mena-gmtdmp

تمثال ابن خلدون، بملامح النحات الذي صنعه

20 صور
الطريف أنّ الرسّام والنحات الراحل زبير التركي، الذي أنجز تمثال العلامة عبدالرحمن بن خلدون، مؤسّس علم الاجتماع، الموجود بوسط تونس العاصمة، قد نحت وجه ابن خلدون بشكل يشبه وجهه هو تماماً، وكانت ملامح ابن خلدون في التمثال تشبه ملامح النحات زبير التركي، ويقال إن النحات أراد أن يخلد نفسه من خلال ابن خلدون!

إن كل من يمرّ وسط العاصمة التونسية، يشاهد التمثال العملاق للعلامة عبدالرحمن؛ ممسكاً بين يديه كتاب «المقدمة»، وحوله حديقة صغيرة بها أشجار نخيل باسقة، وزهور يانعة يقف حذوها العشاق والزوار لتونس؛ ليلتقط لهم المصورون المتجولون صوراً للذكرى تستخرج في الحين، مقابل دينارات معدودات.
وهناك إجماع؛ خاصّة لدى النخبة، أن ملامح الفيلسوف والمؤرّخ وعالم الاجتماع ابن خلدون في التمثال، هي نفسها ملامح الرسام والنحّات الراحل زبير التركي الذّي أنجزه.
وتحت تمثال صاحب «المقدمة»، إشارة منقوشة على الرخام تشير إلى أن عبدالرحمن بن خلدون، ولد بتونس، وقد سارعت السلطات الثقافية في تونس، منذ عديد السنوات، إلى نصب هذا التمثال العملاق بعد أن ظهرت إشارات هنا وهناك تشير إلى أن عبدالرحمن بن خلدون ولد ببلد آخر غير تونس.

البيت والمسجد
ولتأكيد انتساب عبدالرحمن بن خلدون لتونس، بحث المؤرخون ومنهم الراحل عثمان الكعّاك، عن إثباتات عبر عديد المصادر والمراجع، وتوصّل هذا المؤرخ إلى تحديد البيت الذي ولد فيه ابن خلدون بالمدينة العتيقة بتونس العاصمة على بعد أمتار قليلة من جامع الزيتونة المعمور، ويقع حالياً بالمكان المعروف بـ«تربة الباي» بتونس العاصمة.
وفي نفس الحي بالمدينة العتيقة وعلى بعد مسافة قصيرة من هذا البيت، يوجد مسجد صغير وضعت رخامة على جداره الخارجي، جاء فيها: «في هذا المسجد درس العلامة عبدالرحمن بن خلدون»، والمسجد الذي درس به ابن خلدون يبعد 100 متر عن الدار التي ولد بها، وقد وقع ترميم المنزل مع المحافظة على نفس الطابع المعماري الأصلي.
وقد تم الاعتماد في تحديد هذين الموقعين «الدار والمسجد»، على الرواية الشفوية التي تناقلتها الأجيال على مدى السنين؛ استناداً إلى المصادر التاريخية التي اهتمت بدرجة أولى عند ذكرها لابن خلدون، بنسبه وشيوخه الذين تتلمذ عليهم، وأسهبت في سرد ذلك لكنها أشارت باقتضاب لمكان ولادته؛ لأن العلماء في عصر ابن خلدون لم يكن لهم اهتمام كبير بتحديد أماكن الولادة مثلما هو الحال اليوم.

بين ابن خلدون وريغن
وعبدالرحمن ابن خلدون يعد رمزاً لكل التونسيين على اختلاف مستوياتهم وعلى امتداد أجيالهم المتعاقبة، ويوم استشهَد الرئيس الأمريكي الراحل ريغن في إحدى خطبه بنظرية ابن خلدون في سياق حديثه عن الضرائب، فإن وكالة الأنباء التونسية الرسمية «وات» أوردت الخبر الذي تصدر في اليوم الموالي الصفحات الأولى لكل الصحف التونسية.