انتحار جماعي غريب لأكثر من 150 حوتاً على شواطئ أستراليا

من الحيتان النافقة
من عملية الإنقاذ
السكان والسلطات خلال محاولة انقاذهم
نفوق 150 حوتاً على شواطئ أستراليا
الحيتان النافقة على طول الشاطئ
الحيتان النافقة على الشاطئ
6 صور
نظن بأننا نعرف الكثير عن الحياة الطبيعية، والمخلوقات المذهلة العديدة التي تشاركنا العيش فيها على وجه كوكبنا الأرض، لكننا نكتشف في بعض الأحيان، أن ذلك ليس حقيقياً، وأن علمنا غير كافٍ لفهم سلوكيات وطباع هذه المخلوفات، أو لماذا قد تفعل أشياء معينة، خاصة تلك التي لا تعيش بيننا على اليابسة، والتي تأخذ من أعماق البحار والمحيطات موطناً لها.

ومن الأحداث الغريبة التي وقعت في اليومين الماضيين، أن أكثر من 150 حوتاً من "الحيتان الطيارة قصيرة الزعنفة" والتي تنتمي لفصيلة الـ"دلافين"، كانت قد جنحت إلى أحد شواطئ ولاية أستراليا الغربية، في خليج "هاملن" على بعد 315 كيلومتراً جنوبي "بيرث" عاصمة الولاية، ونفقت جميعها كأنها تقوم بانتحار جماعي، وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلتها السلطات ومرتادي الشاطئ من المواطنين، إلا أنهم لم يتمكنوا من إنقاذ إلا 6 حيتان طيارة فقط، من أصل أكثر من 150 حوتاً، وذلك بحسب ما صرح به مسؤولون حكوميون.

وبحسب ما نتاقلته وسائل الإعلام الأسترالية، أن السلطات وبجانب عدد من الأطباء البيطريين والسكان المحليين الذين كانوا يرتادون الشاطئ، حاولوا بكل ما استطاعوا إنقاذ 15 حوتاً من هذه الحيتان المهاجرة في المياه الضحلة، ولكنهم لم يتمكنوا من إنقاذ إلا سبعة حيتان فقط، وإعادتها إلى مياه البحر، وصرحت المتحدثة باسم إدارة "التنوع البيولوجي والحفاظ على الطبيعة والجذب" في ولاية أستراليا الغربية، أن حوتاً واحداً من أصل الحيتان السبعة التي تم إنقاذها وإعادتها إلى المياه، عاد وجنح إلى الشاطئ مرة أخرى، الأمر الذي أجبر السلطات والأطباء البيطريين، على قتله بشكل رحيم، بعد أن نفذت فرصه بحياة جديدة.

ويعتقد مراقب الأحداث في الولاية "جيرمي تشيك"، أنه على الرغم من النجاح بإعادة 6 حيتان إلى مياه الخليج وإنقاذها من الموت، إلا أنها قد تحاول الخروج إلى مياه الشاطئ الضحلة كبقية الحيتان النافقة مرة أخرى، وإن كان ذلك من الممكن أن يحدث في منطقة أخرى حتى لو كانت بعيدة عن موقع الحدث.


ومن الجدير بالذكر أن هذه "الحيتان الطيارة قصيرة الزعنفة"، والتي تنتمي إلى عائلة الـ"دلافين" الشهيرة بذكائها ورشاقتها، يزن الحوت الواحد منها، ما بين طن واحد إلى أربعة أطنان كاملة أو أكثر، ويرى المسؤولون في السلطات الأسترالية، أنها تمثل تحدياً "لوجيستياً" كبيراً لهم، كونهم يعملون الآن بشكل دائم على التخلص من جيفها، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه منها.

ومن المعروف أن هذه الحيتان، تجنح بالعادة إلى شاطئ الشريط الساحلي خلال هجرتها بين مناطق التغذية في القطب الجنوبي والمياه الشمالية الأكثر دفئاً حيث تربي صغارها هناك، إلا أن ما حدث مؤخراً في اليومين الماضيين، يعد أمراً غير مألوفاً ولا معتاداً، وذلك بسبب عددها الكبير في هذا الشكل من الإنتحار الجماعي الغريب.

وعلى الرغم من أن جنوحها بهذا العدد الضخم يعد أمراً غير معتاداً، إلا أن "الحيتان الطيارة طويلة الزعانف" سبق لها خلال العام 1996، وأن جنحت بعدد قياسي كبير، وصل إلى ما يزيد عن الـ 320 حوتاً من النوع الطيار طويل الزعنفة في شمال خليج "هاملن"، حيث نفقت جميعها في ذلك الوقت.

وعلى جانب آخر، ولأن القارة الأسترالية في العموم، غنية بالتنوع الطبيعي، وبالمخلوقات الحية التي تعيش فيها، لا سيما المفترسة منها، فقد كانت السلطات المحلية في الكثير من الأوقات السابقة، قد حذرت السكان المحليين، خاصة الذين يسكنون في المناطق الساحلية، بأهمية البقاء بعيداً عن مياه البحر، بسبب احتمال تزايد أسماك القرش التي تجذبها هذه الحيتان النافقة، حيث تم إغلاق الشاطئ مؤقتاً خلال تخلص السلطات من الحيتان النافقة.