خطبني ثم انسحب لكنني لا أنساه.. كيف أتصرف؟

السلام عليكم
قصتي بدأت في سنتي قبل الأخيرة من الجامعة، عندما سألني زميل ذو خلق ودين إذا كنت مرتبطة، وكانت الإجابة بعد استغراب الموقف والسؤال بالنفي، وقال إنه يرغب بالتقدم إلي في آخر سنة دراسية لنا معاً، وهي سنة سادسة في كلية الطب، وكان اقتراحي أن يقابل والدي لأتأكد من الاختيار مبكراً، وتمت المقابلة بالفعل، وقال له: (لن يستقبل أحداً خلال هذه الفترة وإذا بقينا متفقين إن شاء الله خير) لكن فوجئت بظرف مادي قاهر لعائلته حدث بعد ما سألني، وقال إنه لا يستطيع أن يفي بوعده لذلك يفضل الانسحاب، بعد فترة راسلني وبقي على ذلك وطول الفترة وهو يقول سأحاول، وسأحاول وإن شاء الله خير، إلى أن أتى موعد التخرج، واشتدت عليه الظروف، قال لي لا أستطيع، أنا لا أخفيك مدى تعلقي فيه؛ لأنه إنسان متدين ومحترم جداً، للآن لم أستطع إخراجه من حياتي، على الرغم من طلبي بالتوقف عن مراسلتي لعدم وجود شيء رسمي، مشكلتي الأولى عذاب الضمير، وكيف يمكنني الارتباط بشخص بعده (أشعر بضيق رهيب، لم أعد أقوى على تحمله) والثانية: أنا عندي ثقة برب العالمين وأنه اختار لي الأحسن، لكن بصدق، الصفات اللي يتمتع بها هي حلمي، لكني أقول لنفسي لو كان يريدني بصدق كان فعل كذا وكذا، بعدها أندم وأنا محتارة بين قلبي وعقلي، ما الحل؟ أرجوك.
(أسيل)


النصائح والحلول من خالة حنان:

1 الحل يا دكتورة هو أن تتركيه، وليس من الضروري أن تنسيه
2 سأشرح لك حالاً ما قصدته من نصيحتي السابقة، فأن نترك إنساناً فهذا فعل عملي وواقعي، ويعني أن نتوقف عن الاتصال به والتواصل معه، ونضع مسافة واضحة بينه وبيننا، ترتبط بالتباعد بالمكان، وكذلك وسائل الاتصال، وهذه كلها أمور نمتلك القدرة على تحقيقها والقيام بها، أما النسيان فمسألة أخرى مختلفة تماماً.
3 لذلك لا أقول لك انسيه، فهو بدماثته، وخلقه الكريم، وشخصيته المحببة، استطاع أن يصل إلى قلبك ويجد له مكاناً، إذن ما الحل؟
الحل الحقيقي يا حبيبة خالتك أن تجعلي ما حدث فترة جميلة في حياتك، رغم أنها لا تخلو من حزن، ولكن لأن كل أمر سلبي له جانب إيجابي نكتشفه مع الوقت، فسأختصر لك هذا الوقت؛ لأقول لك إنه سيأتي يوم تتذكرين فيه أن شاباً حسن الخلق تقدم لخطبتك ذات يوم، وهذا بحد ذاته يمنحك بعض الرضا، وهو ما نسميه الإذعان لقدر الله عز وجل.
4 يبدو واضحاً إلى الآن أن هذا الشاب ليس من نصيبك، فاشكري ربك أنه صارحك ولم يتلاعب بمشاعرك، أما شعورك بعذاب الضمير فأعتقد أنه شعور مبالغ به؛ لأنك لست مسؤولة عن ظروفه.
5 ولكن، رغم كل ما ذكرته لك فإن الفرصة الأخيرة هي في فهم حجم ظروفه المادية من جهة، وقدرتك من جهة أخرى على دعمه ومساعدته، ولا تنسي موقف عائلتك من هذه الحالة أيضاً، لكن كل هذا يا حبيبتي يمكن أن يكون وهماً إذا كان الشاب قد صارحك وتراجع وانسحب حقاً، فهنا تكون الأولوية أمامك هي الاهتمام بمستقبلك والحرص على كرامتك.
6 إذن أبعدي الضيق بالغرق في العمل أو الدراسة، وأبعدي عذاب الضمير بالتمتع ولو بشجن بأنك كنت ذات يوم محبوبة من إنسان كريم، وابدئي صفحة جديدة بالأمل وتذكري دائماً أن الله خلق لنا الأمل؛ لنعرف أنه يختار لنا الأحسن، ولهذا قال الشاعر: ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل.

 


وللبنات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن "خالة حنان" عادت لتدعم كل الفتيات وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص [email protected]