mena-gmtdmp

اكتشاف فخاريات تعود إلى الفترة الإسلامية المبكرة في المجمعة

أعمال التنقيب الأثرية في موقع غيلان الأثري
صورة من أعمال المسح والتنقيب الأثري في مدينة غيلان الأثرية
3 صور

أسفرت أعمال التنقيب الأثرية في موقع غيلان الأثري بعودة سدير في محافظة المجمعة بمنطقة الرياض عن اكتشاف كسر فخارية لعدد من الأواني المزججة وغير المزججة التي تعود إلى الفترة الإسلامية المبكرة، ما يشير إلى أن الموقع يحتوي على فترة استيطان مبكرة ربما تظهر بكثافة في أجزاء أخرى من محيط القصر.
وأظهرت أعمال التنقيب التي يقوم بها فريق متخصص من قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالتعاون "دعماً وتمويلاً" مع كليات الشرق العربي للدراسات العليا، أن قصر غيلان بُني في موقع متميز على سفح جبل يطل على وادي سدير بمساحة 18.000م2، وارتفاع 684 متراً عن مستوى سطح البحر. وتتبع القصر مبانٍ ملحقة تحاذيه من الخلف، وقد بُني من مداميك الحجارة المرصوصة مختلفة الأشكال، وتربط بينها مونة من الطين على طبقتين، إضافة إلى اختلاف طريقة وأسلوب بناء القصر عن أسوار وحوامي البلدة القديمة لعودة سدير التي بنيت بطريقة العروق الطينية، وهو أسلوب البناء التقليدي لأسوار بلدان نجد قديماً.
كما أظهرت الكشوفات التي تمت في الموقع، بمقارنة بناء القصر وتقسيماته مع المواقع القريبة منه الواقعة في عودة سدير والمسجلة لدى الهيئة، وهي: قارة الزبير، موقع مسافر، موقع القرناء، وموقع جماز، أن غالبية تلك المواقع بنيت بالحجارة والطين، حسبما تم مشاهدته من بقايا الأساسات وأسوار قصر غيلان. وتتشابه تلك المواقع في طرق البناء، وتقسيمات المنشآت، ووجود بعض أساسات القنوات المائية، مثل موقع مسافر وجماز والآبار، كذلك تم تسجيل ملتقطات سطحية متشابهة في النوع وطريقة الصناعة، ما يعطي دليلاً على أن المواقع الأثرية في عودة سدير مرتبطة ببعضها، وبنيت في فترة تاريخية متقاربة، وربما هي أحياء لمدينةٍ في وادي سدير.
وتم أيضاً اكتشاف بعض الكسر الفخارية لعدد من الأواني المزججة باللون الأخضر والأزرق، وكسر فخارية حمراء داخل البئر المنحوتة في الجهة الشمالية الشرقية من القصر الملاصق للسور الشمالي المتهدم الذي يبلغ قطره 1.30 متر وطمرته الأتربة على مر الأزمنة، ولم يتضح منه إلا عمق 1.20 متر.
ويعد موقع غيلان من أهم المواقع الأثرية في عودة سدير التابعة لمحافظة المجمعة الواقعة في الجزء الشمالي من منطقة الرياض على بُعد 160 كيلومتراً على سلسلة جبال طويق، حيث إن قصره من أهم المعالم الأثرية في غيلان، وقد بقيت منه أجزاء مرتفعة عن سطح الأرض، ويقع القصر على بُعد 600 متر جنوب مركز عودة سدير، وتحده من الشمال أرض فضاء، ومن الجنوب مخطط سكني، ومن الغرب أرض زراعية، ومن الشرق طريق سدير الرياض القديم.