تنمية وتطوير مهارات الطفل الاجتماعية، وتشجيعه على التفاعل والتواصل مع الآخرين، لا تقتصر على وجود طفلك وسط مجموعة من الزملاء بالمدرسة أو عدد من الأصدقاء بالنادي الرياضي؛ بل إنها تحوي العديد من الأفكار التي تسكن رأس طفلك والتحلي بالكثير من الصفات الاجتماعية التي تعلمها وعايشها وسط أسرته.. وبعد فترة أصبحت أسلوبه الذي يتصف به.
ومساعدة الطفل على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي تتم بسهولة إن اهتم بها الآباء منذ سنوات عمر الطفل الأولى؛ حيث إن التواصل الاجتماعي من أهم المهارات التي يحتاجها الطفل لبناء علاقات صحية مع الآخرين، وتطوير ثقته بنفسه، وتعزيز قدرته على التفاعل.
في هذا التقرير يعرض الدكتور وائل عبدالعظيم أستاذ طب نفس الطفل والصحة النفسية، عشرات الطرق التي يمكن اتباعها لتطوير مهارات الطفل في التواصل الاجتماعي.
متى يصبح الطفل أقوى اجتماعياً؟

بتحديد وتنظيم عواطفه والتحكم بها، بأن يستطيع التعبير عن مشاعره؛ بمعرفة متى يكون غاضباً ومتى يكون سعيداً؟ ويتم ذلك بالسماح للطفل وإعطائه الفرصة للكلام، كما أن قراءة القصص مع الطفل تسمح له بتوصيف مشاعره تجاه أبطالها وأحداثها، وأن يكون الأب والأم أفضل قدوة، فالطفل يتعلم بالمشاهدة والتقليد وليس بإلقاء الأوامر والنواهي الأخلاقية.
من قصص التراث العالمي: "الفارس الصغير بين الخيال والواقع" هل تودين مطالعتها؟
دور الآباء في تطوير مهارات الطفل الاجتماعية

- تشجيع الطفل على التفاعل الاجتماعي.. اللعب مع الأطفال الآخرين يعلمهم كيفية التفاعل، وتبادل الأدوار، والتعاون، والتعبير عن المشاعر.
- تشجيعه على تكوين صداقات.. ساعدي طفلك على تكوين صداقات من خلال توفير فرص للقاء أطفال آخرين في بيئات آمنة.
- اسمحي له بالتفاعل بمعدل يناسبه، مع توجيهه بلطف.
- دعيه يشارك في استقبال الضيوف، فهذا يعلمه كيفية التعامل مع الآخرين في بيئة اجتماعية خارج المنزل.
- الألعاب الجماعية، شجعي طفلك على المشاركة في الأنشطة والألعاب الجماعية لتعزيز التعاون والتواصل وحل النزاعات.
- تنمية مهارات التفاوض.. علّمي طفلك كيفية التفاوض وإيجاد حلول وسط مع الآخرين عند حدوث خلاف.
- ممارسة الأنشطة المختلفة.. شاركي طفلك في أنشطة متنوعة (رياضية، فنية، موسيقية) لتعزيز مهاراته الاجتماعية المختلفة.
- طرح الأسئلة.. علمي طفلك كيفية طرح الأسئلة في المحادثات لإظهار الاهتمام.
- الاستماع الفعال.. علمي طفلك كيفية الاستماع للآخرين والتركيز على ما يقولونه.
- التعبير عن المشاعر.. ساعدي طفلك على التعبير عن مشاعره بطريقة صحية ومناسبة.
- استخدام الكلمات المناسبة.. علمي طفلك العبارات والكلمات التي يمكنه استخدامها للتعبير عن مشاعره واهتمامه بالآخرين.
- التحدث عن المشاعر.. تحدثي مع طفلك عن مشاعره ومشاعر الآخرين من خلال القصص والأفلام والمسرحيات.
- التعاطف مع الآخرين.. شجعي طفلك على التعاطف مع الآخرين ومساعدتهم في المواقف المختلفة.
تعزيز الثقة بالنفس

- تشجيع الإنجازات: امدحي طفلك على جهوده وإنجازاته الصغيرة والكبيرة.
- دعي طفلك يتخذ القرارات: امنحي طفلك فرصة لاتخاذ القرارات والمسؤولية.
- أهمية القدوة: كوني قدوة لطفلك في مهاراتك الاجتماعية، مثل التواصل الجيد مع الآخرين والتعاطف.
- تفاعلي مع الآخرين: تفاعلي مع الآخرين بأسلوب إيجابي ومهذب.
- قراءة القصص: اقرئي لطفلك قصصاً عن التفاعلات الاجتماعية الإيجابية.
- الألعاب التمثيلية: استخدمي الألعاب التمثيلية لتعليم طفلك مهارات اجتماعية مختلفة.
- متابعة اهتمامات طفلك: تابعي اهتمامات طفلك وشجعيه على الانخراط في الأنشطة التي يحبها.
- الانضمام إلى الأندية: شجعي طفلك على الانضمام إلى الأندية أو الفرق الرياضية التي تتناسب مع اهتماماته.
- ملاحظة سلوكيات الطفل: راقبي سلوكيات طفلك في المواقف الاجتماعية المختلفة.
- تصحيح الأخطاء: قومي بتصحيح الأخطاء التي يرتكبها طفلك في المواقف الاجتماعية بلطف.
خطوات لتدعيم الطفل

