لماذا تتكرر أسئلة الفتاوى الرمضانيَّة في كل عام؟

لماذا تتكرر أسئلة الفتاوى في رمضان
عبدالله العتيبي
ماجد بن نسر
عبدالعزيز الكناني
د.علي القرني
5 صور

رغم كثرة البرامج الدينيَّة وبرامج الفتاوى عبر القنوات الفضائيَّة والإذاعيَّة في الشهر الفضيل لزيادة حثِّ الأفراد على العبادة وتعريفهم بأمور دينهم المختلفة، إلا أنَّ ما يراه المشاهدون وما يسمعه المستمعون وما يُلاحظه روُّاد شبكات التواصل الاجتماعيَّة هو زيادة تكرار أسئلة الفتاوى المتعلقة بأحكام الصيام ذاتها في كل سنة بشكل لافت، يدعو لاستغراب الشيخ المفتي بعض الأحيان أو الضحك أحياناً أخرى!
«سيدتي نت» ترصد لكم بعض الفتاوى المتكرِّرة وأسباب ذلك التكرار من وجهة نظر الشباب والشابات.
الكسل والاتكاليَّة
بداية أوضح عبد الله العتيبي (30 عاماً)، مبرمج حواسيب، أنَّ تكرار الفتاوى في كل عام ناتج عن كسل الأفراد في عالمنا اليوم، واعتمادهم على رجال الدين بشكل مطلق فلا يحبون البحث والتحري، وأنَّ الأسئلة عن الأمور المُفطرة في رمضان تحتل المركز الأول من وجهة نظره، تحديداً عن السواك وسحب الدم!
أسئلة الجماع والمداعبة!
وتقول حنان نور (32 عاماً)، ربة منزل: أكثر سؤال يتردد على مسامعها في كل عام هو سؤال الأزواج عن مداعبة الزوجات في نهار رمضان!
ويتفق معها ماجد بن نسر (34 عاماً)، رجل أعمال، وقال: الأسئلة حول الجماع في نهار رمضان هي التي تؤرق الأشخاص، ويرى أنَّ الخلل يكمن في نفسيات هؤلاء الأفراد، حيث يعتقد أنَّهم يتوسلون للشيخ لسماع حكم مغاير عمَّا يعلمونه.
التحايل سيد الموقف
أما مريم أفندي (29 عاماً)، رسامة تشكيليَّة، فترى أنَّ التحايل سيد الموقف، فهي تسمع بشكل دائم سؤال الأشخاص عن شرب الماء بعد أذان الفجر، وترى أنَّ الفرد في هذه الحالة يُدرك تماماً الحكم الشرعي بحُرمة ذلك إلا أنَّه يأمل بسماع حكمٍ آخر!
الجهل هو السبب
وترى ميس رافاتي (24 عاماً)، موظفة، أنَّ السؤالين التاليين يتكرران بشكل مبالغ فيه وهما: ما حكم استخدام الفرشاة ومعجون الأسنان في نهار رمضان ودخول ماء الوضوء للجوف من دون قصد؟ وترى أنَّ الجهل هو السبب.
الحرص الزائد
المأذون الشرعي عبد العزيز الكناني، يرى أنَّ الأسئلة عن صيام رمضان وتكرارها قد تكون من باب زيادة الحرص على أن يكون الصيام مقبولاً وصحيحاً وهذا هو الغالب، والقلة القليلة تبحث عن الرخص أو التحايل.
الرأي الشرعي
الدكتور علي القرني، عضو الجمعيَّة السعوديَّة للطب النفسي والمستشار القانوني والشرعي، يخبرنا عن رأيه قائلاً: السبب الرئيس خلف ظاهرة تكرار أسئلة الفتاوى هو القصور العام، إذ إنَّ كثيراً من الأشخاص لا يدركون أنَّ معرفة أحكام الصيام من العلم الواجب على كل فرد مسلم وليس بالأمر الكمالي وليس فرض كفاية، وعلى الرغم من سهولة تعلم أحكام الصيام إلا أنَّ كثيرين يتساهلون في ذلك، والسبب الثاني هو كثرة انشغالات الفرد في عالمنا اليوم ما يجعله يتناسى للالتفات إلى أمور دينه، والسبب الثالث هو عدم إعطاء رمضان حق قدره، فقلة الاهتمام بفريضة الصيام والتمعن فيها هو ما ينتج عنه ذلك النوع من الأسئلة، فالفرد إن أحبَّ شيئاً انكبَّ على معرفته بشكل كامل، وتوجد أسباب أخرى هي قلة التوعية المجتمعيَّة أو الحملات التوعويَّة الهادفة والجاذبة للجماهير، وغياب التجديد في الخطاب الدعوي وقصور دور المساجد والبُعد الشاسع بين العامَّة والدُعاة وعدم توظيف بعض الأحداث الدينيَّة في مكانها الصحيح مثل خطبة الجمعة مثلاً إن تمّ استغلالها لتعريف الأشخاص بقضايا دينهم لما ظهر الجهل، وعدم استخدام شبكات التواصل الاجتماعيَّة من قبل المختصين بشكل يفيد العامَّة، والسبب الأخير هو عدم نشر ثقافة تقبل الاختلاف والتعنُّت في ذلك فيسأل الفرد شيخاً ما ومن ثمَّ يلجأ إلى شيخ آخر ليسمع رأياً آخر ويذهب إلى الثالث للتأكد وهكذا، فلا بد من نشر ثقافة أنَّ الاختلاف رحمة.