نقاد لـ "سيدتي نت": الدراما السعودية في رمضان.. قوة في الإنتاج وضعف في الأفكار وإساءة لمناطق معينة

إبراهيم الحساوي يتوسط ريماس منصور ونرمين محسن من مسلسل عوض أبا عن جد
راشد الشمراني في لقطة من مسلسل شير شات
أسعد الزهراني وحبيب الحبيب بطلا عوض أباً عن جد
فايز المالكي وراشد الشمراني وحسن عسيري من مسلسل شير شات
فايز المالكي ودارين البايض من مسلسل شير شات
فايز المالكي وراشد الشمراني وحسن عسيري من مسلسل شير شات
الناقد محمد العمر
عبدالله السدحان بطل بدون فلتر
عبدالله السدحان بطل بدون فلتر
عبدالله السدحان وإبراهيم الحساوي بطل بدون فلتر
عبدالله السدحان بطل بدون فلتر
إبراهيم الحساوي يتوسط ريماس منصور ونرمين محسن من مسلسل عوض أبا عن جد
أسعد الزهراني في عوض أباً عن جد
إبراهيم الحساوري وريماس منصور والمخرج أوس الشرقي
14 صور

أسدل السـتار على المسلسلات الرمضانية هذا العـام، التي حملت في طياتها كثيراً من الأحداث والحكايات، وعرضت عبر القنوات الفضائية على مدى 30 حلقـة أو أكثر مواضيع درامية وكوميدية وتراجيدية، وناقشت كثيراً من القضايا الاجتماعية، وعلى الرغم من وفرة المسلسلات السعودية الرمضانية هذا العـام، إلا أن "العاصـوف"، كان المسلسل الدرامي التراجيدي الوحيد بينها، عكس باقي المسلسلات التي جاءت بصبغة كوميدية بحلقـات منفصلة، أو متصلة. وقد طالت الانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي بعضاً من هذه المسلسلات من ناحية المحتوى، أو المضـمون، أو الإخراج، حيث جاءت دون المستوى المأمول على الرغم من الميزانية الكبيرة التي رصدت لإنتاجها، ولم تنل كثيرٌ منها إعجاب الجمهور، لتكرارها الشخصيات، أو المواضيع القديمة نفسها، أو لضعف قصتها.

انتقادات عدة طالت المسلسلات السعودية، وتحديداً في أولى حلقـاتها، حيث خيَّب بعضها الآمال الكبيرة المعقودة عليها، ولم توفَّق في نيل إعجاب المشاهدين، منها مسلسلا "شير شات"، و"بدون فلتـر"، اللذان عرضا على SBC القناة السعودية الجديدة، إضافة إلى كثير من البرامج، التي عرضت في رمضان، حيث لم تحقق هذه الأعمال الانتشار المتوقع، الذي يضمن لها الاستمرارية في المواسم المقبلة.

كذلك الحال مع مسلسل "عوض أباً عن جد"، في فترة الذروة على قناة MBC، الذي طالته الانتقادات لانتهاجه فانتازيا تاريخية، عُرضت على شكل أربع إلى خمس حلقـات. ولم يحقق العمل أيضاً الأهداف المرجوة منه بتقديم رسالة درامية هادفة، أما مسلسل "العاصوف" الذي انتظره الجمهور طويلاً، وعُرض في فترة الذروة كذلك، فأثار موجة كبيرة من الجدل بسبب الأفكار والمواضيع التي ناقشها، وتعود إلى فترة السبعينيات الميلادية في السعودية، كما قيل.

وعرضت "روتانا خليجية" مسلسل "شباب البومب" في موسمه السابع، وعلى الرغم من المتابعة الجماهيرية الكبيرة له، إلا أنه لم يسلم من الانتقادات التي طالت طريقة طرحه المواضيع الشبابية وفق النهج نفسه منذ جزئه الأول.

وحول ذلك، تحدث مشعل العنزي الناقد الفني، عن الممثلين الذين شكَّلوا نقلة نوعية بانتقالهم من قنوات الـ "يوتيوب" إلى التلفزيون، ومنهم خالد الفراج عبر برنامج "حالتنا حالة"، الذي عُرض على قناة SBC على شكل "اسكتشات درامية وكوميدية"، حيث قال عنه: "هو عمل متنوع ومختلف عكس الأعمال الأخرى ذات الأداء الضعيف، فالعمل الذي عُرض على شكل حلقات قصيرة، كان الأكثر تميزاً. مطالباً بعرضه في المواسم المقبلة".

كذلك تحدث عن المسلسلات التي أنتجتها قناة MBC، وأوضح أن مسلسل "عوض أباً عن جد"، الذي أدى فيه أسعد الزهراني دور البطولة، على الرغم من بعض الأخطاء فيه، إلا أن القالب الفني الذي قُدِّم من خلاله كان جيداً، ولم يؤثر في ذلك مرور بعض المشاهد التي جاءت بمنزلة "الحشـو"، حيث إن الفكرة التي طرحها لم تكن سيئة. وأشار إلى أن بعض حلقات العمل لم تتسم بالجدية، أو طرح قضية درامية معينة، لكنه تميَّز بالصلة الجيدة مع الجمهور، وقال: "الجمهور أصبح يستوعب فكرة طرح مجموعة من الحلقات في العمل الدرامي الواحد".

