المعلمات واكتئاب العودة لروتين العمل

2 صور

يفترض أن تكون عودة المعلمات إلى العمل مجدداً بعد فترة قضاء الإجازة الصيفية وهنّ أكثر حماساً ونشاطاً، وذلك بعد أخذ قسط من الراحة وتغيير نمط الحياة والتخلص من قيود العمل اليومية، إلا أنّ البعض من الموظفات يتعرضن إلى ما يعرف باضطرابات العودة للعمل، ويصيبهنّ التوتر والعصبية مع اقتراب الإجازة من نهايتها. حول أسباب تلك المعاناة الشائعة بين الموظفات التقت "سيدتي التعليمية" بالدكتور عبد الله السلمان استشاري الطب النفسي الذي استنكر في بداية الأمر هذا الشعور الذي ينتاب البعض من الموظفات، مضيفاً:" يفترض أن يكون الهدف من الإجازة هو أخذ قسط كافٍ من الراحة واستعادة الطاقة حتى يمكن للموظفة العودة للعمل مجدداً بروح جديدة، وهي أكثر إقبالاً ونشاطاً وشوقاً".


ويستدرك الدكتور عبد الله السلمان قائلاً:" لكن من غير الطبيعي شعور البعض من الموظفات باضطراب نفسي وتوتر وصداع وقلة شهية وأرق بسبب العودة للعمل، وأرى أنّ غالبية هؤلاء الموظفات يعانين من أمرين: إما أن تكون بيئة العمل غير مريحة بالنسبة لهنّ، ويتعرضن للكثير من الضغوطات والمهام لذلك فالإجازة تمثل بالنسبة لهنّ وسيلة هروب وطوق نجاة من أعباء العمل. وبالتالي فالعودة للعمل يثير لديهنّ الخوف من العودة لدوامة العمل. تكرار هذه الصور العقلية تزعجهنّ وتشعرهنّ بالحزن والضيق..


وأما الاحتمال الآخر: هو احتمالية معاناة الموظفة نفسها من مشكلة عدم انسجام مع الذات، وهنا لابد أن تسأل الموظفة نفسها لماذا هي عائدة لعملها بدون رغبة أو حماس!، وهل هي غير راضية عن عملها أم أنها تتطلع إلى عمل آخر أفضل من عملها الحالي؟".


وينصح الدكتور عبد الله المعلمات بضرورة التخطيط المسبق للإجازة منذ فترة كافية وتحديد مكان قضائها، والقيام بالحجوزات المسبقة للسفر والفنادق وتلافي أي منغصات من الممكن أن تعكر صفوها، كما يجب الوعي بكيفية استغلال أوقات الإجازة والاستمتاع بها والترفيه عن النفس مع الحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة والاسترخاء لتجديد الطاقة والنشاط، بمعنى أن تكون إجازة حقيقية بعيدة عن القيام بأي مهام أو تكليفات خاصة بالعمل أو غيرها، فمنهنّ من تستغل إجازتها لعمل ترميمات في المنزل، أو مراجعة الدوائر الحكومية، أو غيرها من الأعمال وهنا تفقد الإجازة متعتها والهدف الحقيقي منها وهذه من الاخطاء الشائعة التي تقع فيها الكثير من الموظفات والتي يشعرن معها بمزيد من الإرهاق وعدم الراحة، وبالتالي تعتبر العودة للعمل لهذه الفئة أمراً غير محبب للنفس بسبب عدم استمتاعهنّ بالإجازة.