البدء بمشاريع لمعالجة التشوه البصري في المناطق السياحية

البدء في مشاريع لمعالجة التشوه البصري في المناطق السياحية
تم إطلاق المشروع بمبادرة من رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني
2 صور
تزخر جبال السعودية ومواقعها السياحية بعدد من المواقع السياحية الجميلة، إلا أن تشويه المواقع السياحية بالتوسع العمراني السكني أو تشويه المباني بما لا يتناسب مع البيئة السياحية يؤدي إلى حرمان السياح من التمتع بها.
ولمعالجة هذا التشويه، بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، في تنفيذ مشاريع لمعالجة التشوه البصري في عدد من مناطق السعودية، وشملت مناطق المشروع كلاً من: الرياض، تبوك، المدينة المنورة، عسير، جازان، الباحة، إضافة إلى الطائف، الأحساء وتشمل كافة العناصر، مثل: معالجة المباني واللوحات الإعلانية والمحلات التجارية والأرصفة وأعمدة الإنارة وغيرها.
وقد تم إطلاق المشروع بمبادرة من رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث قامت الهيئة، بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانات المحافظات وبلديات المدن، بإعداد دراسة أنظمة العمران في المناطق الجبلية في السعودية، وأحد أهم محاورها الحد من التشوه البصري في المناطق الجبلية، وتم إعداد الدراسة من خلال التعاقد مع أحد أهم المكاتب الاستشارية العالمية في هذا المجال، وخلصت الدراسة إلى قائمة ألوان تتناسب مع المحيط، وتساهم في تقليل التشوه البصري الحاصل نتيجة استخدام مواد بناء وألوان غير متجانسة مع الطبيعة المحيطة.
وقامت الهيئة، بالتعاون مع أمانة محافظة الطائف وفندق قصر أبها في منطقة عسير، بتطبيق منهجية قائمة الألوان التي تتناسب مع البيئة الطبيعية لمواقع محددة، وهي: منطقة وادي ذي غزال في محافظة الطائف، وفندق قصر أبها في منطقة عسير، كنموذجين تطبيقيين للدارسة، وبمشاركة فعالة من المجتمع المحلي.
وتم خلال الفترة الماضية إنجاز عدد من المشاريع والمهام ضمن مشروع معالجة التشوه البصري، ففي منطقة المدينة المنورة تم التعاقد مع مكتب استشاري مختص للبدء في تنفيذ مشروع معالجة التشوه البصري، وقامت الأمانة بإعداد كتيب يحتوي على مبادرة الأمانة لتطوير البيئة العمرانية والطابع البصري للمدينة المنورة والعلا، والتي ستساهم في تحسين البيئة العمرانية والبصرية في المدينتين.
كما قامت الأمانة بإطلاق برنامج "منزلك"، والذي يهدف إلى الارتقاء بمستوى التصاميم للمنازل، وذلك عبر توفير نماذج مسبقة التصميم والاعتماد لمخططات المباني السكنية.
ففي محافظة بدر، تم إطلاق فعالية وحملة بعنوان "نظافة جداري عنوان حضارتي"، والتي تندرج تحت مشروع معالجة التشوه البصري، حيث تشكل هذه الحملة نقطة الانطلاق الفعلي لمشروع معالجة التشوه البصري في محافظة بدر، وتهدف إلى رفع مستوى الوعي المحلي بأهمية معالجة التشوهات البصرية الموجودة في المحافظة، والتي تعاني منها المدينة، وخصوصاً الكتابة على جدران المرافق العامة، ومشاركة كافة الدوائر الحكومية والمجتمع المحلي في معالجة التشوهات، والتعريف بمشروع التشوه البصري.
وفي محافظة ينبع، تم تشكيل فريق عمل للمشروع مكون من الهيئة والبلدية ومكتب الهيئة في محافظة ينبع.
وتم تسليم ملاك المباني المستهدفة التصور المطلوب لتطوير واجهات مبانيهم، بما يضمن إزالة التشوهات البصرية القائمة لتتماشى مع البيئة المحيطة.
ويتم التنسيق لتوقيع اتفاقية تعاون بين مكتب الهيئة ومكتب استشاري معتمد يتكفل بمعالجة شارع الملك فيصل في مدينة ينبع بتغيير أرصفة الشوارع وأعمدة الإنارة ولوحات الإعلانات والمحلات التجارية، واعتباره كنموذج يطبق في باقي الأحياء السكنية والشوارع في ينبع.
