أدونيس يلبس مراكش قفطاناً بقصيدة

4 صور
أهدى الشاعر والمفكر العربي أدونيس قصيدة "مراكش فاس والفضاء ينسج التأويل" إلى المغرب كتبها منذ 35 عاماً، وقال إنه سعيد جداً بهذا اللقاء لأنه لم يلتق الجمهور المغربي منذ زمن طويل، وأثنى على الجهة المنظمة التي أتاحت له هذه الفرصة، وعبر عن حبوره كون هناك بلد عربي يجسد الخلاصة الحضارية ما في الشرق العربي وما في الغرب الأوروبي، وبدأ القصيدة قائلاً:
طفلا تدخل مراكش في حاشية
من توابع الشجر والعشب
كل غصن تاج من نار

وأردف يقول:
مُراكش حيث تلبس القصيدة قفطانها، وحيث ساحة جامع الفنا «كوْن مشحونٌ بكهرباء الذكرى".
أما عن فاس فقال:
تقدموا في هذه الزنقة
أبواب تطبق السر
وذلك المحو يرشدكم
للطين كتب و قراءات
وللفخار أقلامه وصحائف

وتقاسم أدونيس مع جمهوره سمراً شذرياً من خلال الأمسية التي أحياها في مسرح محمد الخامس بالرباط، وقدمها الكاتب المغربي نور الدين أفاية، ترنم خلالها بأشعاره مختتماً بقصيدة الوقت، والتأم في لحظات حميمية مع قرائه الذين التفوا حوله فوق المسرح حاملين مؤلفاته ليوقعها لهم كتذكار على هذا اللقاء التاريخي، وفي تقديمه للشاعر قال الكاتب المغربي عبد الإله بلقزيز:

يجتمع في أدونيس ما قلما اجتمع في غيره: الشعر والفكر، شاعر مفكر أو مفكر شاعر، وحده أدونيس يؤلف بين ما يختلف، فيكون البرزخ الذي يصل الصورة بالتصور، والرؤيا بالرؤية، والتعبير بالتنظير، ويولد من ذلك المزيج الفذ مساحة من الثقافة والتعبير جديدة كلياً.

مع أدونيس تبلغ القصيدة مقاماً في معراجها غير مسبوق، حيث اللغة تنحت مفرداتها من نهر التصوف والفلسفة والعشق والتوحد، وحيث الصور لوحات تشكيلية مكتملة.

ويشد الشاعر العربي، بعد أمسية الرباط، الرحال إلى مدينة أغادير ليشارك بمهرجان "فنون للشعر المغربي"٬ التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأغادير. إلى جانب باقة من الشعراء المغاربة في الشعر الفصيح والعامي، كصلاح الوديع، ومراد القادري، والعالية ماء العينين، وياسين عدنان، ووداد بنموسى، وغيرهم حيث سيتم تكريم بعض من الأسماء المضيئة في المشهد الثقافي المغربي، كالشاعر عبد الكريم الطبال، وفاطمة شهيد.