلاي باك» في قرطاج، بأن هناك قانوناً معتمداً لدى وزارة الثقافة للمحافظة على التراث، يمنع أي فنان بالغناء بأسلوب «البلاي باك».

 

فتيات أُغمي عليهن..

رغم ارتباك إليسا في بداية الحفل، إلا أنها نجحت بسرعة في تجاوز مرحلة الخوف، فكانت تتحرّك برشاقة في تفاعل وتناغم مع الجمهور، وقد غنّى الحضور معها في ما يشبه الكورال: «عايشالك»، بتمون»، «لو تعرفوه»، «تعا»، «أيامي بيك»، «بستناك»، «أجمل إحساس» وغيرها، وقد بلغ التفاعل أقصاه في أغنية «أواخر الشتاء»، وكانت أصوات الرجال تصرخ طرباً: «برافو ، برافو»، وإليسا تجيبهم باللهجة التونسية: «يعيّشكم كلكم»، ويأتي رجع الصدى: «بص شوف إليسا بتعمل ايه».

والطريف أن الكثير من العرسان الجدد حضروا  إلى حفلة إليسا، وكانوا في قمّة التفاعل مع كلمات أغانيها الرومانسية الحالمة. كما أن بعض الفتيات بلغ بهن التفاعل مع كلمات الأغاني ومعانيها إلى درجة أن أُغمي عليهن تأثّراً، فتدخّلت الحماية المدنية، وتمّ حملهن على نقالات خارج المسرح.

والمؤكّد أن الجمهور الذي حضر الحفلة، كان يغلب عليه الرجال قليلاً، حتى أن أصواتهم كانت طاغية على أصوات الإناث عندما غنوا مع إليسا وردّدوا معها مقاطع كاملة من أغانيها.

وإن كان لـ نانسي عجرم جمهور غفير من الأطفال المحبّين لها، فقد تبيّن أن لإليسا أيضاً محبّين كثراً من الأطفال  التونسيين، وقد انحنت في أكثر من مرّة لتقبيلهم عند اقترابهم منها، وأظهرت ترحيباً لالتقاط صور لهم معها.

 



جمهور سعيد... وإليسـا أسعد

لم يكن هناك مكان شاغر واحد في مسرح قرطاج، ورغم أن الليلة كانت شديدة الحرارة، إلا أن الجمهور الذي حضر لم يكن يهمّه سوى الإستمتاع بأغاني إليسا الرومانسية. كان التجاوب رائعاً والتفاعل بلغ أوجّه، وهو ما تسرّب إلى وجدان المطربة التي أصبحت مع مرور الوقت أكثر سلطنة، ولم تبخل على الجمهور بالأغاني التي يحبّها. ورغم أنه ليس لها الكثير من الجديد، غير أن الجمهور الذي حضر لم يكن يهمّه ذلك، وتكفيه الأغاني القديمة التي يحفظها عن ظهر قلب. وما ظهر للعيان أنه جمهور يحبّ إليسا إلى حدّ الإفراط والمبالغة: يصفّق، يصفّر، يصرخ، يهتف، يتمايل، يقفز، ولكلّ واحد من 14 ألف متفرّج أسلوبه في التعبير عن تجاوبه وسعادته ومتعته.

الحفلة كانت ناجحة، والجمهور كان سعيداً، وإليسا كانت أسعد.

 



لقطات

-  في استفتاء سابق لمجلة «سيدتي» عن أكثر النجمات شعبية في تونس  من بين الثلاثة: هيفاء وهبي، ونانسي عجرم، واليسا، تأكّد في الإستطلاع أن أكبر نسبة من المستجوبين والمستجوبات فضّلن وقتها إليسا وعلّلوا ذلك بأغانيها الرومانسية. ولذلك، كان أمراً عادياً أن يكون الإقبال كبيراً جداً على حفلتها في قرطاج.

- لـ«روتانا» حفلات خاصة بها في مهرجان قرطاج، أما حفلة إليسا فهي خارج هذا الإطار باعتبار أن التعاقد تمّ بين إدارة مهرجان قرطاج وإليسا مباشرة. إليسا قالت في تونس إنه حدث سوء تفاهم بينها وبين «روتانا» على صيغة العقد، لكن تمّت تسوية المسألة.

- بقدر الحب الكبير الذي أهداه الجمهور التونسي لإليسا، بقدر حدّتها عند لقائها بالإعلاميين في الندوة الصحفية التي سبقت يوم حفلتها في إحدى القاعات بفندق «إفريقيا» في قلب تونس العاصمة. 

- كانت بعض القنوات التلفزيونية حاضرة لإجراء لقاءات مع إليسا على هامش ندوتها الصحفية، ولكنها ماطلت وفاوضت واحتجّت حتى عند الحديث إلى قناة «روتانا»(المتعاقدة معها)، فهي لم تكن راضية على الأضواء عند التصوير. وعندما حدث عطب فني تذرّعت به لعدم إكمالها اللقاء، والغريب أنها كررت السيناريو نفسه مع مندوبة «روتانا»  إثر انتهاء حفلتها في قرطاج.

- كانت إليسا في تواصل مع الجمهور مردّدة أكثر من مرّة: «مرسي مرسي..انتو بتجننوا....انتم احلى جمهور في العالم». ثم تسألهم في دلع وغنج: «انبسطّوا؟؟»

-  لباس إليسا في حفلة قرطاج حقّق المعادلة الصعبة بين البساطة والأناقة، وقد كان لون الفستان متماشياً مع سمرتها.

- كانت إليسا طيلة فترات الحفل تطلب ماء، فيؤتى به إليها طبعاً. 

- أدّت إليسا أغنية «حلوة يا بلدي» لداليدا، واللافت أن فضل شاكر غنّاها هو أيضاً في حفلته في قرطاج قبل أيام: فهل هو توارد خواطر أم صدفة؟

- أطنبت إليسا في مدح فضل شاكر، وقالت إن إحساسه يفوق طاقة صوته تماماً كعبد الحليم حافظ. وقالت عن نفسها إن إحساسها أكبر من صوتها.

- سخرت إليسا من الإشاعة التي تحدّثت عن وجود علاقة بينها وبين وائل كفوري، وقالت إنه كلام لتعبئة صفحات الجرائد.

- لوحظ تواجد جمهور من السياح الجزائريين في حفلة إليسا، وقد رفعوا عالياً راية بلادهم. إليسا غنّت بمفردها «الديو» الذي غنّته مع الشاب مامي على أنغام الراي : «حلّي دنياي»، كما غنّت إليسا «نسّم علينا الهوى» لفيروز، و«لولا الملامة» لوردة.

- جلّ الفنانين من النجوم العرب الذين يشاركون في مهرجان قرطاج، على غرار فضل شاكر وإليسا، يغنّون في مهرجانات تونسية أخرى، ويقيمون أيضاً حفلات خاصة ويغنّون في مطاعم فخمة مقابل مبالغ مالية مغرية.

- فتاة اسمها مريم مجنونة بحب إليسا، رفعت لافتة عليها صور إليسا إضافة إلى جمل تعبّر عن تعلّقها بها. وقد سعت إلى الإقتراب منها ونجحت في اجتياز الحواجز، إلى أن ظفرت بمصافحة من نجمتها المفضّلة وهي تكاد تطير فرحاً.