تُعَدّ الصحة الجلدية عنصراً أساسياً من عناصر الصحة العامة؛ إذ إن الجلد هو خط الدفاع الأول الذي يحمي الجسم من العوامل الخارجية مثل: الجراثيم، والأشعة فوق البنفسجية، والتلوّث. ولا تقتصر أهمية الجلد على دوره الوقائي فحسب؛ بل هو يعكس أيضاً الحالة الصحية العامة للفرد؛ حيث قد تكون التغيّرات الجلدية مؤشراً مبكراً على مشكلات صحية داخلية. كما تُسهم العناية بصحة الجلد في تعزيز الثقة بالنفس وتحسين جودة الحياة. لذلك؛ فإن الاهتمام بالصحة الجلدية من خلال التغذية السليمة، والنظافة، والوقاية، والمتابعة الطبية، يُعَدّ خطوة ضرورية للحفاظ على جسم صحي ومتوازن.
وبسبب كثرة المعلومات الخاطئة المنتشرة حول العناية بالجلد، سواء عبْر وسائل التواصل الاجتماعي أو المصادر غير الموثوقة، أصبح من الضروري الاعتماد على الحقائق العلمية التي يقدّمها الطبيب المختص. فاستشارة طبيب أمراض جلدية، تضمن الحصول على معلومات دقيقة وتشخيصٍ صحيح وخطة علاج مناسبة لكلّ حالة؛ مما يساعد على تجنُّب الممارسات الخاطئة، التي قد تؤدي إلى تفاقُم المشكلات الجلدية بدلاً عن علاجها، ويعزز الحفاظ على صحة الجلد على المدى الطويل.
«سيّدتي» تَطلع من الاختصاصي في الأمراض الجلدية والتجميل، الدكتور حسين ياسين، على 10 حقائق مبنية على الدراسات العلمية، حول صحتكِ الجلدية.

أهمية التغذية للصحة الجلدية
تلعب التغذية دوراً كبيراً في التأثير على صحة الجلد. من هنا، من الضروري أن نتناول أطعمة غنية بالفيتامين دي D لدعم مناعة البشرة؛ إذ إن للبشرة جهازاً مناعياً خاصاً بها. كذلك، من المهم جداً أن نحرص على تناوُل مضادات الأكسدة، من خلال الإكثار من الخضروات، وشرب كميات كافية من الماء.
العناية المنزلية الصحيحة بالبشرة
يمكننا من خلال روتين يومي صحيح، أن نحافظ على بشرة صحية، مشرقة، وتحسين راحتنا وثقتنا بأنفسنا. إليكِ أبرز الخطوات التي يجب الالتزام بها:
تنظيف البشرة يومياً: باستخدام غسول لطيف يتناسب مع نوع بشرتنا (دهنية، جافة، مختلطة أو حساسة). الغسول يجب أن ينظف من دون أن يجفف أو يحسس الجلد، إلا إذا كان الجلد يعاني من حالات خاصة مثل حَب الشباب. ننصح بالآتي:
- التقشير باعتدال: إذا كنتِ تعانين من تصبُّغات أو بشرة باهتة، يمكنكِ اللجوء إلى التقشير الخفيف 1-2 مرات بالأسبوع، لكن من دون مبالغة؛ لحماية البشرة من التحسس.
- الترطيب اليومي: ضروري جداً حتى للبشرة الدهنية. الترطيب يحافظ على توازن الحاجز الجلدي، ويمنع الجفاف الذي يمكن أن يسبب إفراز المزيد من الدهون.
- مضادات الأكسدة: التركيز على الفيتامين سي C والريسفيراترول، على سبيل المثال، كونهما يدعمان البشرة في مقاومة العوامل الخارجية مثل: التلوث، أشعة الشمس، والتوتر، ومنع عملية الأكسدة التي تسرّع الشيخوخة.
- الوقاية من الشمس: حتى ولو لم نتعرّض كثيراً لأشعة الشمس، يجب أن نطبّق واقياً شمسياً يومياً؛ لأن التعرُّض المستمر حتى غير المباشر، سوف يؤثّر على صحة البشرة، ويسبب تصبُّغاتٍ وشيخوخةً مبكّرة.
اختيار طبيب اختصاصي لأيّ عمل تجميلي
من الضروري جداً زيارة طبيب اختصاصي في الأمراض الجلدية؛ لأنه وحده القادر على تحديد نوعية بشرتنا بدقة، وإرشادنا إلى العلاجات والتقنيات المناسبة لحالتنا.
مع التشديد على عدم إجراء أيّ عمل تجميلي من دون استشارة طبيب مختص؛ لتجنُّب المضاعفات.
اعتماد التقنيات الحديثة قبل التوجُّه إلى الجراحة
اليوم، بات هناك العديد من التقنيات غير الجراحية المتقدّمة التي تمنحكِ نتائج فعالة، مثل: جلسات التقشير والفراكشنال ليزر، وتقنيات شدّ الوجه مثل: "ألثيرابي" (Ultherapy)، والـ"تيرماج" (Thermage)، التي تعمل على شد عضلات البشرة وتحسين مظهرها من دون أيّ تدخُّل جراحي.
تعتمد تقنية "ألثيرابي" على الموجات الصوتية، ويمكن لهذا النوع من الليزر الوصول إلى عمق 70 درجة مئوية تحت الجلد؛ مما يشد عضلات الوجه بشكل فعّال. جلسة واحدة فقط في السنة، كافية لتحقيق رفع (Lifting) لكامل الوجه من دون جراحة.