- تحفيز الطفل للمشاركة في الأنشطة التطوعية، فيتعلم الطفل معنى التعاون والتعاطف مع الآخرين.
- امنحي طفلك فرصاً للعب مع أقرانه دون تدخل، مما يساعده على تطوير مهارات حل النزاعات والتعاون وحده.
- عرفيه بمهارات الاستماع، بالتركيز على الشخص الذي يتحدث، والانتباه لما يقوله دون مقاطعة.
- شجعي طفلك على محاولة فهم مشاعر وأفكار الآخرين من خلال الاستماع إليهم بعناية والتعاطف معهم.
- قللي من الشاشات والملهيات مثل الأجهزة الإلكترونية خاصة أثناء المحادثات المهمة.
- شجعي التواصل البصري وعلميه لطفلك، أثناء التحدث والاستماع مع الغير.
- تعليم اللغة العاطفية وبعض مفرداتها: ليمتلكوا مهارة التعبير عن مشاعرهم بشكل دقيق.
- النمذجة.. كونوا أيها الآباء نموذجاً لأطفالكم في كيفية التعبير عن المشاعر بطرق مناسبة.
- علموا أطفالكم إستراتيجيات للتعامل مع العواطف السلبية مثل التنفس العميق أو التحدث عن مشاعرهم.
شجعي طفلك على التعاون والمشاركة

التعاون والمشاركة من المهارات الاجتماعية المهمة التي يجب على الطفل تعلّمها، من خلال إشراك الطفل في اللعب مع المجموعات في الروضة، كبناء الألعاب مع أصدقائه، وتشجيع الطفل على التبرع بواحدة من ألعابه والثناء على سلوك الطفل الإيجابي لتشجيعه على الاستمرار.
- اغرسي بطفلك قواعد الأخلاق الحميدة: يحتاج الأبوان إلى وقت طويل لتعليم الطفل مهارات وسلوكيات الأخلاق الحميدة من خلال التعلم والممارسة، وغالباً ما تُكتسب هذه المهارة من الوالدين؛ نظراً لأن الطفل يتّبع والديه ويُقلد ما يفعلانه، وتدريب الطفل على التفوّه بكلمات الاعتذار والشكر.
- اطرحي على طفلك الأسئلة الحوارية: يتّخذ بعض الأطفال موقف الانعزال والانطوائية عندما يشعرون بالتوتر أو عدم القدرة على خلق محادثة مع الآخرين، إلا أن مهارة طرح الأسئلة التي يجب أن يمتلكها الطفل تُساعده على بدء المحادثات الإيجابية مع الآخرين ومواصلة المحادثة، لذا يجب تعليم الطفل طرح الأسئلة التي لا يُمكن الإجابة عليها بالرفض أو القبول فقط، والالتفات نحو الأسئلة التي تخلق حواراً.
- علمي طفلك مشاعر التعاطف تُعتبر مشاعر التعاطف مع الآخرين من أنبل المشاعر التي يُمكن تعليمها للطفل، فهذه المشاعر تُشجع الطفل على الارتباط بالآخرين والانضمام إليهم بالمشاعر الإيجابية.
- تابعي اهتمامات طفلك: ويُمكن تعزيز التواصل عند الطفل عن طريق متابعة اهتماماته وتعزيزها؛ كمنحه الفرصة بالانضمام إلى نادٍ رياضي ليمارس رياضته المفضلة، أو تمكينه من المشاركة في مركز موسيقي للعزف على الآلة التي يحبها أو يُظهر اهتماماً بها.
تكوين الصداقات وفقاً لعمر الطفل
- أقل من سنتين، الأطفال بعمر السنتين يُظهرون ميلاً لمشاركة الآخرين.
- بين عمر الثالثة والستة أعوام، غالباً ما يتصرفون بأنانية فيما يتعلّق بمشاركة الأشياء.
- في عمر السابعة، يُظهر الأطفال اهتماماً بمفهوم العدالة ويُصبحون أكثر جاهزية للمشاركة.
- عند عمر الثامنة أو التاسعة، لا يجب إجبار الطفل على مشاركة لعبة معينة، أو تطبيق المشاركة مع طفل بعينه، بل يُمكن الإشارة إلى المشاركة عند وجودها، ومدح الطفل عند تطبيقها، وإخباره عن شعور الآخرين الإيجابي حيال المشاركة.
- عند العاشرة، يُصبح الطفل مهيئاً للاستماع، لا يعني الاستماع الصمت فقط؛ إنّما يعني فهم ما يقوله الآخرون فعلاً، وهو أحد أهم العناصر في التواصل الفعّال في المجتمع والتعلّم كذلك.
- مع بدايات سن المراهقة، تبدأ مهارة الاستكشاف، ويبدأ الطفل في التحرّك أكثر كلّما أصبح أكبر، وهذا ما يجعله فضولياً لاستكشاف محيطه، وتُعتبر مهارة ضرورية لنموّ الطفل الجسدي، والعاطفي والاجتماعي.
بالإمكان البدء بقراءة كتاب للطفل، والتوقّف بين الفترة والأخرى وسؤاله عمّا تم قراءته، بقول: "أخبرني حول ما تتذكره عن القصة إلى هذه اللحظة"، ومساعدته على سرد أي أحداث مفقودة.
ومن خلالها يبدأ الطفل بتطوير مفهوم الاستقلالية، ويحصل على مزيد من الثقة في بيئته والأشخاص من حوله، ولتعزيز الاستكشاف عند الطفل يُمكن تزويده بالألعاب المحفّزة للحواس، والسماح له بالتعرّض لتجارب جديدة.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.