مسابقة القصة الفكاهية: الشَّاغرَة

من القصص الفكاهية المستوفاة لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، نقدم لكم قصة: «الشاغرة» لشدري معمر علي. مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.

وأخيرًا استضفت الشاعرة (أ) في حصتي الأسبوعية المتلفزة (الطيور المغردة)، قدمتها للمشاهدين بأنها شاعرة طالعة من أرض السواد، من عمق الجراح تفيض أنوثة، مشتعلة في كل الأوقات، فحذار الاقتراب منها، ثم سألتها من تكون الشاعرة (أ)؟ فقالت بعدما أمالت شعرها الذهبي إلى الوراء فمال قلب المصور إلى اليمين
أنا عاشقة للشعر والشعراء مقدسة للجمال نطقت الجيم مكسورًا
الشاعرة (أ) من خلال آخر حوار أجري معك في جريدة (المكان) يتضح أنك مطلعة على الآداب الأجنبية وخاصة الأدب الفرنسي.
تبتسم.. آه كم أعشق الشعر الفرنسي أغتنم الفرصة لأوجه تحياتي لــBernard-pivot إلى برنامجه (مرقة ثقافية) صححت لها بلباقة حساء ثقافي Bouillon de culture
ابتسمت فكدت أغرق في خلجان عينيها...لولا الحرز التي كتبته لي جدتي زينوبة عند الحاج صالح وقاية لي من كيد النساء رغم أن شكلي يشبه الفيلسوف سقراط....
وخرجت الكلمات من فمها مترنحة، سكرى أوه.. كيف.. كيف..

مما لاشك فيه أنك أطلعت على (أزهار الشر)
كم أحب هذا الديوان هو للشاعر الكبير شارل ديقول
أتدخل مقدمًا ملاحظة للمشاهدين (الله يعطيهم الصبر)
لا تهم الأسماء شارل ديقول أو شارل بودلير نفسها موسى الحاج أو الحاج موسى
أرجع إلى الشاعرة الجميلة.. وغير أشعار أو أشواك شارل ديقول. ماذا قرأت لشعراء فرنسا؟
هناك شاعر تأثرت به كثيرًا
Je crois c’est jumbo
تقصدين رامبو (ليس رامبو الأمريكي الذي يقهر الجميع وحده لا شريك له)
أقول لها مازحًا: لقد فزت بمسابقة (جامبو) وقيمتها أربعون ألف دينار
الشاعرة (أ) تحصلت على الكثير من الجوائز الأدبية أخبرينا عنها؟
- في الحقيقة المبدع الحقيقي لا تهمه الجوائز فهي التي جاءت إلي فجائزتي الأولى تحصلت عليها من صالون الحلاقة، نظم مسابقة أدبية.. تصوروا أن رئيسة الصالون كم أعجبت بشعري!
(ملاحظة مهمة للمشاهد: شعرها ذهبي وجميل ومرسل وممشوط حداثيًا)
أتدخل هنا مستفسرًا: كم كان مبلغها؟
لم تكن مادية، فالصالون يتكفل بتمشيط شعري خمس مرات في السنة
والجائزة الثانية كيف تحصلت عليها؟
لا تتصور كم كنت سعيدة بتلك الجائزة إنها عربون النجاح، وخاصة إذا جاءت من كاتبنا الكبير (كبير في السن شاب شعره وسَاب شِعْرُهُ) التقيته بالفندق، قضينا وقتًا ممتعًا... سلمت له قبل مغادرته قصيدة
(أنا وحبيبي في الباص) وكم كانت مفاجأتي كبيرة عندما فزت
تعتريني بعض الدهشة... بتلك القصيدة!
تجيبني ضاحكة: لا بقصيدة أخرى كتبت لي.
من كتبها؟
المهم أنّ كاتبنا الكبير ضيع قصيدتي فعوضها بقصيدة رائعة.
والجائزة الثالثة أخذتها في مسابقة عرض الأزياء وقد كانت فكرة رائعة تناغم بين الأزياء والموسيقى والشعر وهي عبارة عن فستان ما فوق الركبتين مطرز.
ألا تشعرين بالبرد عندما ترتدينه؟
لا بل هو يدفئ كل الرجال عندما يرونني به.
المصور الثاني كان العرق يتصبب منه.. من شدة الحرارة في (البلاطو)
ماذا تقرأ شاعرتنا في الصيف؟
لا أقرأ أكتفي بمشاهدة المسلسلات
تشاهدين كلارا
كل المسلسلات الرائعة أشاهدها فهي تلهمني الكتابة
وتعرفني بالثقافات..
وأشاهد أيضًا.. (من سيربح المليون)

أما الكتب في عصر العولمة فلا جدوى منها؟
طلبت منها كلمة أخيرة لختام الحصة
-أشكرك على استضافتك لي، فهذا دلالة على قيمتي عند جمهوري العزيز المثقف وأقول له انتظر ديواني (بكائيات أحمر الشفاه)
أختم الحصة
-أعزائي المشاهدين داخل وخارج الوطن لقد تمتعتم واستمتعتم برؤية الشاعرة الجميلة، الأنثى المشتهاة..
وإلى اللقاء مع شويعر، شعرور ما بعد الحداثة.