الفقر ليس عارًا.. ولكنه أسوأ من العار.. كلمة قالها حكيم ومضى إلى حال سبيله.
جاء بعده من قال: إن «الفقر مش عيب»، ولكن هذا الذي قالها لم يكن فقيراً!
وجاء من يقول: «الفلوس مش كل حاجة» ورددها الناس كثيراً بعد ذلك إلى أن اكتشفوا أن من قالها كان لديه «كل حاجة»،
وبالتالي فإن الفلوس كانت «حاجة»، ولكنها ليست كل حاجة. وجاء من يزيد ويزايد على كل الحكماء السابقين؛ من قال إن «الفلوس لا تصنع السعادة»؛ لأنه كان سعيدًا أكثر من اللازم فلم يجد المزيد من السعادة؛ لذلك أصبح بقدرة قادر حكيماً؛ لأن هذا الكلام كلام ناس لديهم المزيد من الفلوس.. لا المزيد من الحكمة!!
فإذا كانت الفلوس لا تصنع السعادة، فبالتأكيد أن الفقر لا يصنع السعادة، إلا إذا أردنا أن نقول مثلما يقول الشعراء والغاوون لابد أن في الفقر شيئاً جميلاً، وإلا لما كان هناك كل هذا العدد من الفقراء.
هذا الكلام إن لم يكن كلام شعراء، فهو كلام غاوين يريدون الغواية، وهم لم يتركوا زيادة لمستزيد؛ إلا أن الوليد بن طلال زاد وزايد على الجميع عندما قال بالأمس: إن «الفلوس مش كل حاجة»، وهو كلام يروق للفقراء ولكن لا يستعمله الأغنياء؛ لأن الفقراء لا تنشر صورهم في مجلة فوربس في قائمة أغنى مئة رجل في العالم، وأقلهم يبدو فقيراً «مثلنا» بالمقارنة مع أغنى الأغنياء.. وبهذا السبب وجدت عذراً للأمير الوليد بن طلال لأن يقول: إن الفلوس مش كل حاجة؛ لأنه يبدو فقيراً مثلنا بالمقارنة مع بيل غيتس الذي تزيد ثروته مليون دولار كل 5 دقائق، ومتواضعاً بالمقارنة مع البريطاني هانز راوزنغ الذي يكسب من عرق أسهمه مليوناً كل ربع ساعة، ومسكيناً بالمقارنة مع عميد عائلة والتون والذي خسر 20 بليون دولار فقط خلال أسبوع.
على كل حال إذا كنا نتكلم عن الغنى والفقر فالغنى غنى النفس، والفقر فقر الروح. والمهم أن يعيش الإنسان غنياً وثرياً؛ حتى لو لم يكن غنياً، فالمهم أن يعيش ثرياً لا أن يموت ثرياً، فأصدق ما قيل من حكمة كانت لأعرابي لم يدخل قائمة فوربس يوماً عندما رأى رجلاً، وفي يده دينار فقال له: ليس لك حتى يخرج من يدك!!
شعلانيات:
عندما يمدح الناس شخصاً، قليلون يصدقون ذلك، وعندما يذمونه فالجميع يصدقون.
المصلحة الشخصية هي دائماً الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ.
أفضل وسيله للوفاء بالوعد هي ألا تعِدَ أصلاً!!





