"إن خلص الفول أنا مش مسئول.." عبارة تتداول بين بائعي الفول، وبالفعل تجد قبيل أذان المغرب معظم جرات الفول قد فرغت. والذي يعد الوجبة الرئيسية، أو كما يطلق عليه "لحم الفقراء".
لتجد صوت كمال البعداني، يتعالى بين عموم الزائرين، وهو يجلس على تلة مرتفعة، استندت عليها "جرة الفول"، مرتدياً عمته الحجازية، ليعيدنا إلى وهج مهنة الفوال قديما التي تعد أساس المهن الحجازية التي لا زالت باقية منذ عقود طويلة، وعن مهنة الفوال والتي عمل بها عدد من أبناء الحجاز، الذين امتازوا بها في جدة القديمة على مدار سبعة عقود (70 عاماً) ومن عوائل الفوالين الشهيرة "حسن الجداوي، عثمان الأمير، والقرموشي، والعمودي، ومحمد الحضرمي"، حيث كان طبق الفول يباع بقرش وقرشين، وكانت تمثل وجبة الفول بالنسبة لقاطني حارات جدة القديمة الأربع "المظلوم، والشام، والبحر، واليمن".
ومن جهة أخرى يعد مشخص مهنة الفوال في "رمضاننا كدا3"، من أبناء حارة المظلوم، وهو كمال البعداني، الذي يعمل في الأساس مهندساً لشبكات أجهزة الحاسوب الآلي، يشدك الانتباه إليه من إتقانه لهذا الدور، حيث سلط عليه أجواء عدسات الفلاشات، لكل من شاهده.