الحمل والدراسة ... هل يتوقف أحدهما لحضور الآخر؟

4 صور

لا خلاف على أن الحمل يعتبر من أكثر الأمور المرهقة للمرأة، ويحمل معه الكثير من المشقة والتعب صحياً ونفسياً، وهذا لا اختلاف فيه بين امرأة وأخرى كأساس لوضع الحمل نفسه، بينما تتفاوت نسبة التعب لدى امرأة عن غيرها بسبب عدة ظروف وعوامل مختلفة، ولكن قد يصادف في بعض الأحيان أن تكون الحامل طالبة سواء في المراحل المدرسية المتقدمة أو الجامعية إما لزواجها المبكر أو لتأخرها في إتمام المراحل والصفوف الدراسية أو الدراسة الجامعية.


"سيِّدتي التعليمية" التقت باستشاري النساء والولادة من مجموعة مستشفيات الدكتور سليمان الحبيب الطبية الدكتور محمد عثمان للوقوف على تفاصيل تزامن الحمل مع الدراسة وكل التساؤلات حول هذا الموضوع من خلال السطور التالية:


- كيف يكون الوضع بالنسبة للطالبة الحامل من الناحية الطبية برأيك؟
الحمل بشكل عام مجهد، حيث يجعل كل أعضاء جسم المرأة في حالة عمل مستمر، وإن زادت المهام على الحامل بالدراسة أو حتى بالعمل فإن الجهد حينها يكون مضاعفاً على الجسم، وعليه لابد من وضع حالة الحمل في الاعتبار عند المرأة الطالبة أو العاملة، ويكون من الحكمة أخذ قدر من الراحة يومياً.


- هل تختلف طبيعة الحمل بين السيدة ربة المنزل وبين الحامل الطالبة؟
لا يوجد أي اختلاف في حمل الطالبة أو ربة المنزل رغم أن الاختلافات في وضع الحمل نفسه موجودة بين حمل وآخر، ولكن يكمن الفرق بأن الحامل ربة المنزل لا تبذل مجهوداً بشكل كبير كالطالبات، ويمكنها أن تنال قسطاً من الراحة في أي وقت تشاء، بينما طبيعة الحياة الدراسية تتحكم أحياناً في أوقات الراحة، بالإضافة إلى أنها تطلب مجهوداً أكبر، ولكن هذا لا يعني ترك الدراسة أو العمل، وفي حالات محددة وخاصة فقط يمكن تأجيل الدراسة أو الحصول على إجازة من العمل.


- ما هي هذه الظروف الخاصة التي بسببها تُنصح الحامل بالتوقف عن الدراسة لما بعد الولادة؟
يجب على الأم الحامل في حال الإصابة ببعض الأمراض، مثل: ارتفاع ضغط الدم، أو سكر الحمل، أو التسمم الحملي، أو المشيمة المتقدمة، اللجوء إلى الراحة التامة خصوصاً في حالات المشيمة المتقدمة، لذلك فإن كانت الدراسة لا تسمح لها بأخذ القسط الكافي واللازم من الراحة أو أن تصل لدرجة تهدد سلامتها أو سلامة الحمل فالأفضل لها تأجيل الدراسة حتى انتهاء فترة حملها، ويجب أن يكون ذلك بالتشاور مع الطبيب المختص المتابع للحمل.


- هل هناك أي آثار سلبية أو مضاعفات متوقعة نتيجة الحمل تزامناً مع الدراسة؟
ليس هناك أي آثار سلبية، بل على العكس هناك آثار إيجابية أحياناً خاصة إذا نظرنا للأمر بأن الحمل يكون جيداً ومطلوباً كلما كان عمر الأمهات أصغر، ومن المعلوم أن خصوبة المرأة تبدأ في الانحصار مع تقدم العمر.


- هل هناك أي تأثير للحمل على المستوى والتحصيل الدراسي؟
لا يوجد هناك أي تأثيرات على التحصيل الدراسي نتيجة الحمل، وهناك طالبات كثر متزوجات كنّ زميلات لنا في كلية الطب وولدن أكثر من طفل أثناء الفترة التعليمية وتخرجن معنا في نفس الوقت، والاعتقاد الشائع بأن تركيز الحامل أقل من غيرها وأنه دون المستوى غير صحيح مطلقاً، وعلمياً التركيز عند المرأة الحامل لا يقل أبداً عن التركيز لغير الحوامل.


- هل هناك وصايا وتحذيرات خاصة للحامل إذا كانت طالبة؟
ليس هناك أي تحذيرات خاصة باستثناء حاجتها لترتيب حياتها والحصول على قدر من الراحة، وما غير ذلك فعلى الطالبات ممارسة حياتهن الطبيعية كغيرهن من الحوامل من حيث التغذية السليمة والصحيحة بجانب المكملات الدوائية التي يتطلبها الحمل، وممارسة التمارين الرياضة، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة للحمل، واتباع التعليمات مع الطبيب المختص.