كما يتم التنسيق حالياً مع البلدية بإلزام المدارس التعليمية والدوائر الحكومية بالبدء بمعالجة مبانيها وتحسين الواجهات حسب الهوية العمرانية لمدينة ينبع، والبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، وهي العمل على تغيير واجهات المباني والمحلات التجارية، ومعالجتها من التشوهات البصرية بما يعكس الهوية المعمارية لمدينة ينبع.
وفي منطقة تبوك، تتم معالجة التشوه البصري في المنطقة من خلال مشاريع تطوير أواسط المدن، مشاريع تطوير مداخل القرى، مشاريع معالجة المناطق العشوائية.
وفي محافظة الأحساء، تقوم الهيئة، بالتعاون مع فريق مشكل من أمانة المحافظة، بدراسة ومراجعة المخططات المقدمة لمعالجة التشوه البصري، التي يقدمها الاستشاري، لتحسين ومعالجة الوضع القائم واعتمادها.
وقامت الهيئة بإعداد تقرير يتضمن كافة الملاحظات المطلوب تعديلها في موقع جبل قارة لمعالجة التشوه البصري، وتم إعداد خطة عمل من الهيئة خاصة لمشروع معالجة التشوه البصري بجبل القارة والتماشي بموجبها وإرسالها للأمانة للبدء في التنفيذ والتنسيق مع مستثمر المشروع لمعالجتها.

وفي محافظة الطائف، وبمبادرة من رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تم إنشاء صندوق لمعالجة التشوه البصري في الهدا والشفا، واستكمال المرحلة الثانية من الدراسة بعد إنشاء صندوق معالجة التشوه البصري، بالتعاون مع أمانة محافظة الطائف.
بالاعتماد على استخدامات الأشجار والمزروعات المحلية، والاهتمام بتنسيق وتجميل مواقع التنزه، وتوفير الاحتجاجات للمتنزهين، وتجميل وتحسين أداء الخدمات العامة بغرض جذب السائحين، وإزالة التشوهات من خلال إزالة التشوهات البصرية القائمة بألوان واجهات المباني، وتطبيق حلول قصيرة المدى لتجانس ألوان المباني وانسجامها مع البيئة الجبلية المحيطة.
وفي منطقة الرياض، تم تشكيل فريق عمل بين فرع الهيئة والهيئة العليا لتطوير الرياض بخصوص البدء بمعالجة التشوهات البصرية في وادي حنيفة، حيث تم تصميم وتنفيذ الأسوار في وادي حنيفة لتكون منسجمة مع بيئة الوادي ومع أنماط البناء التقليدي للمنطقة، والاستفادة من العمارة النجدية المحلية في تنفيذ الوادي، وتنفيذ الأسوار بشكل متدرج، والحفاظ على المظهر العام لوادي حنيفة، وتنفيذ طلاء الأسوار الخارجية بألوان الطيف وذات الملمس الخشن، وإلزام أصحاب المزارع بارتفاع السور المحيا بالوادي على أن لا يزيد على 3 أمتار، والتقليل من فروق الارتفاعات بين الأسوار للملكيات المجاورة، ويتم تصميم الأسوار والأساسات وفق التصميم الإنشائي المعتمد.
وكان الأمير سلطان بن سلمان "رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني" قد أكد في كلمته في ملتقى "العمران السياحي في المناطق الجبلية"، الذي أقيم مؤخراً في أبها، أن المواطن هو الخاسر الأول من تدمير النسيج العمراني وتشوه البيئة الطبيعية في المناطق الجبلية، منوهاً بأهمية العمل المشترك من مواطنين وأجهزة حكومية ومطورين لمواجهة التدمير الذي يتواصل في المناطق الجبلية، ومشيراً إلى أن ذلك التدمير سيكون خسارة فادحة للمواطنين في مواقعهم قبل الدولة وخسارة اقتصادية فادحة للسياحة الوطنية كونها من أهم المكونات الاقتصادية لمستقبل اقتصادنا وفرص العمل الناتجة عنه، ولفت إلى أنه لا مجال للفصل بين عمران المكان والاقتصاد أو السياحة المحترمة، والسائح المتكرر هو أهم عنصر في الاقتصاد السياحي، وتكرار التجربة، ورفع مستوى النوعية الاقتصادية للسياح لا يحدث إلا أن تكون تجربتهم الأولى ناجحة وممتعة وفيها ارتباط بالمكان وطبيعته الغير مشوهة وأهله وتراثه.
وأضاف: كلما سافرت عبر المناطق الجبلية لبلادنا، كلما استشعرت تسارع انحسار البيئة الطبيعية وتزايد التشويه البصري.