سباحان تركيان مصابان بمتلازمة داون يصلان إلى العالمية

جانر أكين سعيد بجائزته العالمية
جانر أكين- امنحونا الفرصة لنذهب حتى إلى المريخ
غوكهان كونا حقق حلمه بالعالمية في رياضة السباحة
3 صور

غوكهان كونا وجانر أكين، شابان تركيان مصابان بمتلازمة داون، نجحا في تخطي صعاب المرض، والنظرة الاجتماعية السيئة المسبقة لمن هما في حالتهما؛ لأنهما لم يؤمنا بأن هناك مستحيلاً في الوصول إلى حلمهما في تحقيق إنجاز مهم في حياتهما برياضة السباحة، فتدربا سنوات على السباحة، وهزم غوكهان خوفه المرضي من الماء عندما تحداه، ولما فعل اكتشف حياته من جديد، وعرف أن في الماء حريته وسعادته.
غوكهان كونا وجانر أكين أصبحا نموذجاً للآلاف غيرهما، ومصدر الأمل للكثيرين حتى يتحدوا الصعاب والمجتمع، ويقولا لمحيطهما الاجتماعي: نحن مثلكم طبيعيون وناجحون رغم المرض.
جانر أكين: امنحونا الفرصة
تحدى جانر أكين (35 عامًا) مرضه بمتلازمة داون وحقق نجاحات لافتة، ويهدف لعبور بحر المانش سباحة، وهو عضو في المنتخب الوطني التركي للسباحة.
تمكن جانر أكين من اجتياز مضيق البوسفور كاملاً سباحة، ليسجل بذلك إنجازاً غير مسبوق على صعيد السباحين المصابين بهذا المرض، موضحاً أنه يمارس الرياضة منذ 30 عاماً، وأنها تمنحه الثقة بالنفس.
ونصح أكين كافة الأطفال المصابين بمتلازمة داون بالتوجه للرياضة قائلاً: «امنحونا الفرصة لنذهب حتى إلى المريخ»، مضيفاً أن أهدافه في السباحة لا نهاية لها، إذ يهدف حالياً لعبور بحر المانش الذي يفصل بين بريطانيا وفرنسا.
من جهته أكد عثمان أكدمير، مدرب أكين منذ 16 عاماً، على أهمية دور الأسرة في دفع أبنائهم المصابين بمتلازمة داون، إلى الانخراط في الحياة الاجتماعية وتنمية مواهبهم.
وأضاف أكديمير: نلاحظ تغيرات هامة خاصة لدى الأطفال الذين يمارسون رياضات ضمن «فريق»، مشيراً إلى أن النجاحات وحصد الميداليات تساعد الأطفال المصابين بمتلازمة داون على بناء الثقة بالنفس، والاندماج في الحياة الاجتماعية.
غوكهان كونا: توجت برأس مرفوع
تغلب السباح الوطني غوكهان كونا (28 عامًا) على خوفه من المياه الذي استمر منذ صغره بتشجيع ومساعدة من والده، وأتقن السباحة وأصبح بطلاً على مستوى القارة اﻷوروبية والعالم.
بدأ غوكهان كونا بممارسة السباحة منذ كان في التاسعة من عمره، وقال في حديث لوكالة الأناضول التركية: أتدرب في العاصمة «أنقرة» بمعدل أربع مرات أسبوعياً، ووصلت إلى مستواي الحالي بفضل جهود مدربي.
وأضاف كونا: «جربت رياضة كرة السلة ثم كرة الطائرة قبل أن أتعرف على السباحة، وقررت الاستمرار فيها رغم أنني كنت أخاف من المياه، اخترتها لأنها تشعرني بالحرية.
وتابع قائلاً: «نتيجة تدريبي المنتظم، أحرزت المركز الثاني في أوروبا، والمركز الثالث على مستوى العالم»، وأضاف: «صعدت إلى منصات التتويج برأس مرفوع، وساهمت في رفع علم بلدي وشعرت بأن شعب بلدي كله يساندني، وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال كونا إنه يقرأ كتاباً في كل شهر، ويفضل الكتب التاريخية، وقد قرأ عن تاريخ العالم وسير الأنبياء، والتاريخ العثماني.
والده جودت كونا، أكد «أن رعايته الخاصة لابنه منذ صغره ساهمت في تعلق الابن بالحياة، وأضاف: «مررنا بمرحلة صعبة وشاقة سابقاً، لكنني اﻵن أسعد أب على وجه اﻷرض، لأن غوكهان الذي قالوا عنه لدى ولادته لن يعيش طويلاً، مَثّل بلده تركيا في بطولة أوروبا على أكمل وجه.
وجّه جودت كونا ابنه للسباحة عندما كان طفلاً، وعرّفه على الرياضة ليطور نفسه. وألّف كتابًا عن غوكهان بعنوان «إيجابية الحياة» تناول فيه جوانب من حياته اليومية، وكيف صعد إلى منصات التتويج في صفوف المنتخب الوطني.
أشار جودت إلى أن الكتاب ليس للبيع، وإنما ألفه ليوزعه بإمكاناته الشخصية ليصبح مثالاً للأطفال والعائلات الأخرى.
وقال إنه تلقى ردوداً إيجابية بخصوص الكتاب، حيث وردته اتصالات من عائلات من بعض الولايات التركية، يسألونه خلالها حول كيفية نجاحه في تربية ابنه بهذه الطريقة، ويطلبون منه المساعدة بخصوص أبنائهم المصابين بنفس المرض.
عثمان زيرمان مدرب كونا أشاد بقدراته واصفاً إياه بالرياضي الخاص، وقال: «إنه ملتزم للغاية وناجح وحماسي جداً، ويستمع إلى التعليقات بدقة، كما يشارك في التدريبات بانتظام، ولا يشعره بالغضب أبداً بل بالراحة خلال تدريبه له بانتظام.
وأعلنت الأمم المتحدة، 21 مارس/آذار من كل عام، يوماً عالمياً لمتلازمة داون
ومتلازمة داون هي: طفرة جينية نتيجة كروموسوم زائد في خلايا الجسم، وتعتبر من الظواهر الناتجة عن خلل في الصبغيات أو المورثات، وتسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية والاختلالات الجسدية.