أما "التيرماج" فيستخدم تقنية الترددات الراديوية الأحادية (Unipolar radio frequency)؛ مما يساعد على شد الجلد وتحسين مظهره بشكل ملحوظ.
أيضاً، هناك تقنيات تعمل على توحيد لون البشرة مثل: الـ"هوليوود سبكترا ليزر" (Hollywood Spectra Laser)، أو على تحسين المسامات وشد الجلد مثل: الـ"فراكشنال ليزر" Fractional Laser، وأنواع الليزر الأخرى المتنوّعة مثل: CO2، أو الليزر غير التقشّري مثل: "آيكو ليزر" (ICO Laser) و"فراكس برو ليزر" (Fraxis Pro Laser) الأحدث.
علاج حَب الشباب ممكن خلال 4 جلسات فقط
لقد باتت هناك تقنيات متطورة لعلاج حَبّ الشباب، مثل: تقنية الـ"أكيور" (Accure)، التي تستهدف الغدد الدهنية المسؤولة عن إفراز الدهون في الجلد، وتساعد في التخلُّص من الحبوب خلال أربع جلسات فقط.
التأكُّد من نوع الحقن التجميلية قبل حقنها

من المهم جداً أن نستفسر عن أنواع الحقن قبل أن نستخدمها؛ لأن هناك حقناً معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وأخرى غير معتمدة.
لذلك، من الضروري أن نلجأ إلى حقن تمت دراستها جيداً؛ لضمان فعاليتها وسلامتها.
فلا تخجلي من طلب اسم المنتَج من الطبيب؛ للتأكُّد من جودته قبل حقنه.
أهمية الحماية من أشعة الشمس
حماية البشرة من الشمس أمرٌ شديد الأهمية؛ لذلك يجب تطبيق كريم واقي شمس بتركيز SPF 50+، على أن يتم تجديده كلّ ساعتين عند التعرُّض للشمس، وكلّ نصف ساعة عند التعرُّق. من الضروري تطبيق كمية كافية على الوجه؛ خصوصاً للأشخاص الذين يعانون من تصبُّغات جديدة.
قد تكون لاعتماد هذه الخطوات أهميةٌ كبيرة في حماية البشرة، وهي: البدء بتطبيق المرطّب الذي يحتوي على حماية، ثم فوقه واقي الشمس، من ثَم تطبيق المكياج الذي يحتوي على عنصر حماية كذلك. بهذه الطريقة، نتأكد من أن البشرة محمية بشكل جيد.
الابتعاد عن كلّ ما يدمّر الصحة الجلدية
من المهم جداً أن نتذكر أن بشرتنا تتعرض يومياً للأكسدة والضغوط الناتجة عن عوامل مثل: التدخين، النظام الغذائي السيّئ، تناوُل الأطعمة السريعة والجاهزة، وغيرها من السموم التي تتعرض لها أجسامنا يومياً. هذه العوامل قد تسبب: حساسية البشرة، التهابات مثل الإكزيما، وظهور الحبوب فيها.
هذا بالإضافة إلى بعض أنواع الكريمات التي قد تضر البشرة إذا لم تناسبها؛ مما يؤدي إلى تحسسها أو تقشيرها بشكل مفرط.
كما يجب أن نحمي بشرتنا من العوامل الخارجية (كالبرد والطقس القاسي والتلوث)، ومن الداخل أيضاً عبْر العناية والتغذية الجيدة.
علاج الجلد قبل اللجوء إلى حقن البوتوكس والفيلر
يُعتبر الاهتمام بالصحة الجلدية على قدرٍ من الأهمية؛ لأن البشرة النظيفة والخالية من الشوائب مثل: التصبُّغات، حَب الشباب، المسامات الواسعة والندبات، تمنح الوجه توازناً وجمالاً طبيعياً. حتى لو أقدمنا على إجراء أعمال تجميلية مثل الفيلر والبوتوكس. إذا لم تكن البشرة صحية ونظيفة وخالية من المشاكل؛ فالنتيجة لن تكون ممتازة.
البشرة هي أول ما يراه الآخرون؛ فهي واجهة الشخص، وعليه أن يعتني بها بشكل مستمر.
أهمية شرب الماء باعتدال
لا يجب أن نشرب كميات هائلة من الماء لترطيب البشرة، كما يعتقد البعض؛ بل علينا أن نشرب الكمية التي يحتاجها الجسم فقط. كما يمكننا أن نحصل على الماء أيضاً من مصادر ثانية مثل الفواكه والخضروات.
ويُعتبر من المهم ترطيب البشرة بشكل مستمر؛ خصوصاً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل مثل: الإكزيما أو الإكزيما التأتبية (Atopic Dermatitis)، عند الأطفال خاصة. هؤلاء الأشخاص حتى ولو شربوا ماء كثيراً؛ فلن تحصل بشرتهم على الماء الكافي لترطيبها، بسبب نقص بروتين "فيلاغرين" في (Filaggrin)، والذي يمنع دخول الماء للبشرة بشكل صحيح.
وبالتالي؛ فإن الترطيب الخارجي للبشرة يُعتبر ضرورياً جداً. وشرب الماء لوحده لن يكفي لترطيب الجلد.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.





