التكافؤ بين الزوجين.. كيف يكون؟

الشعور بالأمان أحد أهم الشروط للتوافق بين الزوجين
يعدُّ التكافؤ بين الزوجين أمراً مهماً في بداية الحياة الزوجيَّة
5 صور

في يوم طرق الزواج باب «بتول»، وهي طالبة جامعيَّة في السنة الثانية، لكن «العريس» لم ينل رضا أهلها، مع العلم أنَّه سعى مراراً لطلب يدها ويُردّ عليه بالرفض. وقتها جلست «بتول» تبكي حظها العاثر، قائلة: أنا أوافق عليه حتى وإن كان أقل مني في المستوى المادي والتعليمي، فأنا من سأعيش حياتي، ولا يحق لأحد أن يتحكم فيَّ، حتى وإن كان والدي، فأنا من حقي اختيار شريك حياتي بمفردي.


لم يكن هذا الحديث خاصاً ببتول فقط، وإنَّما هو حديث تكرِّره أغلب الفتيات المقبلات على الزواج، ويُصدمن برفض الوالدين على العريس المتقدِّم لهنَّ، وهنَّ راغبات فيه، معتقدات أنَّ هذا الأمر يتعلق بهنَّ فقط، ومن ثمَّ يندمن فيما بعد على عنادهنَّ وتمسكهنَّ برأيهنَّ، من دون الاستماع إلى مشورة ونصيحة الوالدين.

«سيدتي نت» التقت بالمستشار الأسري والاجتماعي، وعضو برنامج الأمان الأسري الوطني، عبدالرحمن القراش؛ ليقدِّم لك نصائح حول كيفيَّة اختيار الزوج، وكيف يكون التكافؤ، وما هي حدود الفتاة في الاختيار.


بداية يقول عبدالرحمن: في فترة الخطبة يعدُّ القبول النفسي والارتياح بين الشاب والفتاة عاملاً مهماً لنجاح العلاقة بينهما بعد الزواج، لكن يأتي التكافؤ بينهما ليكون أحد العوامل الرئيسيَّة التي يجب أن يراعيها الزوجان عند اختيار شريك الحياة، ولا مانع أن تأتي الكفة لصالح الزوج بعض الشيء؛ ليكون شعور الزوجة بتميز زوجها عنها، وبالتالي تأتي القوامة باحتوائه لها وقوامته النفسيَّة عليها. وكثيرون يحتارون عند تحديد معايير التوافق والتكافؤ بين الزوجين، فبعض الفتيات ترى أنَّ الفروق في السن قد تكون سبباً للتعاسة الزوجيَّة، في حين يرى بعض الشباب أنَّ الفروق الكبيرة في السن بين الزوجين قد تكون معياراً للسعادة؛ عندما تكون الزوجة دائماً صغيرة بالسن، بينما يتحدَّث معظم الآباء والأمهات عن التكافؤ المادي بين الزوجين؛ ليضمن والد العروس أنَّ زوجته ستكون سعيدة. معايير كثيرة لا نعرف الصحيح منها.

• بيوت تهدمت بسبب عدم التكافؤ
يعدُّ التكافؤ بين الزوجين أمراً مهماً في بداية الحياة الزوجيَّة، فهو أشبه بمن يضع أسساً متينة لبناء ناطحة سحاب ضد تقلبات الظروف؛ لأنَّ عدم الاقتناع والتكافؤ يُوجِد حالة من عدم الاستقرار العاطفي والأسري إذا تم التغاضي في البداية عنهما؛ بسبب العائلة أو خوف العنوسة أو خشية العضل والإجبار. فربما يأتي مستقبلاً من ينفخ في النار تحت الرماد، فيُشعل حرباً كبيرة أقل ما تنتهي به هو الطلاق وتشتت الأسرة.

• ماذا نعني بالتوافق؟ وكيف يتحقق؟ وما الشروط الواجب توافرها؟

ـ الشعور بالأمان:
هو الملجأ والملاذ عندما يحدث أي أمر يخيف أو يروع، فيصبح الشريك هو الجهة الآمنة، ولا يكتسب هذا الشعور إلا عبر الثقة المتبادلة التي تنبني على سلوكيات وأفعال الحياة اليوميَّة.

ـ الشعور بالترابط والتناغم:
وهو الأرضيات المشتركة للتلاقي والتقابل والتفاهم، مع وجود اختلافات مقبولة، فليس مقبولاً ولا ممكناً أن يكون كل شريك نسخة بالكربون من الآخر، أو يكون كاملاً من دون نقص من العيوب.

• كيف يحصل الاتفاق بين الزوجين؟
نستطيع القول إنَّ التوافق يحكم عليه من خلال سلوكيات كل منهما، بحيث تكون مقبولة من الآخر الذي يقوم بواجباته نحوه وإشباع حاجاته والعمل على ما يرضيه والامتناع عن عمل ما يؤذيه أو يفسد علاقته به أو باستمراريتهما. ويعدُّ الزوجان غير متوافقين أو سيئيْ التوافق؛ إذا كانت سلوكيات كل منهما تؤذي الآخر، أو تحرمه من إشباع حاجاته، أو لا تساعده على تحقيق أهدافه من الزواج أو تفسد علاقته الزوجيَّة.

• أنواع التوافق الزوجي:
ـ التوافق النفسي.
ـ التوافق الأخلاقي.
ـ التوافق العمري.
ـ التوافق الصحي.
ـ التوافق المركزي مثل «الاجتماعي، المالي، الفكري».

• معوقات التوافق الزوجي نوعان:

** معوقات خاصة بالزوجين:
ـ معوقات أخلاقيَّة: وتتمثل في الأدب والتفاوت في مستوى الالتزام الأخلاقي.
ـ معوقات ماديَّة: وتتمثل في المستوى المعيشي السابق للعروسين.
ـ معوقات ثقافيَّة: وتتمثل في انتشار وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وانخفاض الوعي الثقافي والأسري عن تصوراتهما قبل الزواج، والتفاوت الشديد في مستوى ثقافة الزوجين وتعليمهما.


ـ معوقات نفسيَّة: وتتمثل في كثرة الضغوط النفسيَّة، ونفور أحدهما عن الآخر لأسباب غير معلومة، والغيرة الزائدة، واختلاف الواقع الأسري المعيش عن تصوراتهما قبل الزواج.
ـ معوقات شخصيَّة: وتتمثل في عدم العناية بالمظهر أو ضعف شخصيَّة أو حب السيطرة.
ـ معوقات اجتماعيَّة: وتتمثل في التباين الأسري والاجتماعي والبيئي، كأن يأتي الشاب من بيئة والفتاة من بيئة تؤثر بشكل مباشر في تناغمهما.
ـ معوقات صحيَّة: وتتمثل في الطول أو زيادة الوزن أو وجود مرض مزمن.

** معوقات خاصة بالأهل:
ـ هناك معوقات خفيَّة ربما لا ينظر لها أحد بعين الاعتبار، لكن من وجهة نظري هي حق لكل طرف، وأعتبرها عاملاً مهماً في بناء الأسرة؛ مثل: تعليم الوالدين، أو أناقتهما، أو مستوى الإخوة والأخوات المتزوجين الاجتماعي والمادي.