رجل يضرب زوجته في الشارع.. هل ستتدخل للفصل بينهما؟

معدل العنف مازال في ازدياد، فنجد العنف حولنا في كل مكان حتى وصل إلى مشاجرات عنيفة بين طلاب المدارس نتيجة ما تتربى عليه أجيال في بيوت أهاليها، وتشاهد تعنيف الرجل لزوجته وأبنائه، وبالطبع تتشوه التربية لتخلق جيلاً عنيفاً عدوانياً بطبعه لا يعرف استخدام لسانه بالبرهان والحجة لإقناع من أمامه أو للدفاع عن نفسه، ليجد أن أسهل طريقة للرد تتمثل في رفع اليد، ولأننا في المجتمع قد نصادف مظاهر عنف تحدث من حولنا، توجهت «سيِّدتي» للشباب والبنات لتسألهم: هل تتدخلون إذا رأيتم زوجاً يعنف أو يضرب زوجته في الشارع؟ وكيف تتدخلون؟

السطور التالية تعرض آراء الشباب:
محمد عبداللطيف «26 عاماً- طبيب» شارك معنا، وهو حزين على ما يفعله بعض الرجال من عنف، وتطاول لفظي وجسدي على زوجاتهم، وبسؤالنا له قال: بالتأكيد أحاول منعه بالكلام أولاً، محاولاً تهدئته، وإقناعه بأن ما يفعله لا يصح أن يحدث على الإطلاق في شارع أو بيت أو أي مكان، وأن زوجته لابد أن يتعامل معها بآدمية واحترام؛ لأن احترامها من احترامه، أما إذا كان من النوع الذي لا يستمع، وبدأ يتعارك معي شخصياً باليد، فسأتدخل وأمنعه بأي شكل أن يتطاول على زوجته، فهذا يصدر للآخرين فكرة أن الضرب مباح، ويمكن استعماله، وهو أمر حرام شرعاً وإنسانياً.
محمد رمضان «23 عاماً- خريج إدارة أعمال» قال بحرص شديد ولهجة حازمة: لا أعتبر أي شخص يتعامل باليد أو يتطاول على غيره باليد إنساناً، فهو لا يستحق هذا اللقب، والشخص الذي لا يتمكن من السيطرة على نفسه، وتفلت منه أعصابه، لا يستحق أن يكون إنساناً؛ لأن الإنسان لابد أن يتعامل بمنهج الرحمة، وليس باليد والعصا، والشخص الذي يتعامل بالعنف مع غيره هو للأسف شخص ضعيف في قرارة نفسه، ويحاول جاهداً من خلال العنف وإظهار قوته أن يضع حوله قشرة وهمية أنه رجل قوي، فالشخص القوي والمؤمن والإنسان من سلم الناس من لسانه، فما بالك التطاول باليد، بالطبع سأتدخل؛ لأن ضرب رجل لزوجته في الشارع مهزلة، وبذلك ارتكب خطأين: أنه يضربها، وعدم مراعاة حرمة الشارع وجعلها فرجة للمارة.
نور محمد «23 عاماً- طالبة في إدارة الأعمال» قالت: هذه همجية، وعلى الرغم من أنني بنت، إلا أنني سأتدخل لحماية المرأة من يد زوجها، وللأسف هناك سيدات كثيرات تعرضن للضرب حتى أفضى بهن إلى الموت أو العيش بعاهة مستدامة، لماذا التقليل من الشأن؟ الإنسان كرمه الله ليس ليذله بشر أياً كان صلة القرابة أو الرابط بينهم، أما إذا تم السكوت عنه فيعني أننا كمجتمع نوافق على نهر المرأة وإهدار كرامتها، وهو أمر لن نوافق عليه أبداً، ولابد من صيانة كرامة المرأة، وسأتدخل، وأبعد الزوجة عنه، وأطلب له الأمن للتدخل وإيقاف تلك المهزلة.
نورة هلال «20 عاماً- طالبة في الثانوية العامة» قالت باشمئزاز: إن كيان المرأة من كيان زوجها، وإذا أهانها أهان نفسه، ولكن هناك رجالاً لا يعرفون للمنطق طريقاً، وأقصر وأسهل الطرق المتاحة للاعتراض أو للنهر الضرب، والسكوت عن هذا الفعل يعني أننا نتبنى هذا السلوك، وأنه أمر عادي نعتاد عليه، وهو أمر لابد أن نعلمه لأخواتنا وأبنائنا، وأن لا يمكن استخدامه مهما كانت الأسباب أو الغرض، فلكل شخص لسان بالإمكان أن يناقش ويتفاهم، وإذا لم يعجبه الأمر، فبإمكانه ترك زوجته لبضع ساعات حتى يهدأ كل منهما ويعاودا الحديث، لكن استخدام اليد والضرب أمر همجي لا نتقبله على الحيوانات، ونقيم جمعيات رفق، فما بالك بالإنسان الذي كرمه الله، والمرأة التي تستحق أفضل معاملة، وسأتدخل للفصل بينهما، ولا أعتقد أن الرجل سيتهجم علي بالضرب، وسأتصل على الرقم الساخن المخصوص للإيذاء والعنف الزوجي.