هل قضى «نطاقات» على مشكلة بطالة السعوديين؟

أحمد السبيعي
برنامج (نطاقات) لتوفير فرص عمل للسعوديين
حلّ بطالة السعوديين
ميمونة بلفقية
سعيد بن زقر
6 صور

تسعى المملكة العربيَّة السعوديَّة على الدوام إلى توفير فرص عمل للشباب السعودي والقضاء على البطالة، خاصةً أنَّ الشعب السعودي أثبت قدراته بامتلاكه المعارف والمهارات لشغل الوظائف في القطاعين. على هذا الأساس تم إطلاق برنامج نطاقات بهدف دعم توطين الوظائف في سوق العمل المحلّي، وإجبار المؤسسات والشركات على توظيف أعداد كبيرة من السعوديين، وتقليص العمالة الوافدة وتنظيمها في السوق السعودي من خلال تصنيف الشركات بناءً على السعودة وحجم المنشأة، وذلك لدفع المنشآت لتوطين وسعودة الوظائف. لذلك اعتبر كثيرون البرنامج خطوة مهمة وإيجابيَّة لحلِّ مشكلة البطالة.


«سيدتي» توجهت إلى رجال وسيدات أعمال لمعرفة إلى أي مدى ساهم «نطاقات» في حلِّ مشكلة بطالة السعوديين.


وزارة العمل تتوهم
أحمد السبيعي، محاسب مالي، يرى أنَّه من خلال ما يراه في سوق العمل من حيث كون أغلب المهن المسجلة في «نطاقات» يرفض السعوديون العمل فيها، يضطر صاحب العمل إلى سعودة وهميَّة حتى لا تتوقف أمور شركته من قبل وزارة العمل، والوزارة تتوهم أن نسبة البطالة قلت.
وقال تميم السعدي، صاحب منشأة: قمت بالإعلان عن حاجتي لموظفين سعوديين في مهن عديدة منها: كهربائي، عامل بناء وعامل، فمضت 14 يوماً من دون إقبال أحد عليها، فاضطررت إلى استقدام عمالة من الخارج وإلا ستتعطل مصالحي.


موقف رجال وسيدات الأعمال
رجل الأعمال سعيد بن زقر، أوضح أنَّ «نطاقات» زادت من الطينة بلّة، لأنَّ المسؤول يرفض مواجهة المشاكل الحقيقيَّة، وتنحصر الأعمال في بيروقراطيَّة بحتة تقلص من الفعالية وترفع التكاليف، ناهيك عن تكاليف تمويل عالية جداً وخصيصا «سداد» والدفع الإلكتروني عند ٤٪‏ في حين هذه التكلفة ما بين ٠,٨٪‏ و ١,٢٪‏ في دول كثيرة. لذلك البطالة في تزايد ورسميا تعدت ١٢٪‏، والأخطر من ذلك هو نسبة المشاركة للأيدي العاملة، للسيدات نحو ٣٠٪‏ (يعني ٧٠٪‏ لا يعملن) و للرجال في السبعينات (يعني نحو ٣٠٪‏ من الرجال لا يعملون).
وصرح قائلاً: «نطاقات» لا تستطيع حل مشكلة البطالة، فالشركات ترفع من وتيرة التوظيف حينما تزداد الأرباح، وفي الواقع أرباح كثير من الشركات في انخفاض مستمر خلال الخمس سنوات الماضية ليس بسبب انخفاض المبيعات فقط، بل بسبب ارتفاع التكاليف.
وأشارت المستشار ميمونة بلفقيه إلى أنَّ برنامج «نطاقات» وأن كان يعمل على تشجيع المنشآت لتوطين الوظائف لديها، إلا أنَّه يعتبر حلاً جزئياً وليس هو الحل الأمثل لمشكلة البطالة فعلا، فلا تزال المشكلة قائمة وفِي تزايد مستمر للأسف ولن يتم حلها والقضاء عليها بشكل دائم ومستمر وازالتها نهائياً إلا بإعادة النظر في برامج التوطين والتدريب والتوظيف الحاليَّة وآليَّة تنفيذها حتى نحصل فعلا على مخرجات من كوادر بشريَّة وطنيَّة مؤهلة ومبدعة ذات قيمة وجودة عالية يتم استقطابها من قبل القطاع الخاص لتوظيفها فعلياً، وليس فرضها عليهم مما نتج عنه البطالة المقنعة.
ثم ناشدت الجهات المسؤولة والمعنيَّة بضرورة اعادة النظر في برامجهم الحاليَّة، وعدم تكرار الأخطاء السابقة والتعلم والاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة، مع ضرورة الاستعانة بهم كمستشارين وطنيين أكثر دراية وعلماً وخبرة ومعرفة بالمشاكل الحقيقيَّة.


العامل السعودي مورد مُتنافس عليه
وتوجهت «سيدتي» إلى الدكتور أحمد قطان، وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعيَّة للسياسات العمالية لمعرفة إلى أي مدى ساهم برنامج «نطاقات» في معالجة مشكلة البطالة تجاه الجنسين، فقال: «نطاقات» أوجد الطلب على العمالة الوطنية من القطاع الخاص، وجعل العامل السعودي مورداً يتنافس عليه القطاع الخاص، فبلغ عداد السعوديين النشطين في بداية 2016 الذكور 1384977، والإناث بلغ 530411، ليكون المجموع بذلك 1915388.