الأيزيدية نادية مراد، من «السبي» إلى سفيرة للنوايا الحسنة

نادية مراد، عند مناقشتها قضية الاستعباد الجنسي
عقدت الشابة الكردية الأيزيدية، خلال الفترة الماضية، العديد من اللقاءات
مراسم تعيين السفيرة الجديدة، البالغة 23 عاماً
3 صور

تقلدت الفتاة الأيزيدية الناجية من تنظيم داعش الإرهابي، نادية مراد، قلادة تعيينها من قبل الأمم المتحدة، سفيرة للنوايا الحسنة لمناصرة الناجين من الاتجار بالبشر؛ خاصة اللاجئين والنساء والفتيات.
حيث أقيمت مراسم تعيين السفيرة الجديدة، البالغة 23 عاماً، أمس الجمعة، في قاعة مجلس الوصاية، التابع للأمم المتحدة، بالمقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للسلام، وبحضور الأمين العام، بان كي مون.

سلط الضوء على نادية مراد، عند مناقشتها قضية الاستعباد الجنسي لذاك التنظيم، كمتحدثة باسم الأيزيديات أمام مجلس الأمن للمرة الأولى في العام الماضي، بعدما تمكنت من الفرار، وشهادتها مقتل أسرتها ووقوعها ضحية للاستعباد الجنسي بعد تعرضها للاغتصاب الجماعي على يد أعضاء التنظيم.
نادية مراد، إحدى المرشحات لنيل جائزة نوبل للسلام، كما اختارتها مجلة تايم كواحدة من الشخصيات الـ 100 الأكثر تأثيراً في عام 2016.

وعقدت الشابة الكردية الأيزيدية، خلال الفترة الماضية العديد من اللقاءات مع عدد كبير من الرؤساء ورؤساء الوزراء في العالم، وتحدثت معهم عن الإبادة الجماعة للكرد الأيزيديين على يد داعش.
قامت مراد بزيارات هامة إلى مجلس الأمن الدولي، ودول أوروبا وأفريقيا، كما ظهرت في عدة قنوات عالمية وعربية، وتحدثت بجرأة عن محنة الأقليات والأيزيديات خصوصاً، واختطف تنظيم داعش الإرهابي نادية وأكثر من 150 امرأة إيزيدية أخرى واقتادهن إلى الموصل.

وقالت نادية مراد بعد نجاحها بالفرار من الإرهابيين، إنه تم استعبادها وبيعها وتأجيرها واغتصابها لعشرات المرات في الموصل وتلعفر والحمدانية لمدة ثلاثة أشهر.
وأضافت مراد على صفحتها الشخصية في فيس بوك: «إنه شرف لضحايا الإبادة الجماعية، ومنهم 6 آلاف امرأة وطفل أيزيدي تم استعبادهم، ولكل امرأة وطفل في مناطق الصراع الذين أدافع عنهم، أن يتم اختياري من بين قائمة 100 شخصية دولية مؤثرة في عام 2016 بمجلة تايم العالمية».

ونادية مراد، فتاة من مدينة سنجار، ولدت عام 1993، ورشحت في كانون الثاني 2016 لجائزة نوبل للسلام؛ لمواقفها في مناصرة قضايا المرأة والأقليات والأيزيديات المختطفات لدى داعش.
دعت الشابة الأيزيدية الناجية من داعش، نادية مراد، بريطانيا إلى استقبال مزيد من اللاجئين الأيزيديين بحسب ما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وأوضحت نادية عن تجربتها المروعة على يد إرهابيي «داعش»، الذين باعوها واشتروها هي وغيرها من النساء كـ «سبايا» أو عبيد للجنس، خلال خطاب لها في جامعة «القاهرة»، أن إرهابيي «داعش» يجبرون الأسيرات على الصلاة، ثم يقومون باغتصابهن؛ مضيفة: «لم تكن قيمتنا مساوية لقيمة الحيوانات، إنهم يغتصبون الفتيات في مجموعات، إنهم يفعلون ما لا يمكن للعقل تخيله».

والتقت مراد خلال زيارتها لمصر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وغردت نادية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أطالب العالم الإسلامي بالتصدي بحزم لـ (داعش)، إنهم يقومون بالاغتصاب والإبادة الجماعية باسم الإسلام»، وأدلت نادية قبل أسبوع بشهادتها أمام الأمم المتحدة في نيويورك لرفع الوعي بمحنة الشعب العراقي والسوري، والحث على اتخاذ إجراءات لحماية اللاجئين من الصراع مع «داعش».

ووصفت نادية، الطالبة التي تعيش في قرية كوشو في شمالي العراق، كيف اقتحم إرهابيو «داعش» البلدة وقتلت 312 رجلاً خلال ساعة واحدة، وأخذوا النساء الشابات للبيع في سوق النخاسة، وبعد نقل الأسيرات إلى الموصل، احتجزت مراد وغيرها من النساء لمدة ثلاثة أيام قبل أن يتم توزيع الفتيات على المقاتلين؛ موضحة أن بعض النساء قتلن أنفسهن، مبينة: «لم أفكر في قتل نفسي، لكني أردتهم أن يقتلوني».

وأفادت مراد، بأنها أخذت ضمن عبيد الجنس بواسطة رجل لديه زوجة وابنة لم تلتقه من قبل، واحتفظ الرجل بها في غرفة منفردة، وبعد محاولة فاشلة للهروب، أخبرت مراد الأمم المتحدة أنها تعرضت للضرب والاغتصاب الجماعي من قبل ستة مسلحين عقاباً لها؛ مضيفة: «استمروا في ارتكاب الجرائم بجسدي حتى فقدت الوعي».
ونجحت مراد في الهروب في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 بعد ثلاثة أشهر من سوء المعاملة والتعذيب؛ حيث شقت طريقها عبر أحد مخيمات اللاجئين لطلب اللجوء في شتوتغارت.