فيلم "بورن آوت" يفتتح فعاليات "أيام الفيلم المغربي" في عمّان

جانب آخر من الحضور
جانب من الحضور
شخصية جاد بمشهد من العمل
المخرج لخمري بحديثه قبل بداية العرض
أيوب بمشهد من الفيلم
تقديم المخرد المغربي نور الدين لخمري
شخصية الطفل أيوب من الفيلم
بوستر الفيلم
مشهد من العمل
مخرج العمل نور الدين لخمري
شخصية عايدة بمشهد من العمل
11 صور
بتنظيم من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وبالتعاون من المركز السينمائي المغربي، انطلقت فعاليات الدورة الثانية من مهرجان "أيام الفيلم المغربي"، والذي يستمر طوال ثلاثة أيام بدءاً من يوم الاثنين 16 وحتى الأربعاء 18 نيسان/ أبريل الجاري 2018، ويعرض المهرجان ثلاثة أفلام مختلفة من السينما المغربية، وذلك في مسرح وسينما الـ"رينبو" في منطقة جبل عمان بالعاصمة الأردنية.

وافتتح الفيلم المغربي "بورن آوت"، فعاليات الدورة الثانية من المهرجان، وهو آخر أفلام ثلاثية المخرج "نور الدين لخمري"، الذي بدأها في العام 2008 بفيلم "كازانيغرا"، وتابع بثاني أعمالها في العام 2012 بفيلم "زيرو"، وكان عرض آخر أعمال الثلاثية "بورن آوت" خلال المهرجان، بحضور المخرج لخمري نفسه، الذي عبّر عن مدى سعادته بزيارته الأولى إلى الممكلة الأردنية، مُشيراً إلى أنه سيبقى إلى بعد انتهاء العرض حتى يستقبل أسئلة واستفسارات الحضور.

وفي تصريح حصري أدلى به المخرج المغربي نور الدين لخمري لـ"سيدتي"، أشار إلى أن فيلم "بورن آوت" هو آخر أفلام ثلاثيته التي صنعها لمدينة الدار البيضاء في المغرب، وأنه أراد أن يطرح مشاكل الإنسان المغربي الإجتماعية والإقتصادية بالعموم، مع محاولته أن يقدم نظرة جديدة لبلده، بعيداً عن الـ"كلاشيه" أو النظرة التقليدية التي تُقدم بالعادة عن البلاد، وبدون وجود أي تعقيدات، مع كسر أية "تابوهات" قد تحدّ من رؤيته الإخراجية وفكرته بالعمل.

وتابع لخمري خلال تصريحه لـ"سيدتي"، أن السينما لغة عالمية، لذلك أراد أن يعرض أعماله الفنية من دون أي عقد ورقابة ذاتية أو خارجية مسبقة، من خلال تقديمه لفيلم يخلو من العقد الاجتماعية التي يواجهها المبدعون عادة في عالمنا العربي، مؤكداً أنه كان يريد تصوير أعماله بحرية كبيرة، وأن يترك الحكم في النهاية للجمهور نفسه.

"بورن آوت".. من قلب الشارع
ويعرض الفيلم المغربي "بورن آوت" حياة ثلاث شخصيات رئيسة في العمل، تقاطعت حياة بعضهم أحياناً، وبقي البعض الآخر من دون أن يلتقوا أو تتقاطع حياتهم طوال العمل، وهذه الشخصيات الثلاث هي كل من "جاد"، والذي يؤدي دوره الممثل أنس الباز، وهو ملياردير على وشك الطلاق من زوجته، وبيع حصته بشركة والده المتوفى الذي لم تكن تجمعهما علاقة جيدة، ويعيش "جاد" حالة من الضياع والملل الشديدين، فهو مهووس بالسرعة وسيارات السباق، وحياته على وشك الانهيار الاجتماعي، ويظل باحثاً عن حالة جديدة وحياة مختلفة.

وتتقاطع حياة "جاد" مع حياة الشخصية الرئيسة الثانية من العمل، وهو "أيوب" الطفل الفقير والمعدم، والذي يعمل ماسحاً للأحذية، وأحد أحلامه أن يحضر "رجلاً اصطناعية" لوالدته، وهو يحاول أن يتعدى الكثير من التحديات، أحدها أحد الأطفال الآخرين الذي دائماً ما يقوم بالتنمر عليه، لكن "أيوب" يساعده على الرغم من ذلك، وتنشأ صداقة غريبة من نوعها بين الملياردير "جاد"، والطفل الفقير "أيوب"، حيث يتعرف "جاد" إلى عائلة "أيوب"، وتنشأ بينهم علاقة غريبة من نوعها.

على الطرف الآخر، هناك الشخصية الرئيسة الثالثة، وهي "عايدة"، التي تؤدي شخصيتها الفنانة ساره بلريس، وهي طالبة في كلية الطبّ في السنوات التخرج، تعيش وحدها في المدينة، بعيداً عن عائلتها، وتضطرها ظروفها المادية أن تعمل في حياة الليل، حيث تتعرف إلى أحد السياسيين في البلاد، والذي يكون مناهضاً كبيراً لعمليات "الإجهاض"، وتتقاطع حياة "عايدة" بشكل قليل ومحدود مع حياة الطفل "أيوب" خلال أحداث العمل.

جرأة العمل سينمائياً واجتماعياً
تمكن المخرج لخمري، من أن يقدم عمله بجرأة كبيرة، حيث أنه ضرب على أوتار حساسة في المجتمع المغربي، من دون أن يلتفت إلى الـ"تابوهات" التي ترفض طرح هذه المشاكل، فاستطاع من خلال ذلك أن يقدم عملاً سينمائياً مهماً، يعرض المجتمع المغربي بشكله الحقيقي للغاية، ولكنه شكل فني أيضاً بالوقت نفسه، معتمداً على صور من حياة ثلاث شخصيات من خلفيات اجتماعية مختلفة، وعلى الرغم من كونها حقيقية جداً، إلا أنه تمكن من صنع الحبكة السينمائية بينها.