صحيح أن التوتر هو استجابة طبيعية للإجهاد أو الضغط النفسي نتيجة تحديات أو مواقف معينة، ينتج عنها إفراز هرمونات تؤثر على الجسم. لكن التوتر المستمر سوف يؤدي إلى مشاكل جسدية ونفسية، ويشمل أعراضاً تؤثر على جودة حياة الشخص؛ مثل الإرهاق وسرعة الانفعال وصعوبة التركيز.
إذا كنتِ تعانين من التوتر المستمر، فإليكِ السبب وفق دراسة عملية حديثة.
قلة شرب الماء ترتبط بأمراض خطيرة
إن شرب كمية قليلة جداً من الماء قد يزيد من تعرضنا للمشاكل الصحية المرتبطة بالتوتر، بحسب دراسة جديدة أجراها علماء في جامعة جون مورس بليفربول.
يُلاحظ أن الأشخاص الذين يشربون كمية أقل من الكمية الموصى بها يومياً من السوائل استجابةً أكبر لهرمون التوتر، وهو ما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والاكتئاب.
قد تهمك مطالعة أضرار عدم شرب الماء في الصيف خطيرة على الصحة
أهمية شرب الماء لخفض الكورتيزول
وجدت الدراسة الجديدة، التي نشرت شهر 22 أغسطس 2025، في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقي، أن الأشخاص الذين يشربون أقل من ليتر ونصف الليتر من السوائل يومياً؛ كانت لديهم استجابة كورتيزول للتوتر أعلى بنسبة تزيد على 50% من أولئك الذين التزموا بتوصيات تناول كميات الماء اليومية.
وقال البروفيسور نيل والش، الباحث الرئيسي في الدراسة وعالم وظائف الأعضاء في كلية العلوم الرياضية والتمارين الرياضية بجامعة جون مورس بليفربول: "الكورتيزول هو هرمون التوتر الأساسي في الجسم، ويرتبط رد فعل الكورتيزول المبالغ فيه للتوتر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والاكتئاب".
"إذا كان الشخص يعلم أن لديه موعداً نهائياً قريباً أو خطاباً يجب عليه إلقاؤه، فإن الاحتفاظ بزجاجة ماء بالقرب منه يمكن أن يكون عادة جيدة ذات فوائد محتملة لصحته على المدى الطويل".
ترطيب الجسم مهم جداً لتجنّب المشاكل الصحية

قسّم نيل وفريقه الشباب الأصحاء إلى مجموعتين متساويتين في الحجم، تمثلان أقل وأعلى 25% من الكمية اليومية للسوائل. تألفت المجموعة "قليلة السوائل" من أفراد يشربون عادةً أقل من 1.5 لتر من السوائل يومياً (ماء، مشروبات ساخنة، إلخ). أما المجموعة "غنية السوائل"؛ فضمت أفراداً التزموا بانتظام بتوصيات الكمية اليومية الموصى بها من الماء، لتران للنساء، و2.5 لتر للرجال. تم التوفيق بين المجموعتين في العوامل الرئيسية المعروفة بتأثيرها على استجابات التوتر، مثل الخصائص النفسية والنوم.
حافظ المشاركون على عاداتهم المعتادة في الشرب لمدة أسبوع، رُصدت خلاله مستويات الترطيب في عينات الدم والبول، ثم خضع المشاركون لاختبار خاص بالتوتر الاجتماعي، وهو اختبار يُستخدم على نطاق واسع لمحاكاة التوتر في الحياة الواقعية من خلال مقابلة عمل وهمية ومهمة حسابية ذهنية.
قال الدكتور دانيال كاشي، أحد أعضاء فريق الدراسة: "شعرت كلتا المجموعتين بالقلق بشكل متساوٍ، وشهدتا زيادات متشابهة في معدل ضربات القلب أثناء اختبار الإجهاد. ومع ذلك، أظهرت مجموعة (قلة السوائل) فقط زيادة ملحوظة في مستوى الكورتيزول في اللعاب استجابةً لاختبار الإجهاد"، وفقاً لـ Liverpool John Moores University.
ماذا يفعل الجفاف في الجسم؟
الجفاف يُحفّز مركز العطش في الدماغ، وهو حافز قوي يدفع إلى شرب المزيد من الماء. إذا لم يُعوّض تناول الماء عن فقدانه، يزداد الجفاف سوءاً. ينخفض التعرق، وكذلك إنتاج البول.
ينتقل الماء من الحيز داخل الخلايا إلى الحيز الدوري للحفاظ على كمية الدم (حجم الدم) وضغط الدم عند المستويات اللازمة.
إذا استمر الجفاف، تبدأ أنسجة الجسم بالجفاف، وتبدأ الخلايا بالانكماش واختلال وظائفها.
تشمل أعراض الجفاف الخفيف إلى المتوسط ما يلي:
- العطش.
- انخفاض التعرق.
- انخفاض مرونة الجلد.
- انخفاض إنتاج البول.
- جفاف الفم.
وفي حالات الجفاف الشديد، قد يقل الشعور بالعطش وينخفض ضغط الدم، مما يسبب الدوار أو الإغماء، خاصةً عند الوقوف (وهي حالة تُسمى انخفاض ضغط الدم الانتصابي).
إذا استمر الجفاف، فقد يؤدي إلى صدمة وتلف خطير في الأعضاء الداخلية، مثل الكلى والكبد والدماغ.
خلايا الدماغ حساسة بشكل خاص للجفاف الشديد، لذا يُعد الارتباك أحد أهم مؤشرات الجفاف الشديد. يمكن أن يؤدي الجفاف الشديد جداً إلى الغيبوبة والوفاة، وفقاً لموقع MSD.
كيف أتخلص من الجفاف؟
لعلاج الجفاف الخفيف، قد يكفي شرب كميات وفيرة من الماء. في حالات الجفاف المتوسطة إلى الشديدة، يجب تعويض الأملاح المفقودة، خصوصاً الصوديوم والبوتاسيوم.
تتوفر محاليل الإماهة الفموية التي تحتوي على كميات كافية من الإلكتروليتات من دون وصفة طبية. هذه المحاليل فعالة في علاج الجفاف، خاصةً عند الأطفال الذين يعانون من القيء أو الإسهال.
لا تحتوي المشروبات الرياضية بالضرورة على كميات كافية من الإلكتروليتات لتكون بديلاً مناسباً لهذه المحاليل.
قد لا يتمكن الأشخاص الذين يتقيأون من الاحتفاظ بكمية كافية من السوائل لعلاج الجفاف. تتطلب حالات الجفاف الأكثر شدة إعطاء سوائل وريدية تحتوي على كلوريد الصوديوم (الملح).
يُعطي الأطباء المحلول الوريدي بسرعة في البداية، ثم ببطء أكبر مع تحسن حالة المريض الصحية.
يجب أن يُصار إلى علاج أسباب الجفاف أيضاً. على سبيل المثال، في حال وجود غثيان وقيء أو إسهال، قد يلزم تناول أدوية للسيطرة على القيء أو الإسهال أو إيقافهما.
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.