الدوار والحالة النفسية!

الدوار والحالة النفسية!

منذ 7 أشهر، وأنا أشكو من دوخة، وعدم اتزان عند المشي، أو الوقوف طويلاً، وأجريت لي فحوصات طبية شاملة، باستثناء الطبيبة النفسية، ولم يتضح أي مرض عضوي، فأخبرني الطبيب المعالج أنّ ما أعاني منه قد يكون سببه نفسيًا، فهل الحالة النفسية تسبب الدوخة؟ وما السبب في التوتر الذي ينتابني عندما أذهب إلى العمل، أو السوق، أو المشي في مكان مفتوح؟


أم شذا

 

 

 

 

أختي السائلة: طبيًا، ثبت أنّ ما تعانين منه ليس له سبب عضوي، وفي نفس الوقت فإنّ القلق هو أكثر الأمراض النفسية شيوعًا، حيثُ يصيب تقريبًا «1- من كل 9 أفراد»، وهذا ما تعانينه وخاصة أعراض«نوبة الهلع PANIC ATTACKS »، وحالتكِ تدخل ضمن اضطرابات القلق، التي لا تشخص بطريقة صحيحة، فيهرع أصحابها إلى أقسام الطوارئ، وهم يعتقدون أنهم يعانون من أزمة قلبية، أو من مرض خطير، والحقيقة أنك بحاجة لطبيبة نفسية؛ كي تقيِّم أعراض حالتك، ودرجة شدتها، وتناقش معك برنامجًا علاجيًا بشقيه الدوائي، والنفسي، وكوني على ثقة بأن حالة القلق تستجيب بشكل جيد للعلاج.

 

 

 

طفلي انعزالي!

ابني عمره 8 سنوات، مستواه الدراسي ممتاز، ولكنه يجلس كثيرًا وحده، ويتحدث مع نفسه كثيرًا مع إيماءات بالوجه، وحركات باليد، بالإضافة إلى أنّ لديه مشكلة بالنطق، فبعض الأحرف لا ينطقها جيدًا وخاصة حرفي الغين، والراء، ويغضب إذا لم أضمه بين حين وآخر، فهل يشير ذلك إلى أنه يعاني من مشكلة نفسية؟ وكيف أتعامل معه؟


 أم عامر

 

أختي السائلة: مشكلة النطق لدى ابنك تجعله يشعر بالحرج، ويميل إلى العزلة، وبالتالي يجد المتعة في اللعب وحيدًا، وحديثه مع نفسه أثناء اللعب مقبول في هذا السن، ومن الواضح أنه يشعر بحاجة مستمرة للتأكد من أنه مقبول وغير مرفوض، ويرى في احتوائك له وضمه إشعارًا بالأمان، وليس بالضرورة أنه يعاني من مشكلة نفسية، فلو كان الأمر كذلك لانعكس ذلك على مستواه الدراسي، لكن مستواه الممتاز دليل على أنّ معاناته لم تؤثر عليه، ولم تعقه عن الاستمرار في التفوق، وكل ما أنصحك به الاستعانة باختصاصي النطق والتواصل.

 

الاختصاصي  سليمان القحطاني

حاصل على ماجستير في علم النفس العيادي,  يعمل حالياً  بوحدة الخدمات الإرشادية  لمشاكل الطلاب  في وزارة التربية في السعودية

 

 

صديقتي تقاطعني!

 

صديقتي الحميمة تغيرت معي منذ فترة، وقد التمست لها العذر في بداية الأمر عندما علمت أنها فقدت جنينها في الشهر السادس من الحمل، وظننت أنها ستصفو لي بعد اندمال جرحها، ولكن في المرة الأخيرة شاهدتها وأنا في المستشفى مع ولديّ التوأمين، وناديت عليها لكنها تجاهلتني، واعتذر زوجها وقال: دعيها مع نفسها لفترة، حتى تصفو وترجع لما كانت عليه قبل فقد وليدها، وبعد مضي 3 أشهر، لم تحاول الاتصال بي، وأنا من جانبي لم أعد متحمسة للاتصال بها، فماذا أفعل؟

إيميلي

 

 

لا شك أنها تجربة قاسية تمر بها صديقتك، انقلبت معها حياتها رأسًا على عقب، فلم تعد عيناها ترى العالم كما كانت قبل الفاجعة التي ألمت بها، ويظل الدور الأكبر على زوجها، بحيث يعيد إليها ثقتها بنفسها، بينما دورك يأتي لاحقًا، والحقيقة أنك بدلاً من أن تقدري ظروفها وتتعاطفي معها، تفكرين فقط في احتمال فقدها، والانصراف عنها، وشطبها من ذاكرتك، وفي أحسن التقديرات فإنك تعتبرين نفسك مهملة في حقها ما دامت لا تسمح لك بمساعدتها، ودعمها نفسيًا في المرحلة الصعبة، فيتولد لديك انطباع أنها تتجاهلك، وهذا الشعور نابع من ذكرياتك، ربما في الطفولة، وأظن أنك كنت تتصرفين بطريقة تجلب لك تعاطف والديك.

وحتى تفيق صديقتك من صدمتها وتعود إليك أنصحك بمواجهة مخاوفك من فقدها كصديقة حميمة، وأن تعتادي الابتعاد لفترة عن أشخاص تحبينهم، لأسباب موضوعية ومعقولة.

 

الاختصاصية لوسي بيريسفورد