تشخيص وحلول " فقدان السَّمع الحسِّي للأطفال" حديثي الولادة

الدكتور عبدالرحمن حجر مع أحد الأطفال الذين أجريت لهم عملية زراعة قوقعة إلكترونية في إحدى المناسبات التي ينظمها المركز
مركز الملك عبدالله التَّخصصي يجري 400 عملية زراعة القوقعة الإلكترونيَّة داخل الأذن في عام واحد
زراعة القوقعة الإلكترونيَّة داخل الأذن لعالج حالات الصمم
زراعة القوقعة الإلكترونيَّة داخل الأذن
5 صور

وصل عدد العمليَّات الجراحيَّة، التي أجراها الأطباء السُّعوديون المتخصصون في رزاعة القوقعة الإلكترونيَّة داخل أذن الأطفال حديثي الولادة، والذين يعانون من فقدان السَّمع الحسِّي، في مركز الملك عبدالله التَّخصصي للأذن في مدينة الرياض خلال عام واحد، إلى 400 عمليَّة، حيث كشف الدُّكتور عبدالرحمن حجر "رئيس مركز الملك عبدالله التَّخصصي للأذن" أنَّ عدد العمليَّات، التي وصل إليها المركز حاليَّاً، ناتج عن التطوُّر الكبير، الذي شهده المركز خلال العامين الماضيين، سواء من حيث الأجهزة المتطوِّرة، أو الخدمات الطبيَّة والجراحيَّة، أو الكوادر الطبيَّة المؤهَّلة، لافتاً إلى أنَّ برنامج زراعة القوقعة الإلكترونيَّة بدأ في المركز من عام 1994م، وكان يجري حالة واحدة خلال العام الواحد مقارنة بالعامين الماضيين.
وقد بيَّن د. حجر أنَّ الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وسنتين، بعد أن يتم فحصهم واكتشاف أنَّهم يعانون من فقدان السَّمع الحسِّي أو يشكون من أمراض الأذن والسَّمع والتَّخاطب، يتم إدراج المريض منهم وعائلته في برنامج زراعة القوقعة لدى المركز، لكي تتم بعد ذلك مرحلة التَّشخيص من خلال عمل الفحوصات السمعيَّة والإشعاعيَّة، وتقييم التَّخاطب والحالة النفسيَّة والذهنيَّة لدى الطِّفل من قبل متخصصين في هذه العمليَّات الدَّقيقة.


وأضاف د. حجر: إنَّ الفريق الطِّبي يتكوَّن من: دكتور متخصص في جراحة الأنف والأذن والحنجرة، وأخصائي سمعيَّات، بجانب أخصائي تأهيل سمعي ولغوي وتخاطب، وأخصائي نفسي واجتماعي، بالإضافة إلى أخصائي أشعَّة، حيث يعقد هذا الفريق اجتماعات متفاوتة مع أسرة الطِّفل لمناقشة الحالة بشكل دقيق، وبعد التأكُّد من نوعيَّة الإصابة وضمان توافر شروط نجاح الزِّراعة، يتم إجراء العمليَّة الجراحيَّة، ثم مرحلة التَّقييم.
وأشار د. حجر إلى أنَّ زارعة القوقعة الإلكترونيَّة واحدة من الحلول لعلاج حالات الصمم، الذي يعاني منه الأطفال ممن فقدوا حاسة السَّمع، سواء السَّمعي الشَّديد، أو العصبي في الأذنين، ونقطة تحوّل لدى الطِّفل لاستقبال الأصوات، ليصبح شخصاً قادراً على التعلُّم والتطوُّر، منوهاً بأنَّ الطِّفل، الذي يتجاوز عمره خمس سنوات، لا ينبغي إجراء عمليَّة زارعة قوقعة إلكترونيَّة له؛ بسبب صعوبة الحصول على تطوُّر لغوي.


ونصح حجر لضمان نجاح رزاعة القوقعة الإلكترونيَّة بما يلي:
- يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار التَّأهيل اللغوي والسَّمعي والتَّدريب، بالإضافة إلى عمر الطِّفل عند الإصابة، وعدد السنين بعد الإصابة.
- ينبغي توفُّر بيئة منزليَّة وأكاديميَّة محفزة لتطوُّر هذه المهارات.
وفي حال غياب هذه الشُّروط، تكون العمليَّة غير مجدية، وسيكون اعتماد الأهل عليها وحدها ظلماً بحق المصاب.
وأضاف حجر: إنَّ أهم الشُّروط، التي يجب على الأسرة توفيرها للطِّفل المصاب لتكون بيئة منزليَّة محفزة، تتمثَّل في ما يلي:
- استخدام الأنشطة الموسيقيَّة والألعاب كالأغاني الحركيَّة، التي تصدر أصواتاً وأناشيد وأغاني الأطفال؛ لأنَّ هذه الأنشطة تحفِّز مهارات الواعي، وتشجع الطِّفل على الاستماع والتَّفاعل والنُّطق في كثير من الأوقات.
- كما يجب الانتباه إلى الحركات والأصوات ومحاكاتها بواسطة الأصابع؛ لأنَّ ذلك سوف يجذب انتباهه.
- ويجب استخدام هذه المهارات بشكل متكرر لحين معرفة مدى تفاعل الطِّفل معها.
وأفاد د. حجر بأنَّ هناك عدَّة تجارب ناجحة لأطفال تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وعامين تمَّت زراعة القوقعة لهم، وباتوا يعيشون حياة طبيعيَّة، رغم أنَّ نوعيَّة عمليَّات زراعة القوقعة الإلكترونيَّة تعتبر من العمليَّات المعقَّدة والصَّعبة، ولكن بفضل الله وبدعم حكومتنا الرَّشيدة، أصبحت هذه العمليَّات تُجرى داخل المركز على أيدي أطبَّاء سعوديين متخصصين في هذا المجال.