التخلص من ويلات علاقة جنسية سابقة

من أكثر الأمور المؤرقة للأنثى عند بداية علاقة جديدة هو التخلص من ويلات وخيالات علاقة جنسية سابقة مرت بها، لاسيما إن كانت آثمة أو كانت مع شخص لا تربطها به الآن سوى مشاعر الكره أو الندم أو خيبة الأمل... فكيف تبدأ صفحة جديدة وهي مازالت تكابد وتعاني من ذكريات مؤلمة، وتخشى من تأثيرها على علاقاتها القادمة. فكما يظن البعض، فإنّ بعض ردود الأفعال تجاه المداعبات والاستثارات الجنسية قد تفضح وجود علاقة سابقة، وتنذر بفشل أي علاقة جديدة.

تروي لنا «أ.أ» تفاصيل مأساتها قائلة: «تم عقد قراني منذ ثلاثة أشهر على شاب محترم من عائلة جيدة، وعلى قدر كبير من العلم، وأنا منذ ذلك الحين أعيش في حالة نفسية سيئة جداً؛ لأنني أشعر بخوف شديد من أن يكتشف وضعي، حيث وقعت ضحية خالي الذي اعتاد على ممارسة المداعبات الجنسية معي في الصغر بشكل كبير.

لا أخفيكم، بدأ معي على هذا الحال منذ كنت في المرحلة المتوسطة، وخالي في بداية المرحلة الجامعية، كنت أهرب أحياناً منه؛ لشعوري بأنّ ذلك خطأ، ولكن مع مرور الوقت شعرت بالسعادة والحب والراحة معه، فتقبلت هذا الوضع لمدة 6 سنوات كاملة، كنا نتقابل كل فترة دون رقيب أو حسيب، بل كنت أركب معه في السيارة ونتمشى ونسهر ونمارس ما يحلو لنا من مداعبات وعلاقة جنسية، لكن دون أن يمس عذريتي، ثم سافر خالي لمدينة أخرى لظروف عمله وتزوج هناك، وبقيت أنا أعيش على ذكرياته وحبه. وبعد أن كبرت وشعرت بكبر الخطأ الذي وقعت فيه ندمت وتبت. لكني أخاف الآن من أن يكتشف خطيبي علاقتي السابقة من خلال إحساسه بمعرفتي وخبرتي في الأمور الجنسية».

يخبرنا المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش عن الحل في مثل هذه الحالات قائلاً: «الاعتداء الجنسي وعلاقات زنا المحارم جرح غائر يبقى في النفس حتى لو كبر الشخص، وربما يؤثر في مستقبله سواء نفسيّاً أو سلوكيّاً، لذلك يحتاج المتعرض له إلى إعادة ترميم شخصيته التي اهتزت جرَّاء الشعور بالخوف والرعب، ناهيك عن الصدمة النفسية في حياته والشعور بالذنب والخوف من الفشل المستقبلي. ولكل قصة أبعادها، وتختلف حالة عن حالة من حيث درجة تقبّل الموضوع أو عدمه، ولكن قصتنا هذه كانت الفتاة مقاومتها ضعيفة جداً لإغراءات خالها، حيث لم يتعب في إقناعها بالخطأ، فاستجابت له ومارست معه كل ما يحلو لها لمدة 6 سنوات، وكانت حاجتها الحقيقية من الموضوع فقط كيف تتخلص من آثار العلاقة السابقة من ناحية نفسية وسلوكية؟ 

وهذا بسيط جداً؛ لكون البنت متفتحة ومتفهمة ما معنى العلاقة بين الرجل والمرأة وكيفية ممارستها؟ والحل يكمن في إقناعها بالتوبة وتعزيز العلاج الإيماني، والتركيز على أمر نسيان محبة خالها، فإنّ التخلص من هذا الحب هو السبيل إلى نسيان الذكريات الجنسية تلك، لاسيما إن بدأت في التقرب من زوجها وإدراك أنّ هذا هو حبها الحلال الذي أكرمها الله به لتمارس معه علاقة محللة مباركة لن يشوبها الخوف أو الندم. وتدريجيّاً عندما تشعر بالمحبة لهذا الزوج ستبدأ بالانجذاب الجنسي له ليبقى هو فارس خيالاتها الجنسية».

ويلفت القراش الانتباه إلى عدة نقاط مرتبطة بقضية زنا المحارم والعلاقات الجنسية المتهورة التي دوماً ما تتحول من وهم وحلم إلى كابوس مزعج يرافق صاحبه:
1. العذرية

ليست قطرات دم تسيل لتثبت عفاف الفتاة، وإنما العذرية هي طهارة النفس والقلب من الرجس والنجاسة والهوى.
2. الإهمال
فالأسرة كان لديها إهمال واضح في عملية مراقبة الفتاة خصوصاً مع الأقارب، وهذه كارثة يجب الانتباه لها، فليس كل قريب محل ثقة.
3. دناءة النفس
فدور الخال في القصة فيه دناءة نفس كبيرة؛ لكونه هو من فتح عيون ابنة أخته على أشياء أكبر منها، ربما تستمر معها حتى كبرها.
4. ضعف الوازع الديني
يقود الإنسان لارتكاب حماقات ربما تكون سبب هلاكه. إلا إن في التوبة شفاء النفوس ومعالجة اعوجاجها وآثامها.