وقدَّم العنزي نصيحة إلى الممثلين فايز المالكي، وحسن عسيري، بالتوقف تماماً عن أداء الشخصيات نفسها التي يقدمانها، لكيلا يشعر المشاهد بالملل، ولأن تلك الشخصيات أصبحت مستهلكة. وأوضح أن شخصية حسن عسيري في "شير شات" أساءت إلى الرجل الجنوبي في السعودية، مبيناً أن الشخصيات المقدَّمة في العمل سيئة عطفاً على ما تم تقديمه، متسائلاً عن سبب ربط الكوميديا عند فايز المالكي وحسن عسيري بشخصيات معينة، تنتمي إلى مناطق محددة، ما يثير غضب كثير من أفراد المجتمع السعودي.

وقال العنزي: "هناك نقاط أساسية يجب مراعاتها في الأعوام المقبلة، وتقع على عاتق المنتج، أو القناة المنتجة لتقديم أعمال على مستوى عالٍ في رمضـان، منها العمل عليها قبل وقت طويل من حلول شهر رمضان لضمان تقديم أعمال مرموقة وهادفة، حيث إن بعضهم يبرر الفشل بضيق الوقت قبل الشهر الكريم.

وأكد أن هناك عوائق قد تواجه العمل، منها ضعف الكوادر العاملة، فمسلسل "بدون فلتر" مثلاً من الأعمال التي بقيت تصوَّر خلال شهر رمضـان لقلة المدة الزمنية المتاحة، ما يعد من أكبر الإشكاليات.

ووجَّه الناقد مشعل العنزي حديثه إلى المنتجين، وكتَّاب الأعمال، قائلاً: "هناك مشكلة تتمثل في تكرار الأعمال، مثل "شير شات"، الذي جاء نسخة مطابقة عن أعمال سابقة. وتمنى أن تكون هناك ورش عمل لكتابة النصـوص، لأنها أفضل من الكتابة الفردية، وبيَّن أن أفضل الأعمال المقدمة، كانت وراءها "ورش كتابة"، خاصة الأعمال الكوميدية. وكشف العنزي أن مخرج "شير شات" كان في السابق مدير إنتاج، وأصبح مخرجاً، ورأى أن عملية تغيير المخرجين مهمة جداً، ويعود فشل بعض المسلسلات إلى ضعف مستوى المخرجين، وإصرار بعض المنتجين على اختيار المخرج نفسه لأعمالهم كلها، ما يسبب الفشل للأعمال الدرامية، خاصة أن بعض المخرجين لا يملكون موهبة التطوير، وهذا جزء من أسباب فشل الأعمال الرمضانية هذا العـام.

فيما تحدث محمد العمر، الناقد والكاتب، عن صراع الممثلين والممثلات، واعتمادهم على عمليات التجميل، التي تغيِّر معالم الوجه، بالتالي ضياع ملامح الـ "كاركتر" المطلوب في الأداء التمثيلي، وقال: "هناك مَن يهتم بالمظهر أكثر من جودة الأداء، وهذا هو الفرق بين أهل الفن في السابق، وفي وقتنا الحالي الذي يعيش فيه الفن تخبطاً وضياعاً للهوية الفنية. وعتِبَ العمر على منتجي ومخرجي الأعمال الدرامية في تقبُّل المحسوبيات، واعتماد الأسماء الجديدة غير المقنعة في أعمالهم، ما يؤدي إلى إضاعة الهوية الفنية، وإنتاج أعمال ركيكة، حتى إن كانت القصة رائعة.

وحول الأعمال الرمضانية هذا العام، قال: "إنها باهتة وبلا طعم أو لون، أما أفكارها فتجاوزت الزمن الحالي. وأضاف أن الدراما المقدمة لم تتناول أي جديد، ولم تتم فيها الاستفادة من تجارب الأشقاء. وأشار إلى أن المدرسة المصرية تجاوزت نفسها بمراحل، حيث باتت تحاكي المتغيرات، وتستفيد من الوجوه الجديدة البارزة، وقال: "لدينا كوادر جيدة لذا أتمنى من المنتجين البحث عن كتَّاب متميزين في الدراما، ومخرجين لهم رؤيتهم وخبرتهم، وأن يتجنبوا غرور التوحد في الوسط الفني، لأنه سبب الإخفاق في الأعمال الدرامية".

وأكد العمر، أن الكوميديا التي قدمتها الأعمال الرمضانية السعودية "جامدة"، ولا جديد فيها من حيث المعالجة الدرامية على الرغم من الإمكانات الكبيرة التي توفرت لها، كما أن إخراج الأعمال رديء وسيئ، مثل مسلسل "شير شات"، الذي تكررت فيه الشخصيات، ما أظهر الفنانين ضعفاء فنياً على الرغم من تاريخهم الفني الكبير، وبيَّن أن أبطال هذا العمل قدموا أدواراً رائعة سابقة، جعلتهم محل تقدير واهتمام الجميع. وحول تسابق القنوات الفضائية على كسب المشاهد، قال: "هذا الأمر يتعلق بالتجارة، لذا من الطبيعي أن نرى زخماً إنتاجياً في الدراما الخليجية والعربية". وأوضح العمر أن هذا الأمر قد يكون إيجابياً بشرط أن يكون السيناريو قوياً وذا حبكة مقبولة وقصة جديدة، وأوضح أن مشاركة البطل في أكثر من مسلسل في رمضان يؤدي إلى التشتيت والازدواجية بالنسبة إليه.