القدرة الجنسية عند الرجال.. المؤثرات والحلول

يتساءل عدد كبير من الرجال المقبلين على الزواج وخاصة الشباب عن "القدرة الجنسية" لديه وعن تقييم هذه القدرة قبل أن يحصل اللقاء مع الزوجة. والحقيقة العلمية تؤكد أن تقييم هذه القدرة الخاصة يصبح أكثر سهولة عند الرجل منها عند المرأة، وذلك لسبب رئيس وهو وضوح العلامات الدالة على القدرة الجنسية عند الرجل بصورة ظاهرة خارجياً وأيضاً لتوافر بعض طرق الفحوصات الإكلينيكية لهذه القدرة.

الحالة:
الرسالة التالية وصلتني من شاب رمز لنفسه بالمتردد يقول، إنه شاب يبلغ من العمر 26 عاماً أنهى المرحلة الجامعية ومرتبط عاطفياً بشابة تقاربه في العمر ويفكر جدياً في الارتباط بها، ولكن لديه الكثير من المخاوف من عدم التأكد من قدرته الجنسية على القيام بواجباته الحميمة خاصة بعد ما سمعه من أصدقائه من مواقف سببت لهم الكثير من الحرج وجعلت بعضهم يتحاشى تكرار التجربة المتعلقة بالزواج واللجوء إلى الاستمتاع "المحظور" من دون أي إهانة للرجولة والكرامة.

الإجابة:
شكراً على ثقتك بنا، ونحن نحرص كل الحرص على تقديم المشورة الصحيحة لكل من يحتاجها.

أولاً: يجب توضيح بعض الحقائق العلمية عن موضوع القدرة الجنسية لدى الرجال، والتي تختلف عن الرغبة الجنسية (الرغبة الجنسية هي حالة محددة تتمثل في الشعور بالإثارة والرغبة في التواصل الجسدي لإتمام عملية الجماع)، ومن الأمور التي تؤثر على ضعف الرغبة عامل الحالة المزاجية مثل تأثير مرض الاكتئاب.

أما القدرة الجنسية فتعبر عن الاستعداد الجسدي لتحقيق الإثارة والاستجابة لها عن طريق عدة عوامل:
1- تختلف القدرة الجنسية بين الرجال، وحتى أيضاً عند الرجل الواحد باختلاف الوقت والناحية العمرية وأيضاً لاننسى تأثير عوامل الصحة العامة وتأثيرات بعض الأدوية والمواد على القدرة الجنسية؛ فمثلاً في مراحل عمرية معينة ومع الممارسة المنتظمة نجد أن القدرة الجنسية تكون أكثر منها عند حدوث أمراض معينة مثل الإصابة بمرض السكري (خاصة إذا لم يكن تحت العلاج الطبي الجيد) ويتضح أيضاً الدور السلبي لبعض التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية، مثل بعض أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم العالي.
وأيضا تأثير التعب والإعياء الجسدي على القدرة الجنسية عند الرجل، ومن الأمور المتعارف عليها طبياً أن الاكتئاب والقلق كمرض يؤثر أيضاً على القدرة الجنسية بالإضافة إلى تأثيره السلبي على الرغبة الجنسية.

2- هناك بعض الطرق التي تستخدم لمعرفة مدى القدرة على الانتصاب وذلك عن طريق قياس مستوى ضخ الدم للقضيب أثناء الليل بالإضافة إلى الفحص الإكلينيكي، مثل إذا كان هناك انتصاباً أثناء النوم والاحتلام، وأيضاً إذا كان هناك انتصاباً جيداً أثناء التبول وغيرها من الطرق، التي عادة ما تستخدم للحالات التي تعاني من صعوبة في الانتصاب وتؤثر سلباً على الأداء الجنسي.

بعض الحالات التي تعاني من القذف المبكر قد تعطي انطباعاً خاطئاً بعدم القدرة على الانتصاب، والعلاج هنا يكون في علاج مشكلة القذف المبكر، وبالتالي يصبح لدى الشخص قدرة أفضل على الممارسة الحميمة.

3- هناك بعض الطرق الطبيعية التي يمكن أن تساعد على الاستمتاع بالقدرة الجنسية لدى الرجل من دون الحاجة لاستخدام أدوية منها: تخفيف التدخين والأفضل الامتناع عنه تماماً، ما يساعد على تقليل الآثار السلبية للنيكوتين على الجهاز التناسلي، والاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة لاحتوائها على مادتي الزنك وفيتاميني "ب، هـ" وهما الأكثر من ناحية التأثير الإيجابي على الجهاز التناسلي عند الرجل، وتخفيف حدة القلق ومعدل التوتر أيضاً يسهم في تحسين القدرة الجنسية. ويجب التأكيد على أن الأدوية التي تؤخذ لتحسين الأداء الجنسي يجب أن تكون تحت إشراف طبي متخصص.

نصيحة:
يجب عدم التسرع في الحكم على الأمور قبل معرفة الحقيقة العلمية للحالة، خاصة وأن بعض الأشخاص قد يقدمون نصائح سلبية وضارة ومحرمة في موضوع العلاقة الجنسية، ما يحرم الشخص من الاستمتاع بحياة جنسية صحية ومتوازنة مع شريكة الحياة، مع التأكيد أن القلق والتوتر يعدّان أهم الخصوم للأداء الجنسي عند الرجل.