عرضت الهيئة الملكية للأفلام في مقرها بمنطقة جبل عمان في العاصمة الأردنية، الفيلم التونسي التسجيلي "زينب تكره الثلج"، للمخرجة كوثر بن هنية، والذي يعد حالة متفردة في السينما العربية، وتجربة رائدة على مستوى العمل الوثائقي العربي، وذلك في ثاني أيام مهرجان الفيلم العربي بدورته السابعة.
من تونس إلى كندا .. رحلة باردة
تناول الفيلم حياة الفتاة التونسية "زينب" التي تعيش مع والدتها "وداد" وأخيها "هيثم"، حيث تقرر "وداد" الزواج بعد أن توفي زوجها منذ سنوات بحادث سير، بشاب كانت أحبته في الماضي وهو "ماهر"، الذي يعيش في كندا برفقة ابنته "وجدان"، ويقرران الإنتقال إلى مدينة مونتريال جميعهم.
"زينب" التي ترفض الفكرة تماماً تحاول قد الإمكان إقناع أمها بعدم الزواج والرحيل عن بلدهم تونس، عبر طرق عديدة من بينها المضايقات والجدالات التي تتخذ طابعاً غاضباً معظم الأحيان، إلا أن "وداد" تُصر على الزواج والرحيل عن البلاد، ودائماً بشكل عفوي تُبرر رفضها للرحيل إلى كندا بأنها بلاد باردة وبأنها -أي زينب" تكره الثلج.
"زينب تكره الثلج" تجربة متفردة بالسينما العربية
أقدمت المخرجة التونسية كوثر بن هنية خلال عملها الجديد هذا، على تجربة فريدة من نوعها ومختلفة، وربما هي غريبة عن حال وشكل السينما العربية عموماً، حيث عاشت بن هنية 6 سنوات مع عائلة "وداد" لهدف تصوير هذا الفيلم، ورافقت العائلة كلها لا سيما "زينب" خلال هذه السنين أثناء نضوجهم ومرور الأيام معهم، وصورت لحظات حميمة خاصة جداً بينهم، كما صورت تدفق المشاعر الفجائي الذي يحدث من غير سابق إنذار، واكتفت بن هنية بأن تأخذ دور المراقب في العمل.
وعلى الرغم من أن الفيلم يُصنف بكونه "تسجيلياً أو وثائقياً"، إلا أنه يتميز بمزجه بين واقعية الأحداث التوثيقية وشكل الدراما الروائية التمثيلية، فمع بداية الفيلم نجد أن المخرجة عملت على عرض القصة بشكل عفوي يوحي للمتلقي بأنها ما يراه هو مشاهد تمثيلية يقوم بها ممثلين محترفين، إلى أنه بعد ذلك وبعد مرور عدة دقائق من العمل، يكتشف المتلقي أن ما يراه حقيقياً وليس مجرد أداء تمثيلي، وأن العفوية الموجودة في الشخصيات، نابعة من كونها حقيقية وليست مُصطنعة أو أن الممثلين أتقنوا القيام بها، لأنها ببساطة تخرج من أشخاص حقيقيين.
رؤية أخراجية لـ... الحياة الحقيقية
تعمدت بن هنية أن تكتفي فقط بدور المراقب للعمل، بدون التدخل بأي من تفاصيل الحكاية التي تعيشها لحظة بلحظة، وهذا أمر بديهي وعنصر ضروري لمثل هذا الأفلام التسجيلية، حيث أن الحياة تسير غافلة عن وجود كاميرات تصوير تلتقط تفاصيلها، إلا أن هذا الإكتفاء بالمراقبة فقط، زاد على الفيلم دهشة مميزة، حيث لا أحد يمكنه التكهن بما سيحدث بعد قليل، فلا وجود لسيناريو مكتوب، وعلى المتلقي أن يتابع الحوارات واحدة بواحدة كي يفهم الحدث اللحظي.
ومن جهة أخرى، تمكنت المخرجة التونسية من أن تعرض جزءاً من الحياة الحقيقية بكل مشاعرها وتناقضاتها ومشاكلها، بدون أي تخطيط مُسبق أو رسم لهذه الأحداث، فالمشاهد للعمل، يتابع أحداث حقيقية غير مراجعة في عرضها إلى حسابات كاتب سيناريو أو مخرج، أحداث حقيقية نعيشها جميعاً خارج الحالة التمثيلية، والأزمات والذروات الدرامية، صنعتها الحياة، ولم يؤلفها كاتب أو يؤديها ممثل.
المخرجة تكبر من أفراد العمل
تتوج المخرجة التونسية عملها التسجيلي بمشهد وهي أمام جهازها المحمول، ويحيط بها جميع أفراد العائلة الذين كبرت معهم وعاشرتهم لستة أعوام كاملة، وهم يشاهدون ما صورته بن هنية خلال كل تلك السنوات، تأخذهم الدهشة حيناً من أنفسهم وانفعالاتهم، وحيناً آخر الذكريات التي عاشوها وبعثت على الضحك أحياناً وأحياناً أخرى على البكاء والتأثر الشديد، ليكون هذا المشهد الختامي، فكرة عظيمة أخرى عرضه الفيلم، وفيه يرى المتلقي التأثير المباشر لهذه التجربة الفريدة.
فاز الفيلم بجائزة "التانيت" الذهبي لأفضل فيلم في أيام قرطاج السينمائية، إضافة إلى جائزة أفضل فيلم وثائقي في "سينيمد مونبيليه"، كما تم عرضه في مهرجان "لوكارنو" السينمائي والمهرجان الدولي للأفلام الوثائقية في أمستردام، ومهرجان "هوت دكوس"، ومهرجان "نامور" للأفلام الفرنكوفونية.
