صداقة الشباكية المغربية والحريرة في رمضان

3 صور

تشكل حلوى الشباكية طبقاً لا محيد عنه في مائدة إفطار المغاربة، الذين يحرصون منذ مئات السنين على أن ترافق «الحريرة» أو الحساء فطورهم، ولذلك تراهم يصطفون بالعشرات أحيانا، في طابور طويل أمام محلات بيع الشباكية دون ملل لاقتناء هذه الحلوى (المعسلة) التي تزين جميع واجهات المحلات التي تتفنن في جميع أشكال (الشباكية) وعرضها بشكل مغرٍ قبيل حلول شهر رمضان بأسبوعين أو أكثر.
مهنة للنساء
واللافت أن تسويق «الشباكية» لا يقتصر فقط على المحلات التجارية والمخابز العصرية الكبرى، بل تصادف وأنت تتجول بين الدروب وأزقة الأحياء القديمة نساء تصنعن حلوى الشباكية، ويعرضنها على الزبائن كمهنة موسمية؛ من أجل ضمان دخل لهذا الشهر الذي يعرف رواجاً اقتصادياً كبيراً، وأيضاً لجمع بعض المال؛ لمواجهة مستلزمات ما بعد رمضان كما هو حال (لالة عائشة) كما يناديها أهل مدينة سلا تقول: «أعتمد على إمكاناتي الذاتية؛ لكسب قوتي اليومي من المهن الموسمية على مدى السنة؛ لتوفير المال ومواجهة متطلبات الحياة اليومية. وكغيري من كثير من النساء فنحن دائماً مستعدون للتأقلم مع جميع المناسبات، ففي رمضان نحضر حلوى الشباكية أو (المخرقة)، كما يسميها البعض لفائدة محلات تجارية كبرى تستقطب النساء.
صنع الشباكية
تتطلب الشباكية من الصانع مهارة كبيرة، وهي بأن يقطع العجين بشكل هندسي جميل، أما العجين فيتكون من الدقيق و«ماء الورد» ومسحوق الزنجلان (السمسم) والينسون (حبة حلاوة)، والزعفران الحر و«الخل» مع الزيت، وتقلى القطع التي تتشابك على شكل وردة تقريباً في زيت ساخن، وتغمس في العسل قبل أن تقدم مزينة برشة سمسم أو لوز مهرمش.
الشباكية جذابة
ولعل ما يستأثر الزائر لمحلات بيع (الشباكية) هو تنوع أشكالها سواء على مستوى مكوناتها أو شكلها «فالأنواع مختلفة –يعلق المعلم الحاج- صاحب محل للبيع، فمع الوعي الصحي، بدأ الزبائن يفضلونها مصنوعة من دقيق القمح أو حتى الشعير».
رمزية خاصة
ولحلوى الشباكية رمزية من وجهة نظر خالد القاسمي (أستاذ) الذي يعتزم البحث في موضوع حلوى (الشباكية) بدافع الفضول المعرفي، حيث بدأ التنقيب عن أصول وخصوصية (الشباكية)، ويرى خالد الذي جمعتنا به الصدفة خلال ليالي رمضان أن لحلوى الشباكية رمزية في ذاكرة الإنسان المغربي، فهي تدل على الفرحة، والغبطة، وتقترن في حياته بكل ما هو احتفالي، ولا يقتصر ظهورها فقط على شهر رمضان، وقد نجدها في حفلات التخرج، والاحتفال بنجاح الأبناء والأعياد/ وبخصوص أصلها فيرى خالد أن (موضوع) أصل الشباكية هو الذي أثار فضوله بالدرجة الأولى للبحث فيه، فهناك من يعتقد أن أصل (الشباكية) تركي وآخر (أندلسي) وإلى غير ذلك، لكن الأهم في تقدير خالد هو أن الصانع المغربي لحلويات «الشباكية» بكل أشكالها كان له لمسة وبصمة في صنعها، تجعل اليوم من يزور المغرب يتشوق لتذوقها.