لماذا ينتعل هؤلاء الرجال أحذية نسائية بكعوبٍ عالية؟

الأحذية الحمراء هي سيدة الساحة
قبل بدء الماراثون
بعضهم ارتدى ثياباً نسائية أيضاً
رياضيون يشاركون في الماراثون
ماراثون للوقاية والعلاج
مشاركون من كل الأعمار
محاولة لموازنة الجسم مع الكعب العالي
بعضهم استعار أحذية نساء العائلة
لم يخل الماراثون من روح الدعابة
استراحة مشارك
10 صور

في جو بارد لا يُشجع كثيراً على السير، خرج مئات الرجال الكنديين في ماراثون للمشي، يصل مداه إلى ميلٍ واحد، وهم ينتعلون أحذية نسائية بكعوبٍ عالية، غلب عليها اللون الأحمر البراق، فيما ارتدى بعضهم ثياباً نسائية أيضاً، وقد يظن المرء للوهلة الأولى أنه أمام كرنفالٍ ملون وطريف، أو عرضٍ خاص للموضة، أو إعلان عن سلعةٍ ما، لكن الشعارات التي يحملها بعض الرجال، والجدية التي تبدو على وجوه كبار السن منهم، تضعنا أمام تساؤل كبير..

ما الذي يريد أن يقوله هؤلاء الرجال؟ ولماذا يتأرجحون بأحذية نسائية بكعبٍ عالٍ؟

الرجل هو المشكلة وهو الحل
إن هذا الماراثون هو جزء من نشاط حركة عالمية تحمل اسم Walk a Mile in Her Shoes تأسست في أمريكا عام 2001، وهي مستمدة من حكمة قديمة تقول: «كي تعيش معاناة الآخر، عليك أن تسير ميلاً بحذائه» وهذا ما يفعله الرجال بالضبط في يوم المرأة العالمي من كل عام، في محاولة لإظهار تعاطفهم مع ما تتعرض له النساء من عنفٍ جنسي واغتصاب وإهانة جسدية، ويرى القائمون على هذا النشاط أن المشي يشجع على الكلام، وبذا يكون فرصة مثالية للتطرق إلى هذه الأمور المخبأة التي تؤثر على حياة المرأة وتقلبها رأساً على عقب، ويأملون أن تساهم هذه الحوارات في تغيير سلوكيات بعض الرجال، وتقلل بالتالي من العنف الجنسي؛ خاصة مع ما يرافق الماراثون من توزيعٍ لكتيبات للتوعية وترويجٍ لمراكز إيواء وجلسات نفسية تساعد المعنّفة جنسياً على الشفاء، وتعينها على تخطي مرارة التجربة، وتشجعها على الخروج من حالة الصمت إلى حالة البوح، والتنفيس عن المعاناة، أي أن هذا الماراثون هو للتوعية وللعلاج أيضاً، وفيه يتحول الرجل من أساس المشكلة إلى أساس الحل.

أرقام مفزعة عن العنف الجنسي
بدأت الحركة قبل خمسة عشر عاماً، وكانت مجرد فعالية بسيطة يشارك بها بضع رجال يمشون حول الحديقة العامة في المدينة، ثم توسعت وامتدتْ إلى دولٍ أخرى، وانضم إليها عشرات الألوف من الرجال والنساء، ونجحوا في جمع ملايين الدولارات سنوياً كي تصرف على البحوث والدراسات والمراكز النفسية، ولعل اللافت في هذا الماراثون، هو عدم وجود الحواجز التي تفصل بين المشاركين في المشي وجمهور المتفرجين؛ حيث يتحول المكان إلى خلية نحل تسمع فيها حديثاً لم تعتد على سماعه، وتتعرف على حالات عنف جنسي قاسية لا يريد البعض أن يعترف بوجودها رغم كل الإحصائيات العالمية المفزعة التي تؤكد:


• أن العنف الجنسي وباء عالمي لا علاقة له بتحضّر البلد أو تخلّفه.
• في أمريكا وحدها تُغتصب امرأة كل دقيقتين.
• واحدة من كل ست نساء في أمريكا تعرضن للاعتداء الجنسي خلال حياتهن.
والآن ما رأيك بهذا الماراثون؟ وهل أنت مع تطبيقه في بلداننا العربية كما هو الحال في دول العالم الأخرى؟