هل مقالب رامز جلال مفبركة بالكامل، أم يعرف النجم بعض التفاصيل لكن لا يعرف طبيعة المقلب، أم هناك نجوما تنطلي عليهم الخدعة منذ البداية ويذهبون إلى موقع التصوير سواء كان في دبي أو المغرب أو حتى روسيا وهم يصدقون أنهم سيقابلون شخصا آخر وأن رامز جلال ليس داخل حدود هذه البلاد؟
ما سبق من أسئلة ترددها الصحافة المصرية والعربية سنويا، بعضهم يرددها لوجه العمل الصحفي والآخر يفعل أملا في إضعاف صاحب المركز الأول في برنامج المقالب على مدى 8 سنوات، هؤلاء الذين يريدون الوقوف أمام قطار رامز جلال، يرفضون موسما بعد الآخر الإعتراف بأن الجمهور بات يتابع برامجه وقت الإفطار بتوقيت القاهرة سواء عبر الحياة أو إم بي سي دون البحث عن إجابات للأسئلة المطروحة في بداية هذا المقال .
بكل وضوح، يعاني التحليل الفني في الصحافة العربية من عيبين أساسيين، إما أنه يركز على عنصر واحد في العمل، يرى فيها نقيصة أو حتى ملمح إيجابي، فيقول على أساس هذا العنصر أن العمل سلبي بالكامل أو إيجابي بوجه عام، العيب الثاني هو ربط التحليل بأهداف غير صحفية، تحديدا أهداف إعلانية، بعض من يهاجمون رامز جلال عاما تلو الآخر ستتغير مواقفهم او انتقل البرنامج بجمهوره بمعجبيه لقناة أخرى، أولئك وهؤلاء، أصحاب التحليل الناقص أو التحليل المنحاز تتراجع أصواتهم دائما بعد الأسبوع الأول ليستمر قطار رامز جلال بشكل يستدعي البحث عن تحليل متكامل لظاهرته المستمرة منذ 2011 .
بالتأكيد هناك تفاوت في النجاح الجماهيري للمواسم الثمانية، كذلك يتأثر البرنامج بوقوع معظم النجوم الكبار في الخدعة ويبحث عن وجوه جديدة قد لا تكون جماهيريتها وردة فعلها بنفس جاذبية هيفاء وهبي وفيفي عبده وراغب علامة على سبيل المثال، لكن التحليل المتكامل والمنصف يقول أن نجاح رامز واستمراره غير مرتبط بالنجوم فقط، هناك مجهود كبير في الفكرة والتحضير دائما، يستفيد فريق البرنامج من أحدث صيحات تكنولوجيا تصوير هذه النوعية من المقالب، المقدمة التي يقولها رامز عن الفنانين حتى لو كان البعض يرى فيها تجاوزا، أحد عناصر الجذب، تنوع المقلب من عام لآخر، بين حريق هائل، وطائرة تهبط بسرعة، ورمال متحركة، وصولا لنمور روسيا، أمر يؤكد أن هناك صناعة حقيقية للحدث وإلا كان أسهل شئ الاتفاق مع النجم على تمثيل الخوف من أي مقلب والسلام .
هناك بالتأكيد فنانون يعرفون بالمقلب، أو على الأقل يكتشفونه خلال التصوير ويستمرون، لكن هناك من لا يعرفون وأخرهم كان شيكابالا نجم الزمالك، وما لا يراه المنتقدون بسبب غياب الموضوعية، أن برامج رامز جلال تحولت إلى "شو تلفزيوني متكامل" وهو ما يظهر بوضوح من اقبال الأطفال عليه، وقيام معظم المطاعم في القاهرة بتشغيل الحلقات وقت الإفطار طوال رمضان ، يحدث هذا في الوقت الذي تراجع كل منافسوه، بدأت المنافسة بإدوارد ثم محمد فؤاد ثم هاني رمزي والأخير صمد ثلاثة مواسم ولم يكمل في رمضان 2018، بالتالي لم يعد أمام الناقمين على نجاح رامز جلال سواء أن يقتلوه أو يطرحوه أرضا ليخلو لهم السوق الإعلاني لكن للجمهور دائما الرأي الأخير .
إلى متى قد يستمر رامز جلال في تقديم هذه البرامج، هل يتوقف العام المقبل أم يجد فكرة جديدة و30 ضحية يمكن الإيقاع بهم، الإجابة برسم الفنان الذي استعاد بعضا من عافيته السينمائية بفيلمه الأخير "رغدة متوحشة" لكنه يعرف أن اسمه في سجل الفن سيظل مرتبطا ببرامج المقالب بالتالي لا لوم عليه لو منح بطولة الأفلام الأولوية الثانية في مشواره.
