فتاة انطوائية
سيدتي أنا فتاة في العشرين، مشكلتي هي انعدام الثقة بالنفس، أجد نفسي أقارن بيني وبين صديقاتي، أشعر بأنني غير جميلة، كما أنني انطوائية وقليلة الكلام، حين أرى فتاة جميلة أنعي حظي وأتصور أن فرصتها في حياة سعيدة أكبر، صديقتي في الجامعة جميلة، وأنا لا أحسدها، وأتمنى أن أصبح مثلها، أعلم أن الكلام لا يفيد، ولكني أتمنى أن أتخلص من هذه المشاعر التي تدمرني.. أرجو ألا تتجاهلي رسالتي!!
الحزينة مروج
عزيزتي كيف لي أن أتجاهل رسالة من فتاة في ريعان الشباب تتصور أنها قبيحة، وقد غاب عنها أنها خلقت كأرقى المخلوقات، وأن لها قلبًا يفيض بالحنان، وعقلاً يفوق عقول كافة الكائنات، وأن الله وهبها الإرادة، وهي هبة لم يهبها حتى للملائكة، بعد قراءة رسالتك أدركت أن كراهية الذات لها أسباب لا يعرفها سواك، وهي أسباب تتعلق بتجاربك في الماضي، وربما تتعلق بإحساس بالذنب، أو بخوف يعشش في قلبكِ، إذا نظرتِ في أعماقكِ وعرفتِ السبب أصبحتِ على أول طريق الشفاء،
ليست هناك فتاة جميلة وأخرى قبيحة؛ لأن الجمال أمر نسبي، ما ترينه جميلاً، يعتبره الآخر عاديًا أو ما دون العادي، والأهم من ذلك هو أن ما تكنّه النفس ينعكس على ملامح الوجه وفي العينين، صفاء الروح جمال، ونقاء الضمير جمال، ولو سجن الإنسان نفسه في خانة الانتظار لما يقدمه له الآخرون، يعيش تعيسًا ويموت تعيسًا، ولكن هناك نوع من البشر تقضى بهم حوائج الناس، هؤلاء يسارعون لنجدة المحتاج، ومساندة الضعيف، ولا ينتظرون أجرًا، وهذه هي الفئة الرابحة في الدنيا والآخرة، فكري في غيرك وما يمكن أن تقدميه بلا انتظار لأجر. إن كنتِ انطوائية وقليلة الكلام، استجمعي شجاعتكِ وألقي بتحية الصباح إذا التقت عيناكِ بعيني آخر وابتسمي، إذا صادفكِ شخص كبير بالعمر، تذكري كم أنتِ محظوظة لأنكِ شابة، وإذا صادفكِ طفل وحياكِ بابتسامة فقدمي له قطعة من الحلوى التي تحتفظين بها في حقيبة يدكِ. تأكدي أن الله يوزع الأرزاق بالعدل، ولو فكرتِ بعقلكِ فستجدين أنكِ تتمتعين ببعض النعم، التفاؤل هو أفضل دواء لدرء الهموم، والنشاط هو أفضل دواء لمحاربة الملل والركود.
الكذب المقنع
سيدتي ما حدث لي يشبه الكابوس، لا أكاد أصدق أنني أعيش التجربة المؤلمة، أنا سيدة في الثلاثين، متزوجة منذ أقل من عام، تزوجت بالطريقة التقليدية، حيثُ تقدم لي خاطب عن طريق زميل لأخي في العمل، تقدم لخطبتي، وجلس معه والدي، ودار بينهما نقاش، كما يحدث في مثل تلك الحالات، وأخبر أبي عن عمله ودخله، وأجاب عن كل الأسئلة التي طرحها والدي، وتمت الخطبة، وكان الخاطب متعجلاً لإتمام الزواج، فتم تجهيز المسكن بكل سرعة ممكنة وتزوجنا، كنت سعيدة ومتفائلة بالحياة، ولا أشكو إلا من كثرة غياب زوجي في العمل، وكنتُ إن شكوت قال إنه يعمل من أجل تحسين أوضاعنا، قبل مجيء الأطفال كنت أذهب لعملٍ وأعود لترتيب بيتي وإعداد الطعام انتظارًا لعودة زوجي، كان زوجي يسافر بحكم عمله، ولكن لفترات قصيرة لا تتجاوز بضعة أيام.
وفي يوم حزين ذهبت إلى السوق لشراء بعض الأغراض، والتقيت مصادفة بسيدة جاورت أهلي في السكن، ثم انتقلت إلى حي آخر، سلمت عليّ وسألت عن العائلة وأخبرتها بأنني تزوجت، ودهشت أنها تعرف رغم أنها لم تُدع إلى احتفال الزواج، ولم تكن على اتصال بأمي، فسألتها كيف عرفتِ فترددت قليلاً، ثم أخبرتني بأنها تعرف ضُرّتي، مادت الأرض تحت قدميّ، وقلت لها إنها حتما مخطئة في الظن، فاعتذرت لي بأنها لم تكن تعلم بأنني لا أعرف بأنني زوجة ثانية، لأن زوجي متزوج بابنة عمه التي لم تنجب، وأن زواجه مني تم بموافقتها.
