شادن: أدندن أغنيتي على ظهر الدواب ولا يهمني قيادة عربة

تسعى لنشر تراث السودان بأغانيها
الفنانة شادن
شادن فى أزياء قبيلتها
6 صور

تزدحم مسارح السودان بإعلانات تتصدرها صورة لفنانة جاءت من غرب السودان اسمها شادن محمد حسين، إذ تنفذ بطاقات الدخول خلال أيامٍ قليلة قبيل بداية تلك الاحتفاليات التي غدت احتفالاتها ظاهرة لافتة في السودان.
تقول شادن لـسيدتي: أطلقت أمي علي هذا الاسم تيمنًا بغزالة متفردة، عاشت معنا في بيوت قبيلة المسيرية بغرب السودان، التي تتفاخر بالنساء لرجاحة عقولهن وفصاحة لسانهن.
أبي «محمد حسين» ضابط فى الجيش، ينتمى لقبيلة البقارة التى تسعد بتوالد الحيوان وتقيم الاحتفالات، وهو ما يطلق عليه «المراح» بضم الميم، وليس مستغرباً، فالرجل عندنا يقاس بحجم ثروته الحيوانية، وتعدد زوجاته وذريته من بنين وبنات، وكلما كثر عدد أبنائه ارتفعت قيمته ومركزه فى القبيلة، وقد يصبح قائدها ومستشارها.

المرأة السودانية
وبينما تتولى المرأة غرب السودان مهامها الحياتية كأن تقود الماشية فجرًا، وتسير لمسافات بعيدة لتقتطع الأشجار والوقود باحثة عن الكلأ والماء للماشية، يتمدد داخل خيمته. وفي مدينة كردفان اتتفرد المرأة بترديد أغاني الحكامات «وهن نساء القبيلة اللاتي يجدن وينظمن منذ الصغر الشعر الغنائي للطرب والحماسة والتشجيع على رعاية الحيوان»، لذلك جاءت أغان شادن كما تقول لـ "سيدتي" جميعها تمجيدًا بالزراعة والحيوان والمطر وآبار المياه البعيدة، وتضيف: «المرأة غير مسموح لها بأن تذكر اسم الرجل في أشعار الحب والغزل وإنما فقط في الفراسة والقوة».

الفن هو حياتي
إرضاءً لوالدي أكملت الجامعة وحصلت على درجة البكالوريوس تخصص بنوك، ولو أنها لم تكن رغبتي، إذ كان حب الغناء هاجسي، وبعد الجامعة رجوتهم دخول عالم الفن الذي وجدت نفسي فيه. أما بالنسبة لحياتي الخاصة فقد تزوجت ابن عمي، وأنجبت صبياً، لكن حياتي الزوجية فشلت، فالفراق كان أفضل لذاك الزواج التقليدي الذي لا يسبقه لقاء أو تعارف أو حب.

أغنياتي تنشر تراث البلد
بفخر تقول شادن: لدي (65) أغنية تراث من إيقاع مناطق السودان النائية وأغنية «السكر»، والتي يرددها حتى الصغار. أما فريقي فيضم 17 فرداً ما بين شاعر وكاتب سيناريو وأعضاء فرقة موسيقية.
وأغنية «ديل أهلى» أدندن بها وأنا على ظهر الدواب ولا يهمني أن أقود عربة، أو أي شيء من ترف الحياة.
وفى دارفور هناك (198) إيقاعًا يجهله حتى أهل المنطقة؛ لذلك أسعى لنشر ثقافة وتقاليد غرب السودان عبر الغناء والطرب.
همي الأساسي هو التمسك بالعادات والتقاليد والموروث، وتنوع الإيقاع والأزياء والترابط الأسري، والتشجيع على تنمية الثروة الحيوانية ونشر السلام، واحترام الرأي الآخر.