دكة الحلواني بالطائف.. أول من احتفى بـ"اليوم وطني" للمملكة

4 صور

يتزامن هذا العام الاحتفاء بـ«يوم الوطن» مع عيد الأضحى المبارك، لهذا سيكون العيد عيدين، إذ يشعر المواطن أنَّ حياته كلها أعياد بتقديم ولائه لدينه بأداء مناسك الحج، وتقديم ولائه لوطنه بتذكر هذا اليوم الذي تم فيه توحيد المملكة العربيَّة السعوديَّة، ونظراً لامتداد مناطق الوطن بامتداد شبه الجزيرة العربيَّة، إلا أنَّ سكان الحجاز لهم ذكريات تخلد مع مرور الزمن، وتظل تتذكر الماضي العريق منذ عهد الملك عبد العزيز مروراً بعهد الفيصل ـ يرحمهما الله ـ وحتى عهد الملك سلمان ـ يحفظه الله.


ويروي لنا الأستاذ محمد حلواني، حفيد عبد الوهاب الحلواني، قصة احتفال أهل الحجاز وتحديداً مدينة الطائف الجميلة، إذ تشرفت عائلة الحلواني ممثلة بجدهم عبد الوهاب الحلواني، المعني بشؤون الملك المؤسس عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ في محافظة الطائف بحضور الأسرة المالكة واجتماعهم في مزرعة (أبو حجارة) في وادي ليه، لإقامة حفل بهذه المناسبة، الذي يعدُّ أول حفل لليوم الوطني في الحجاز، وذلك عام 1351هـ، وحضره العديد من أعيان الطائف في مزرعة الشيخ عبد الحلواني في قصر أبو حجارة. وكان تقام العديد من العادات والأناشيد الحربيَّة والحماسيَّة، والأهازيج واللعب بالسيوف، وسباق الخيل وغيرها من الفعاليات التي أضافت للمواطنين مشاعر السعادة والبهجة واستمرت لمدَّة سبعة أيام، وما زالت عائلة الحلواني تحافظ على هذا الإرث التاريخي الجميل الذي أسموه «دكة الحلواني»، وقد شهد قصر الحلواني تغيير مسمى مملكة الحجاز ونجد إلى المملكة العربيَّة السعوديَّة، وتغيير مسمى الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ من سلطان الحجاز ونجد إلى ملك المملكة العربيَّة السعوديَّة، ومنذ ذلك اليوم أصبحت دكة الحلواني تزخر بالاجتماعات وتضمن سريتها، كما أصبحت منتجعاً للملوك، سعود، وفيصل، وخالد ـ يرحمهم الله ـ كما أصبحت مركز إدارة الدولة ومنبعاً للأفكار التي أثرت في تاريخ الحجاز.


وبمناسبة تزامن اليوم الوطني للمملكة مع الحج، فقد ذكر محمد حلواني، أنَّ مدينة الطائف كانت تستقبل حجاج بيت الله الحرام كل عام منذ قديم الزمن، بحكم قربها من مكَّة المكرَّمة، منذ أكثر من ثلاثين عاماً، خصوصاً حجاج اليمن الشقيق، الذين يقيمون في الطائف 4 أيام قبل ذهابهم لمكَّة المكرَّمة، وقد أمنت بلديَّة الطائف في ذلك الوقت الحجاج وتوفير كافة متطلباتهم من الفرش والحمامات المتنقلة، والمؤن الغذائيَّة التي تساعدهم على التنقل أثناء الحج، وكان الشيخ عبد الوهاب الحلواني وغيره من أعيان البلد يوفرون تلك الحاجيات لحجاج بيت الله الحرام، كما كانت هناك حركة اقتصاديَّة متبادلة بين الدول الشقيقة في تلك الحقبة من الزمن.


ذكريات تعود بنا إلى الوراء لتذكرنا بحلاوة الماضي مع ذكرى اليوم الوطني ومن هذه الدكة الجميلة «دكة الحلواني»، التي تناساها الزمن إلا أنَّها بقيت في قلوب أحبائها.