يمكنكِ أن تتخيلي الانفعالات التي اعترتني وشلت تفكيري وإرادتي، لم أعد إلى بيتي، بل عدت فورا إلى بيت أهلي تسبقني دموعي لكي أروي لهم ما حدث، وجدت أن أمي تصر على طلاقي، ووجدت أن أبي ينصح بالتروي، ووجدت نفسي غير قادرة على لقاء زوجي، لأنني شعرت بأنني عشت تلك الشهور مع إنسان لا أعرفه، حين عاد زوجي ولم يجدني في البيت خابر أبي، الذي طلب منه الحضور.
وعند المواجهة لم يقدم أي اعتذار، واكتفى بأن قال لأبي إنه أجاب عن كافة الأسئلة التي طرحت عليه بكل أمانة، ولو سُئل إن كان متزوجا لأجاب بنعم.
مازلت في بيت أهلي، وقد ترك لي أبي حرية الاختيار، إما الطلاق، وإما العودة والرضا بالأمر الواقع، أشعر بأن حياتي انتهت من قبل أن تبدأ، فهل من نصيحة؟
الحزينة إكرام
عزيزتي لم أقرأ في رسالتكِ ما يدل على أن زوجك أساء معاملتك، ومعنى ذلك أن عشرته حسنة، وأنه لم يقصر في حقوقكِ عنده، وبما أن زواجه منكِ تم برضا الزوجة الأولى، فإن الملام الأول هو والدك، كنتِ أمانة عنده، وكان من واجبه أن يتحرى عن كل كبيرة وصغيرة قبل أن يوافق على تزويجك، ولكن الفأس وقعت في الرأس، وأنتِ الآن زوجة هذا الرجل، ربما كان التصرف المثالي هو الرضا بالواقع، والحياة معه في نور الصدق والحقيقة، حقكِ عند أبيكِ أن يأخذ على زوجكِ تعهدات بألا يمارس هذا النوع من الكذب المقنّع في المستقبل، أنتِ بحاجة إلى فترة انتقالية تؤهلك لبدء الحياة معه من جديد من منظور جديد.
لا فضل لخاطب على مخطوبة
سيدتي أنا فتاة سودانية في الخامسة والعشرين، جامعية وموظفة، لي أخوات أكبر مني وشقيق واحد يصغرني، شقيقاتي تزوجن، ووالدتي تعاني المرض، وتعاني وطأة الخلافات بينها وبين أبي،
قبل عامين تقدم لي خاطب من أسرة معروفة، ولكن المشروع لم يتم؛ لأنه اتهمني بأنني كثيرة الأسئلة، علما بأنني ما أردت إلا أن أفهمه، وأعرف طريقة تفكيره، المهم هو أننا افترقنا لما يقارب العامين.
مؤخرا اتصل بي وسأل عن أحوالي وطلب أن نلتقي، وقال إنه مستعد لإتمام الزواج، لأنه يعتبرني إنسانة بنت ناس، دهشت جدا لأنه اعتبرني مثل بضاعة رآها، ثم صرف نظره عنها، وتوقع أن يعود بعد عامين فيجدها في نفس المكان، وما عليه إلا أن يسدد الفاتورة ليأخذها، لم يشعرني كلامه بأنني مميزة في نظره، أو أنني جميلة، شعرت بتوتر شديد، وأصابتني الحيرة؛ لأنني لا أريد أن أرفض الفرصة خوفا من ألا تتكرر، كل بنت تخاف من العنوسة، ولكن هل يجب أن تقبل بأي شيء؛ لأنها خائفة من العنوسة؟ أرجوكِ انصحيني
الحائرة سماح
عزيزتي كان الأحرى بكِ أن تسأليه ماذا تغيّر؟ هل راجع نفسه فشعر بأن كثرة تساؤلاتكِ عنه كانت في محلها؟ وبما أنه أعجبكِ في البداية فلماذا تغيّر موقفك؟
إذا كان رجوعه لطلبكِ اقترن بأنه يعتبركِ بنت ناس، فهذه مجاملة لا يستهان بها، والخطأ ليس خطأه؛ لأنه حين ألغى مشروع الخطبة لم يتجاوز حقه، وكان من الممكن أن تكوني خُطبتِ لآخر في الفترة ما بين فسخ الخطبة، وطلبه للقائكِ مؤخرا، ولكن بما أنكِ لم ترتبطي بآخر، فله الحق في أن يجدد طلبه لكِ، وإن لم تكوني خُطبتِ، فهذا لا يعني أنكِ بضاعة تحت الطلب يمكن أن يأخذها من يدفع الثمن، هذا تفكير سلبي للغاية؛ لأن طالب الزواج صاحب احتياج، والمطلوبة للزواج تلبي الاحتياج، ولكنها في الوقت نفسه تحقق جزءًا من احتياجاتها الإنسانية في الزواج، ومعنى ذلك أنه لا فضل للخاطب على المخطوبة إلا بقدرٍ مساوٍ للفضل الذي تأتي به إليه حين يتم الزواج.
أقترح أن تشاوري أهلكِ في الأمر،
وإن شجعوكِ على قبوله، توكلي على الله، ولكن يجب أن تعرفي ما تريدين معرفته عنه،
قبل قبوله زوجا، فهذا من حقكِ، الشفافية والصدق جزء من بناء الثقة بين أي زوجين.