فانوس رمضان.. تاريخه وحكايته

سيدة تستعد لرمضان بشراء الفوانيس
صورة تحمل فانوس رمضان
صورة تجمع عدة اشكال لفوانيس رمضان
الاقبال على شراء الفانوس
5 صور

ارتبط الفانوس بـ شهر رمضان الكريم حيث يُعَد أحد المظاهر الشّعبيّة الأصلية في الوطن العربي، وهو أيضاً واحد من الفنون الفلكلورية الّتي نالت اهتمام الفنّانين والدّارسين حتّى أن البعض قام بدراسة أكاديميّة لظهوره وتطوره وارتباطه بشهر الصّوم ثمّ تحويله إلى قطعة جميلة من الدّيكور العربي في الكثير من المنازل. وظلّ عبر العصور أحد مظاهر رمضان وجزءً لا يتجزأ من احتفالاته ولياليه.


تاريخ فانوس رمضان

تاريخفانوس رمضان


هناك العديد من القصص عن أصل الفانوس وتاريخه منها: أن المصريين هم أول من عرف فانوس رمضان، وتقول الرواية أنه يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادماً من المغرب في الخامس من رمضان عام 358 هجرية، خرج المصريون في موكب كبير اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية للترحيب به، وكانوا يحملون الفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق له، وهكذا بقيت الفوانيس تضيء الشوارع حتى آخر شهر رمضان، لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة.


ومن بعض الروايات أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق وكان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم الأطفال معاً بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.


ويقال أنه خلال العصر الفاطمي في عهد الحاكم بأمر الله في القرن العاشر الميلادي، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا.

أياً كان أصل الفانوس إلا أنه يظل رمزاً خاصاً بشهر رمضان المبارك في مختلف الدول العربية لاسيما مصر والتي خرج منها لبقية الدول العربية وظل رمزاً رمضانياً فيها كدمشق وحلب والقدس وغيرها، وانتقل الفانوس من جيل إلى جيل، حيث نشاهد الأطفال الآن يحملونه وهم ينشدون بعض الأهازيج للترحيب بشهر الصوم ويؤرجحون الفانوس، كما أنه اصبح من مظاهر الزينة التي تسبق الشهر الفضيل سواءً في الأسواق أو الشوارع والمنازل.


شكل الفانوس قديماً

فانوس رمضان قديماً


بدأت صناعة الفانوس في مصر قديماً "بعلبة صفيح مربعة" وبداخلها شمعة للإنارة، ثم ابتكر المصريون طريقة أخرى وهي صنع الفانوس من الصفيح والزجاج معاً، مع ترك فتحات تسمح للشمعة بالاستمرار في الاشتعال، وبعد فترة تطور شكل الفانوس حيث يتم تشكيل الصفيح بأشكال مختلفة، وتلوين الزجاج بالألوان المبهجة ونقشه بالنقوش والرسومات البسيطة.


تطور شكل الفانوس

بالرغم من التطورات التي طرأت على الفانوس إلا أنه ظل محتفظاً بشكله ومظهره العام، فقد ظهر اليوم الفانوس الكهربائي الذي يعتمد على البطارية واللمبة في تشغيله، وظهر الفانوس المتكلم الذي يصدر موسيقى وأغاني عند تشغيله، لينتهي بذلك عصر الفانوس المحتضن للشمعة المضيئة.

حكاية فانوس رمضان