أنا شاب فقد الثقة بالأهل والحب والزواج!

مرحبا خالة حنان،

أنا شاب في السابعة والعشرين من عمري، ولم أتزوج، أسرتي صغيرة؛ فقط أمي وأختي وأنا، وبعد زواج أختي؛ أصبحت أعيش أنا وأمي وحدنا، أمي انفصلت عن أبي منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، وقررت أن تتولى مهمة تربية طفليها الصغيرين، لم تكن الظروف كما نتمناها جميعًا، فقد كان ضيق الحال رفيقنا طوال فترة نشأتنا، قررت أن أعمل منذ الصف الأول الإعدادي؛ لعل تحدث انفراجة حتى لو بالقليل، وبالفعل حدث ذلك؛ فكنت أعمل ليلاً وأذهب للمدرسة نهارًا، وكنت أحافظ على التوازن بين العمل والاستذكار، وكنت دائمًا من الطلاب الثلاثة المتفوقين في الفصل الدراسي، لكن الإحباط كان يسيطر عليَّ أوقاتًا كثيرة، فبرغم أنني أحقق نجاحات، فإن ثقتي في نفسي وفي أهلي منعدمة، وتكاد تكون أقل من الصفر، تخرجت في الجامعة بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، رغم أوقات العمل التي كانت تزيد على سبع عشرة ساعة يوميًا، ولكني دائمًا كنت عديم الثقة في نفسي، دائمًا أرى نفسي أقل ماديًا من الجميع، ليست لديّ عائلة كبيرة كما يملك الآخرون، فعائلتنا مفككة ومتباعدة عن بعضها البعض.. خالي، خالتي، عمي، عمتي، كل منهم في وادٍ؛ لا يظهرون إلا في الشدائد، وربما حدث الطلاق أثّر فيهم، واعتبرونا دون المستوى.
مشكلتي، رغم أني تخرجت وأصبحت لي وظيفة محترمة، هي في عائلتي التي لا تقترب منا، والخلافات المستمرة بيننا أنا وأمي وأختي، والتي وصلت إلى أن تتركنا أختي، وعلمنا أنها تزوجت دون علمنا من شاب يكبرها بخمسة عشر عامًا ومتزوج من أخرى ولديه ثلاثة أبناء، ويعمل يومًا ولا يعمل الآخر، شعرت وقتها أن الدنيا قد أظلمت في وجهي، مشكلتي أيضًا أني الآن في السابعة والعشرين من عمري، وكأي شاب أتمنى الزواج من فتاة أحلامي، ولكن الفكرة أصبحت كابوسًا مزعجًا بالنسبة لي، فماذا سأقول لها حين تسأل عن عائلتي؟ ماذا سأقول لها عن أختي؟ وطلاق أمي؟ وأقاربنا الذين أنكروني؟ أصبحت لا أرغب في مجرد الكلام مع الجنس الآخر، أشعر بالعجز، وبأن حياتي قد توقفت عند هذا الحد، وأن الباقي من عمري مجرد أيام مكررة لا جدوى منها.
(بدير)

الحل والنصائح من خالة حنان:
1- آسفة يا ولدي لظروفك الصعبة بالفعل، لكني في الوقت نفسه فخورة بما حققته في حياتك من لمّ شمل أسرتك، ومساعدة أمك وأختك، ونجاحك الدراسي والوظيفي.
2- أتمنى لك أن تنظر في النصف الممتلئ من الكأس، فأنت مثال للشاب الأصيل النبيل الذي يستحق السعادة والفرح، ولا بد أن الله تعالى سيكافئك مكافأة ربما لا تحلم بها.
3- بهذا أشدد على إيمانك القوي، وهذا الإيمان سيذكرك بأنه رغم كل ما ذكرت من تفاصيل مؤلمة (حذفتها من رسالتك المنشورة) فالله كان دائمًا معك؛ يرعاك، وينقلك من محطة نجاح وأمان إلى أخرى!
4- تفاءل يا بني، وعوّض أمك بزوجة طيبة صالحة؛ تضفي على حياتك بهجة وسرورًا، وتذكر أنك ربما تلتقي فتاة عاشت ظروفًا مشابهة لظروفك، فلماذا تظن أن كل الناس سعداء وأغنياء وأنت الوحيد البائس والفقير؟!
5- لا... لست بائسًا؛ فأنت شاب موظف، خريج، عاقل، ورزين، عاش ظروفًا صعبة وتجاوزها -ولله الحمد- بعزيمة وصبر، وأنت شاب مرضيّ عنه من أمه، وكتف مساندة لأخته، فلا يمكن إلا أن يوفقك الله عز وجلّ بزوجة جميلة طيبة وصالحة. فتذكّر كل هذا وافتح قلبك للحياة والأمل، فلا يضيع الله أجر أي عمل صالح.

وللنساء والزوجات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن «خالة حنان» عادت لتدعم كل النساء وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص khala.hanan@sayidaty. net

حقوق نشر المشاكل وحلولها محفوظة
يمنع نشر أي مشكلة أو حل من دون إرفاقها بالعبارة الآتية:
(عن خالة حنان: مجلة سيدتي).. وأي نقل لا يلتزم بهذه الإشارة يقاضى قانونيًا.