الشريك "المعتدي" حالة مستعصية فكيف تواجهينها؟

في بداية كل زيجة وعند عقد كل القران يقوم الشيخ المأذون بتذكير كلا الطرفين بالحقوق الشرعية بين الزوجين وبأهمية وجود المودة والرحمة بين الزوجين والعديد من الوصايا التي يستمع لها الجميع في بداية كل زيجة يحضرونها، لكن للأسف في كثير من الحالات في وقتنا الحالي تتبخر هذه الوصايا وكأنها لم تقال يوماً لتسود حالة من الإهانة وسوء المعاملة والضرب المبرح التي باتت المرأة العربية تعاني منها بصمت وألم.

المستشارة الأسرية أسماء حفظي تحدثنا عن طبيعة المعتدي وكيفية التعامل معه في السطور التالية:

بداية تقول أسماء: "إذا كان خطيبك أو زوجك يُسيئ معاملتك فعليك أن تستوعبي عدة أمور لكي لا تكوني ضحية مستعبدة طوال حياتك الزوجية"، مشيرة إلى أن هذه الأمور تتمثل في ما يلي:
- لا يوجد آبيوذر (أي سيئ الطباع والمعاملة ويعمد للإهانة والضرب والعنف اللفظي والبدني دوماً) يتغير أو يتحسن حاله أو يشفى وما إلى ذلك من اعتقادات وتبريرات، فالآبيوذر إذا أهانك لفظياً وقبلتِ عذره سيتطور الأمر إلى الضرب من أولى درجاته ويتصعد يوماً بعد يوم لتصبح حياتك في خطر.

- هناك دراسة تشير إلى أن الضعف الأنثوي يعطي إشارات للمعتدي بأنك مستباحة، لذا يجب عليك التغيير من نفسك.

- الغرض الأساسي دائماً للآبيوذر أو المعتدي هو عزلك عن العالم حتى لا تجدي من تلجئين له سواه، فإذا كنتِ فى مرحلة الدراسة سيقنعك تماماً بأنك فاشلة، وإذا كنتِ امرأة عاملة سيجعلك تتركين العمل، ولن يرحب أبداً بوجود صديقات لكِ، وسيتعمد أن تكوني مقصرة معهن حتى يبتعد الجميع عنك حتى أقرب الناس لك حتى يصل الأمر إلى الأهل.

- هناك علامات تظهر على الآبيوذر في بداية العلاقة إياكِ أن تتغاضي عنها وإلا ستتذوقين المرار، ومنها: العصبية الزائدة، عدم القدرة على التحكم في أعصابه أثناء الغضب، النرجسية الشديدة، عدم الاعتذار عند الخطأ، التحكم في حياتك بشكل مفرط سواء بالأمر أو بالمادة .

كيف تتصرفين إذا وقعت ضحية لزوج عنيف معتدٍ ؟

توجهك حفظي لعدة نقاط هامة للتخلص من شرك الزوج المعتدي:
- ضعي لنفسك خطة للخروج من العلاقة بشكل فوري، فالتأجيل ليس في صالحك، وأهم نقاط الخطة عدم الإنجاب، وإذا حدث فأساس الخطة أن تذهبي إلى مكان لا يستطيع الوصل إليك فيه ولا لأطفالك حتى يتم الانفصال.

- اقطعي علاقتك بجميع العلاقات المشتركة بينكم إلا تلك التي قد تقدم لك لدعم المخلص .

- احتفظي دوماً بمال خاص بك؛ لأنه قد يكون داعماً لك في مثل هذه الظروف والمواقف.

- الآبيوذر أكثر الأمور استفزازاً له المقاومة أو الندية، لذا كوني لينة وتجنبي الاحتكاكات معه، خصوصاً إذا كنتِ في بلد غريب أو بعيدة عن أهلك حتى تتمكني من الخلاص من علاقتك معه.

- كوني صداقات لا يعلم عنها شيئاً ستحتاجينها حينما تخرجين من تلك المصيدة.

- إياك والغباء وحسن النية أو الطيبة أو كلمات الطبطبة العقيمة التي تسمعينها من أهلك وأقاربك، فحياتك مقابل حياته والاختيار لك في النهاية.

- أنت قوية مهما أقنعك أنك ضعيفة وهو قوي، والواقع أنه هو الأضعف؛ لأنه يمارس قوته من خلالك.

- أنت إنسانة خلقها الله حرة وليس من حق أي إنسان آخر أن يهينك أو يضربك وان كان متولياً رعايتك والإنفاق عليك، الحياة توجد بها فرص أفضل، لكنها قد تكون غير مرئية لك وأنت تحت التهديد والاعتداء والعنف، وسوف ترينها حين تخرجين من وصايته وتبدئين حياة جديدة أكثر أماناً وإشراقاً.