من تونس إلى كندا .. رحلة باردة
تناول الفيلم حياة الفتاة التونسية "زينب" التي تعيش مع والدتها "وداد" وأخيها "هيثم"، حيث تقرر "وداد" الزواج بعد أن توفي زوجها منذ سنوات بحادث سير، بشاب كانت أحبته في الماضي وهو "ماهر"، الذي يعيش في كندا برفقة ابنته "وجدان"، ويقرران الإنتقال إلى مدينة مونتريال جميعهم.
"زينب" التي ترفض الفكرة تماماً تحاول قد الإمكان إقناع أمها بعدم الزواج والرحيل عن بلدهم تونس، عبر طرق عديدة من بينها المضايقات والجدالات التي تتخذ طابعاً غاضباً معظم الأحيان، إلا أن "وداد" تُصر على الزواج والرحيل عن البلاد، ودائماً بشكل عفوي تُبرر رفضها للرحيل إلى كندا بأنها بلاد باردة وبأنها -أي زينب" تكره الثلج.
"زينب تكره الثلج" تجربة متفردة بالسينما العربية
أقدمت المخرجة التونسية كوثر بن هنية خلال عملها الجديد هذا، على تجربة فريدة من نوعها ومختلفة، وربما هي غريبة عن حال وشكل السينما العربية عموماً، حيث عاشت بن هنية 6 سنوات مع عائلة "وداد" لهدف تصوير هذا الفيلم، ورافقت العائلة كلها لا سيما "زينب" خلال هذه السنين أثناء نضوجهم ومرور الأيام معهم، وصورت لحظات حميمة خاصة جداً بينهم، كما صورت تدفق المشاعر الفجائي الذي يحدث من غير سابق إنذار، واكتفت بن هنية بأن تأخذ دور المراقب في العمل.
وعلى الرغم من أن الفيلم يُصنف بكونه "تسجيلياً أو وثائقياً"، إلا أنه يتميز بمزجه بين واقعية الأحداث التوثيقية وشكل الدراما الروائية التمثيلية، فمع بداية الفيلم نجد أن المخرجة عملت على عرض القصة بشكل عفوي يوحي للمتلقي بأنها ما يراه هو مشاهد تمثيلية يقوم بها ممثلين محترفين، إلى أنه بعد ذلك وبعد مرور عدة دقائق من العمل، يكتشف المتلقي أن ما يراه حقيقياً وليس مجرد أداء تمثيلي، وأن العفوية الموجودة في الشخصيات، نابعة من كونها حقيقية وليست مُصطنعة أو أن الممثلين أتقنوا القيام بها، لأنها ببساطة تخرج من أشخاص حقيقيين.
رؤية أخراجية لـ... الحياة الحقيقية
تعمدت بن هنية أن تكتفي فقط بدور المراقب للعمل، بدون التدخل بأي من تفاصيل الحكاية التي تعيشها لحظة بلحظة، وهذا أمر بديهي وعنصر ضروري لمثل هذا الأفلام التسجيلية، حيث أن الحياة تسير غافلة عن وجود كاميرات تصوير تلتقط تفاصيلها، إلا أن هذا الإكتفاء بالمراقبة فقط، زاد على الفيلم دهشة مميزة، حيث لا أحد يمكنه التكهن بما سيحدث بعد قليل، فلا وجود لسيناريو مكتوب، وعلى المتلقي أن يتابع الحوارات واحدة بواحدة كي يفهم الحدث اللحظي.
ومن جهة أخرى، تمكنت المخرجة التونسية من أن تعرض جزءاً من الحياة الحقيقية بكل مشاعرها وتناقضاتها ومشاكلها، بدون أي تخطيط مُسبق أو رسم لهذه الأحداث، فالمشاهد للعمل، يتابع أحداث حقيقية غير مراجعة في عرضها إلى حسابات كاتب سيناريو أو مخرج، أحداث حقيقية نعيشها جميعاً خارج الحالة التمثيلية، والأزمات والذروات الدرامية، صنعتها الحياة، ولم يؤلفها كاتب أو يؤديها ممثل.
المخرجة تكبر من أفراد العمل
تتوج المخرجة التونسية عملها التسجيلي بمشهد وهي أمام جهازها المحمول، ويحيط بها جميع أفراد العائلة الذين كبرت معهم وعاشرتهم لستة أعوام كاملة، وهم يشاهدون ما صورته بن هنية خلال كل تلك السنوات، تأخذهم الدهشة حيناً من أنفسهم وانفعالاتهم، وحيناً آخر الذكريات التي عاشوها وبعثت على الضحك أحياناً وأحياناً أخرى على البكاء والتأثر الشديد، ليكون هذا المشهد الختامي، فكرة عظيمة أخرى عرضه الفيلم، وفيه يرى المتلقي التأثير المباشر لهذه التجربة الفريدة.
فاز الفيلم بجائزة "التانيت" الذهبي لأفضل فيلم في أيام قرطاج السينمائية، إضافة إلى جائزة أفضل فيلم وثائقي في "سينيمد مونبيليه"، كما تم عرضه في مهرجان "لوكارنو" السينمائي والمهرجان الدولي للأفلام الوثائقية في أمستردام، ومهرجان "هوت دكوس"، ومهرجان "نامور" للأفلام الفرنكوفونية.